التدخل البري في اليمن.. هدف أمريكي وحلم سعودي لمواجهة إيران - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 6:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التدخل البري في اليمن.. هدف أمريكي وحلم سعودي لمواجهة إيران

تقرير – مصطفى ندا
نشر في: الأحد 29 مارس 2015 - 12:17 م | آخر تحديث: الأحد 29 مارس 2015 - 12:58 م

تتصاعد الأحداث في القطر اليمني بشكل متسارع حتى أصبحت الكلمة الأولى والأخيرة للسلاح، بعد أن فشلت المفاوضات السياسية لوضع حل في البلد العربي المضطرب والصراع المحتدم بين جماعة أنصار الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح ضد شرعية الرئيس هادي منصور عبد ربه الذي استغاث بالعرب الذين شكلوا تحالفا عسكريا بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة الحوثيين في عملية اطلقوا عليها «عاصفة الحزم».

التحالف العربي يقود المعركة من الجو بقصف مواقع وأهداف تابعة لجماعة الحوثي، إلا أن احتمالية الاستعانة بقوات برية في الحملة العسكرية في اليمن أصبحت تلوح في الأفق بعد تصريحات عدد من المسؤولين في اليمن وقادة في التحالف العربي العسكري، إلا أن هناك أنباء عن وجود ضغوط من بعض الدول الخليجية والغربية لتأجيل بدء العملية البرية لإتاحة مساحة للحل السياسى باعتباره الهدف الأخير لكل التحركات بشأن الأزمة اليمنية.

وسط تلك الأزمة.. «الشروق» استطلعت آراء متنوعة لدبلوماسيين وعسكريين ومختصين في العلاقات الدولية لتحديد النقاط الإيجابية والسلبية الناتجة عن القيام بعملية برية داخل الأراضي اليمينة لحسم الصراع على الصعيد الميداني وإيقاف تقدم جماعة الحوثي للانقلاب على شرعية الرئيس اليمني الهادي عبد ربه منصور.

إرسال قوات برية يحقق هدف أمريكا وإسرائيل

الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أبدى عدم تحمسه لأي قرار عربي يوصي بإرسال قوات برية إلى اليمن، معتبرا أنه سيؤدي إلى تعقيد الأمور فضلا عن أن ضربات التحالف العربي الجوية كانت كفيلة بقطع الإمدادات العسكرية لجماعة الحوثيين وقطع الطريق عليهم الى صنعاء.

نافعة أوضح "أن الدول العربية تعاملت باستخفاف شديد مع الجانب الإيراني وأن التسرع بإرسال قوات برية للدخول في مواجهة مباشرة مع جماعة الحوثي لن يكون الحل على الإطلاق وسوف يؤدي باليمن إلى نفق مظلم وإطالة مدة النزاع المسلح هناك.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التدخل البري في اليمن يمثل انصياعا للإدارة الأمريكية والإسرائيلية أكثر مما ينبغي والتي باركت توجيه ضربة عسكرية داخل الأراضي اليمينة لمصالح استراتيجية خاصة بها لها علاقة وطيدة بالضغط على الجانب الإيراني فيما يتعلق بالملف النووي وهو الأمرالذي يتحمله القادة العرب.

ويرى الدكتور حسن نافعة أن إيران تحاول استخدام سلاحين اولهما النزعة الطائفية بين السنة والشيعة متمثلا في الصراع القائم في اليمن مع جماعة الحوثي فضلا عن الرغبة في التمدد داخل الوطن العربي موضحا ان بلادة الأنظمة العربية في العهود السابقة وعدم منح كافة حقوق المواطنة للطوائف الخرى مثل الشيعة وغيرها ادة الى تدهور الأوضاع في اليمن في الوقت الراهن.

سلاح القبائل يصعب التدخل البري.. وصالح يلعب بالبيضة والحجر

يرى القيادي بالتكتل الوطني لإنقاذ اليمن، بليغ مخلاف، أن ضربات التحالف العربي أجبرت الحوثيين على التراجع وأن فكرة التدخل البري في اليمن أمر صعب ويكفي وجود جيش وطني يمني مدعوم من التحالف بإمكانيات وأسلحة متطورة لحسم الصراع بريا بجانب القوات الجوية والبحرية.

وتحدث مخلاف، عن وما وصفه بالتداعيات الخطيرة من إرسال قوات برية للأراضي اليمينة، نظرا لانتشار أكثر من 60 مليون قطعة سلاح في أيدي القبائل المسلحة وهو ما يمثل إشكالية كبرى لأي قوات برية مرسلة من الدول العربية الشقيقة فضلا عن المناطق الوعرة والتضاريس الجبلية المعقدة في اليمن.

وأوضح مخلاف أن جماعة الحوثي هي جماعة مسلحة أتت من الكونغو ولا تؤمن بالحوار السياسي عكس ما كانت عليه في 2013 عندم انخرطت في العمل السياسي وشاركت في مؤتمر الحوار الوطني قبل السيطرة على أسلحة الجيش، لافتا إلى أنه لا يوجد صراع سني شيعي في اليمن وأن هناك أطرافا تريد أن تنقل الصراع من مذهبي لطائفي.

وقال القيادي بالتكتل الوطني لإنقاذ اليمن إن الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح «يلعب بالبيضة والحجر»، ويستغل أفرع تنظيم القاعدة الموجودة في اليمن والتي تتبع أطرافا سياسية عدة لتحويل النزاع السياسي القائم في اليمن الى حرب بين السنة والشيعة وهو أمر غير معقول.

السعودية تسعى لقطع أصابع إيران في المنطقة

وصف نشات الديهي، المتخصص في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية، التدخل البري في اليمن بانه لا محل له من الإعراب، لافتا إلى أن ما تبقى من الجيش اليمني يستطيع القضاءعلى سيطرة الحوثيين على الأرض خاصة بعد عملية «عاصفة الحزم» وقطع الإمدادات العسكرية بين صعدة وصنعاء.

وأوضح الديهي أنه يجب تعلم الدرس من التجربة القاسية للجيش المصري في اليمن في الستينات، فضلا عن أن الرئيس اليمني يرفض كل أنواع التدخل من أجل وحدة اليمن باستثناء عملية عاصفة الحزم وهو ما بدا واضحا من تصريحاته في مؤتمر القمة بشرم الشيخ.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن فكرة التدخل البري تلوح في أذهان المسئولين السعوديين نظرا لخطورة الوضع على الأمن القومي للملكة، نظرا لأن السعودية لديها مشكلة كبيرة تكمن في سيطرة الشيعة في شرق المملكة فضلا عن تواجدهم في البحرين وسوريا والعراق وبالتالي تريد أن تقطع الأصابع الإيرانية في المنطقة.

الحوثيون ليست جماعة إرهابية

من الناحية العسكرية قال اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج 1991، إن طبيعىة الأرض والحياة في اليمن لا تحبذ تواجد قوات برية، موضحا أن الوضع الحالي على الصعيد الميداني مفاده سيطرة الحوثيين على معظم شمال اليمن فإن تدخل قوات برية قد يؤدي إلى اصطفاف القبائل مع الحوثيين في مواجهة تلك القوات.

وأضاف بأن هناك هناك حساسية بين الشعب اليمني والسعودية واتضح الأمر جليا في حرب الخليج 1990 عندما غادر كل اليمنيين السعودية وبالتالي إذا حدث تدخل بري قد ينذر بحرب أهلية واقتتال يمني يمني بين القبائل المسلحة، فضلا عن وجود تنظيم القاعدة وداعش كطرف في المعادلة للقتال ضد الحوثيين مع الأخذ في الاعتبار بان الحوثيين ليسوا جماعة إرهابية.

نصيحة: الاكتفاء بعمليات جوية محدودة

قال السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية السابق أحمد القويسني أنه قبل انطلاق العملية العسكرية المعروفة بـ«عصافة الحزم» وجهت السعودية رسائل مباشرة للرئيس السابق عبد الله صالح من خلال ابنه وكذلك الأمر نفسه لإيران وللأصوات البارزة في جماعة الحوثي.

وتابع، "أن الرسائل مفادها أنه مهما طل صبر المملكة فإنها سوف تضطر للتدخل العسكري في اليمن لحماية أمنها القومي وكان الأمر معروفا للولايات المتحدة"، مضيفا أن المسرح اليمني شديد التعقيد في العمليات البرية وبالتالي القبائل بطبيعتهم مقاتلين ومسلحين وينصح بالاكتفاء بعمليات جوية محدودة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك