لدواعٍ مالية أم سياسية.. 4 كيانات كبرى تغير ملامح المشهد الإعلامي قبل نهاية العام - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لدواعٍ مالية أم سياسية.. 4 كيانات كبرى تغير ملامح المشهد الإعلامي قبل نهاية العام

كتب - أحمد فاروق:
نشر في: الإثنين 29 أغسطس 2016 - 11:16 ص | آخر تحديث: الإثنين 29 أغسطس 2016 - 11:22 ص

- ياسر عبدالعزيز: «فاعل سياسى كبير» قرر الاستحواذ على حصة من السوق ليصنع إعلاما خاصا به.. والتحالفات تهدد بدهس المبادرات صغيرة ومتوسطة التمويل
- عمرو قورة: الحاجة إلى تمويل كبير دفع البعض للاندماج والاستحواذ.. والإغلاق سيكون مصير معظم القنوات الصغيرة
- طارق نور: الكيانات الكبرى ستبتلع الصغرى.. ورفضت دخول «القاهرة والناس» فى تكتلات لعدم وجود دواعٍ مالية
- إلهام أبو الفتح: إعلامنا غير هادف للربح.. وأبو العينين لدية ملاءه مالية ضخمه تحمى «صدى البلد» من التأثر
- عمرو قيس: وجود أكثر من كيان كبير يخلق نوعا من توازن القوى والتنافسية فى السوق بشرط عدم الاتفاق على الاحتكار
- عمرو فتحى: عملية تصحيح السوق ستنتهى عندما يكون واضحا على أرض الواقع من يملك القوة والقدرة
- أسامة الشيخ: إما أن تسعى القنوات الصغيرة لأن تكون كبيرة أو ستختفى
منذ شهرين تقريبا بدأت بالتوازى عملية تغيير كبرى فى المشهد الإعلامى المصرى، بدخول ملاك جدد للسوق كرجل الأعمال أحمد ابو هشيمة المالك الجديد لقناة on tv، واندماج قنوات كبيرة مثل النهار وcbc، وتحضير وكالة دى ميديا لاطلاق مجموعة قنوات جديدة باسم dmc، ورعايتها فى نفس الوقت لقنوات الحياة، لتتشكل بذلك 3 كيانات كبرى، ينطلق الجديد منها قبل نهاية العام، ويعاد اطلاق الآخرين فى نفس التوقيت، لتدخل المنافسة إلى جانب mbc مصر ذات التمويل الضخم.
«الشروق» ترصد فى هذا التحقيق مزايا وعيوب وجود هذه الكيانات فى السوق الإعلامى، وإلى أى مدى يمكن أن تخرج القنوات من عثراتها المالية بعد ان وصلت خسائرها فى عام 2015 فقط إلى مليار جنيه، وما هو الضرر الذى سيعود على القنوات صغيرة ومتوسطة التمويل، وهل هناك علاقة بين ما سبق والسياسة؟


بداية يقول الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، إن المشهد يمر بمرحلة تغيير جوهرى وفترة إعادة صياغة، نتيجة لمجموعة من العوامل المتصلة بصناعة الإعلام والسياق السياسى والاقتصادى.
وأوضح عبدالعزيز، أن السوق يعانى من التردى الاقتصادى، وعدم اليقين، وهذا يتسبب فى تقلص كبير فى عائدات الإعلان، التى تمثل المورد الأساسى للصناعة، فأصبح الدخول فى كيانات كبيرة ضرورة بعد الانكشاف المالى والفنى الذى تعرضت له بعض القنوات، واختارت أن تدخل فى تحالفات دفاعيه لتأمين قدرتها على البقاء.

يضاف إلى ذلك أن قدرا كبيرا من المال السياسى خاصة الخليجى انسحب بالفعل، وهذا المال دخل الصناعة لأسباب سياسية وليس لأسباب اقتصادية.
ولفت عبدالعزيز، إلى أن ما يحدث حاليا يشير إلى أن هناك «فاعل سياسى كبير» أراد تطوير تعبيرا اعلاميا خاصا به، وأن يسنده ماليا عبر منظومة إعلانية فاعله، فقرر الاستحواذ على حصة من السوق، ستدفع إلى تركيز المنافسة، ويضاف إلى كل ما سبق حسب «عبدالعزيز»، أن هناك درجة من درجات الانصراف عن المحتوى الإعلامى التقليدى، فى المقابل ارتفعت نسب التفاعل مع وسائل الإعلام الجديدة.
وشدد الخبير الإعلامى، على وجود عيوب لتركيز المنافسة، يمكن أن تؤدى إلى عواقب وخيمة على المشهد الاعلامى المصرى، منها زيادة درجة تركز الملكية، والتى تعزز النزعة الاحتكارية، وتقلص التنوع والتعدد، والميل إلى تغليب الصوت الواحد، ودهس المبادرات الإعلامية صغيرة ومتوسطة التمويل تحت أقدام اللاعبين الكبار والتحالفات، وهذا سيؤدى إلى تفاقم الأثر السلبى الناتج عن هيمنة الوكالات الإعلانية على السياسات التحريرية.

ياسر عبد العزيز

 
وقال المهندس عمرو قورة المنتج والخبير الإعلامى، ان بعض القنوات اتجهت للاندماج لحاجتها إلى تمويل وملاءة مالية كبيرة، فقررت أن تستحوذ حتى تكون قادرة على المنافسة.
وأضاف «قورة» أن الاستثمار فى القنوات لا يمكن أن يدر ربحا فى ظل هذا السوق الإعلانى الضعيف، وحتى تحقق أى قناة ربحا يجب أن تستحوذ وحدها على ٧٥٪ من كعكة الإعلانات، أما بالنسبة للقنوات الصغيرة، فسيكون مصير معظمها الإغلاق، لاستحالة وصول مليما واحدا من الإعلانات إلى أى منها، وبالتالى ستكون خسائرها متتالية، واستمرارها سيصبح لأسباب إما سياسية أو لخدمة صاحب المال.

عمرو قورة منتج


أما المهندس عمرو فتحى الرئيس التنفيذى لغرفة صناعة الإعلام، فقال إن هناك تغييرات فى المشهد الحالى، ولكنها خاصة بتصحيح وضبط السوق، وليس بالضرورة أن نعتبرها تضييقا أو تدخلا من الدولة.
فطبيعة الأمور فى جميع القطاعات، عندما تدخل فى عملية الإصلاح، يكون المشهد سائلا وملتبسا، حتى تصل إلى الشكل الأمثل.
وعملية التصحيح الكبيرة للإعلام، بدأت تظهر ملامحها بالفعل بعد إعلان الدمج بين قنوات النهار وcbc، ودخول ملاك جدد للسوق مثل رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.
وأوضح «فتحى» ان عملية التصحيح ستنتهى عندما يكون واضحا على أرض الواقع من يملك القوة والقدرة على الاستمرار ضمن المنظومة الجديدة، وهنا يمكن توقع بأن الدمج سيكون أحد أهم الحلول خلال الفترة القادمة، لأنه ينعكس مباشرة على الإنفاق، وهذه هى نفس الفكرة التى بنيت عليها فكرة الشركات متعددة الجنسيات، بعد أن شهد العالم منافسة شرسة، فاضطرت إلى الاندماج حتى تستطيع الاستمرار، فكلما كانت القنوات أقل تصبح أقوى.
من جانبه أوضح رجل الإعلام والإعلان طارق نور أن قناة «القاهرة والناس» التى يملكها، جاءها بالفعل أكثر من عرض، لتنضم إلى تكتل أو كيان كبير، ولكن هذه العروض تم رفضها لعدم وجود دواعٍ مالية حتى الآن، تجبر القناة على الدخول فى تكتل، مؤكدا على أن القناة مستقلة، وستستمر فى ذلك اذا لم يجد جديدا.

المهندس عمرو فتحى الرئيس التنفيذى لغرفة صناعة الإعلام

وقال «نور»، إن التكتل يعنى أن يكون هناك مصالح مشتركة، فمثلا cbc والنهار دخلا فى اندماج عندما ظهرت كيانات أخرى كبيرة، فالهدف دائما من التكتل هو التقوية.
وتوقع «نور» أن تبتلع الكيانات الكبيرة بعض الكيانات الصغيره، وأكد أن أفضل حل للقنوات الصغيرة أن تدخل معا فى كيان واحد مع احتفاظ كل قناة بشخصيتها، فالمسألة تتلخص فى قوة الشراء والبيع، وقوة الشراء للمسلسلات والبرامج الكبيرة والرياضة، الا بالقوة المالية، لذلك أصبح لا مفر لكثير من القنوات الا بالدخول فى تكتلات واندماجات.
وعن موقف «القاهرة والناس» قال طارق نور، إن قناته مختلفة تماما عن باقى الكيانات الأخرى، حتى فى المحتوى البرامجى، فهى قناة تعتمد على الجرأة والابداع وليس على الانتاج الضخم، وتخاطب نوعية من الجمهور وليس كله.
كما أن «القاهرة والناس» وراؤها مؤسسة متكاملة، مؤكدا أنه صاحب مهنة ومنتج للمحتوى، وهذا ما يحدد قوة القنوات، فالشركة تنتج البرنامج الذى يكلف غيرها 10 قروش بقرش واحد.
فمثلا برنامج «نفسنة» قائم على الموهبة، يختلف كثيرا عن برامج اكتشاف المواهب التى تنتجها mbc وتنفق عليها مبالغ طائلة، وهذا البرنامج يشاهده تقريبا معظم نساء مصر يوميا، فى حين أن البرنامج الثانى حتى اذا كانت نسبة مشاهدته كبيرة جدا فهى لمدة 14 حلقة فقط.

طارق نور - تصوير محمد حسن


أما إلهام أبو الفتح رئيس قناة صدى البلد، فقالت إن الحديث عن تأثير الكيانات الجديدة على باقى القنوات سابق لأوانه جدا، لأن التجربة هى فقط التى ستكشف ماذا سيحدث، موضحة أن مالك القناة رجل الأعمال محمد أبو العينين لديه ملاءة مالية ضخمة، ولا يمكن أن يتأثر بأى شكل بوجود هذه الكيانات.
وأكدت ابو الفتح، أن قناة صدى البلد، لها استراتيجية ثابتة، ومسارها ونجومها واضحون للجميع، كما أنها من القنوات الثابتة فى حجم تأثيرها ودخلها، فهى لا تمر بطفرات ولا انكسارات، وموجودة ضمن العشر قنوات الأوائل فى بحوث المشاهدة، نافية فى الوقت نفسه أن تفكر القناة فى الدخول ضمن أى تكتل أو اندماج خلال الفترة القادمة، وسيكون البديل طول الوقت هو البحث عن التطوير المستمر.

الهام ابو الفتوح


وأضافت ابو الفتح، هناك قنوات من التى يعتبرها السوق كيانات كبرى، لا تسدد رواتب موظفيها 4 أشهر متواصلة، لكن موظفو «صدى البلد» يحصلون على رواتبهم أول كل شهر بلا أى تأخير، كما أن الكيانات التى تسمى الكبرى عليها ديون بعشرات ومئات الملايين، عكس صدى البلد التى لا يوجد عليها مليم واحد لمنتج، لذلك نعتبر أن ما يحدث اندماجات للديون وليس لرءوس أموال، كما نشعر أن ما يتردد عن اطلاق كثير من القنوات والوعود بانتاجات ضخمة لا يخرج عن كونه حربا كلامية، لأنه لا يعقل أبدا أن يكون المتنافسون بالأمس متحالفين اليوم بهذا الشكل المفاجئ.
وتساءلت ابو الفتح: «لماذا يعتقد البعض أن on tv أصبحت كيانا عملاقا بعد ان اشتراها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، رغم أنه اشتراها من نجيب ساويرس أحد رجال الأعمال المصنفين عالميا».
وختمت قائلة، «نحن لسنا مرعوبين أو خائفين من المنافسة مع الكيانات الكبرى التى نتمنى لها النجاح، لصالح صناعة الإعلام، خاصة أن صدى البلد تعتبر الإعلام مسئولية ورسالة غير هادفة للربح، لكن فى نفس الوقت تسعى لتغطية نفقاتها، وليس تحقيق أرباح.
أما المهندس أسامة الشيخ رئيس قناة «العاصمة» فأكد أن الكيانات الكبيرة التى تتشكل حاليا ستؤثر بشكل كبير على القنوات الصغيرة، والتى لن يكون أمامها فى المرحلة المقبلة الا أن تسعى لأن تكون كبيرة أو سيكون مصيرها الاختفاء، لصعوبة استمرارها وسط المنافسة القوية.
من جانبه قال الدكتور عمرو قيس الرئيس التنفيذى لشركة ابسوس لبحوث الرأى، إن فكرة الكيانات الكبرى موجودة فى الإعلام وغير الإعلام، وهذا له مزايا وعيوب، لأنه يخلق نوعا من توازن القوى ومنع الهيمنة، ويخلق قدرا كبيرا من التنافسية، بشرط الا تتفق هذه الكيانات مع بعضها، حتى لا تتحول المنافسة إلى احتكار للسوق.

المهندس أسامة الشيخ

أما القنوات الصغيرة، فعليها اما أن تنضم لأحد هذه الكيانات أو تخلق لنفسها ميزه تنافسية مختلفة، مثل قناة ناشيونال جيواجرفيك، لأن البديل أنها ستكون مهددة، فالمنافسة لن تكون سهلة على الاطلاق، خاصة أن المعلن لا يذهب إلى قناة بشكل مباشر، ويفضل أن يذهب إلى وكيل اعلانى كبير تكمن قوته فى تنوعه، حيث يعرض على المعلن «باقة» متكاملة فى أكثر من قناة وتمتد لمواقع وصحف، ومن المعروف أنه كلما كان الكيان لديه عدد أكبر من القنوات، يستطيع أن يتحكم بشكل أكبر فى السوق.
وطالب «قيس» هذة الكيانات طالما توفرت لديها القدرة المالية بأن تفكر فى المنافسة الاقليمية، من خلال خلق كيان يستطيع المنافسة خارج الحدود المصرية، كما يجب على هذه الكيانات أن تلتزم بالجانب الاجتماعى، لا أن يكون هدفها السيطرة على سوق الاعلان فقط.
والملاحظ حسب «قيس» فى الاعلام المصرى أنه لا يهتم بالدور الاجتماعى، لذلك عندما يريد أطفالنا مشاهدة محتوى يناسبهم يلجأون لقنوات غير مصرية، وحتى يتحقق ذلك هناك اقتراح بأن يكون هناك حوافز اعلانية، فمثلا اذا كان هناك برنامج للهلس يفرض على المعلن ضريبة 50 %، أما الاعلان فى البرامج الهادفة يكون معفاة من الضرائب، حتى يتم التشجيع على الاعلان فى هذه النوعية من البرامج الهادفة.
وختم «قيس» بمطالبة هذه الكيانات أن تخصص ميزانية للتدريب واعداد الكوادر، لأن الاهتمام بالعنصر البشرى هو الجانب الأهم فى أى صناعة، وهذا لا يتحقق فى مصر.

عمرو قيس - شركة ابسوس للابحاث

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك