استكملاً للحديث عن الجانب الخفى الذى لا يتحدث عنه أحد عند تناول سيرة فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين، والمقصود به رسوماته اللافتة لكتب الأطفال، التى صدرت بمشاركة أسماء كبار مثل أحمد بهجت وصلاح عبدالصبور.
تعد سلسلة «جحا» لأحمد بهجت الأيقونة البارزة فى مسيرة «حسين». ثلاثة أجزاء صدرت من السلسلة عن دار الشروق، وهى: «جحا والقاضى»، و«جحا والحمار»، و«جحا والسلطان».
فى «جحا والسلطان»، كتب الكاتب الكبير أحمد بهجت، بلغته الخاصة التى جعلت قصص جحا المعروفة رشيقة: «وصل جحا وهو يسير وسط حميره الخمسة إلى باب معسكر السلطان، أوقفه الجند على الباب وسألوه: من أنت يا هذا وإلى أين تذهب؟ قال جحا: أيها الحمقى.. ألا تعرفون جحا؟ حكيم الحمقى وأحمق الحكماء.
وبرسومات موحدة لشخصية جحا بعمامته وذقنه الشهيرين، كتب أحمد بهجت عدة حوارات بين جحا والسلطان:
السلطان سأل جحا: هل تعرف لغة الحيوان؟
قال جحا: تخصصت فى لغة الحمير فقط.
قال السلطان: كم لغة تعرف أيها العالم المضحك؟
قال جحا: أعرف ثلاث لغات.. لغة البشر ولغة الحمير ولغة الصمت».
وبحوار ساخر قال حجا بجانب رسمة مبدعة لمجموعة من الحمير: «قلبى يحدثنى بأنك قاتلى.. قال تيمورلنك: يبدو أن قلبك على حق.. فى أى برج ولدت يا جحا؟ أدرك جحا أن امتحانه قد بدأ، وتصبب العرق الغزير على وجهه وقال لتيمورلنك
ــ ولدت فى برج التيس..
سأل تيمورلنك مندهشا: برج التيس؟ ليس هناك برج يحمل هذا الاسم.. هناك برج الجدى.. هل تقصد برج الجدى؟
قال جحا: ولدت فى برج الجدى، ولكن هذا حدث منذ أربعين سنة، ولا شك أن الجدى قد تحول فيهم إلى تيس.. إن أربعين سنة ليست مسافة بسيطة. فى هذه اللحظة، عادت الحمير إلى النهيق، وراح صوتها المنكر العالى يتردد فى القصر. قال جحا: اسكتوا عليكم اللعنة.. صحيح أنكم حمير».