سالم عبدالجليل: تجديد الخطاب لا يعنى الإضافة للدين أو الاقتطاع منه - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:09 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سالم عبدالجليل: تجديد الخطاب لا يعنى الإضافة للدين أو الاقتطاع منه

الشيخ سالم عبد الجليل
الشيخ سالم عبد الجليل
حوار – خالد موسى
نشر في: الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 11:56 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 11:56 ص

• يجب رعاية اﻷئمة والدعاة حتى يتفرغوا للدعوة.. والجهود المبذولة لم تحقق المقصود

قال د. سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن أى حديث عن تجديد الخطاب الدينى لا يتم توجهه إلى الدعاة والأئمة ابتداء، لا يمكن أن يجدى نفعا، مؤكدا فى حوار مع «الشروق» على أن أى جهد يبذل فى هذا الصدد لا يكون إمام المسجد شريكا فيه لن يؤتى ثمرته.

• كيف نستطيع مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد؟
ــ لو أننا اتخذنا الخطوات المناسبة لتجديد الخطاب الدينى سيقضى على الفكر المتطرف، ولو أن المؤسسة المعنية بالدعوة وهى الأوقاف قامت بما عليها نحو تصحيح المفاهيم كما كان الحال فى السنوات الخمس قبل ثورة يناير سوف تسهم بشكل كبير فى نشر الفكر الوسطى.
وأعتقد أنك تذكر وكثير ممن عاصروا هذه الفترة أننا فى الوزارة بقيادة العالم والمفكر اﻷستاذ الدكتور محمد حمدى زقزوق وزير الأوقاف وقتها أصدرنا سلسلة تحت عنوان «تصحيح المفاهيم»، صدر منها 12 مؤلفا وكان لها رد فعل كبير، غير أن هذه السلسلة توقفت لأن اﻻستراتيجية قد تغيرت بتغيير القيادات.

• وما المقصود بتجديد الخطاب الدينى؟
- التجديد هنا لا يعنى إضافة شىء جديدٍ إلى الدين، كما أنه لا يعنى بحال من الأحوال اقتطاع شىء منه ونبذه، فهذا وذاك ليسا فى الحقيقة تجديدا، وإنما هو مسخ وتجريد.
إنه ليس صخبا إعلاميا ولا مظاهر جوفاء أو مجرد حديث نظرى عن جمال الإسلام، أو حديث يغلب عليه الطابع الفقهى بمنأى عن واقع الأمة ومعاناتها اليومية ومستقبلها وما يجابهها من تحديات، كما أنه ليس تغييرا فى حقائق الدين الثابتة القطعية لتلائم أوضاع الناس وأهواءهم، ولكنه تغيير للمفاهيم الخاطئة.

• وماذا عن الجهات المنوط بها تجديد الخطاب وهل هى مقصورة على المؤسسات الدينية فقط؟
- الجهات المنوط بها تجديد الخطاب الدينى هى كل من هو معنى بخطاب ينسب إلى الدين، وعلى رأس هذه الجهات المؤسسات التعليمية، وخاصة الأزهر خصوصا فى مجال التعليم. عبر معاهده الابتدائية والإعدادية والثانوية ثم الجامعة، ومن بعد الأزهر تأتى الأوقاف التى تخاطب الناس عبر أهم منبر إعلامى دينى مقدس وهو المسجد.
ودعنى أقول بوضوح أى حديث عن التجديد لا يوجه للدعاة والأئمة ابتداء، لا يمكن أن يجدى نفعا، وأى جهد يبذل فى هذا الصدد لا يكون إمام المسجد شريكا فيه لن يؤتى ثمرته، وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل، كل ذلك لن نشعر بأثره ما لم يتوجه للأئمة بالمساجد، فهم من يحتكون بالجماهير احتكاكا مباشرا، وهم من يوجهون الناس توجيها مباشرا، عبر خطبة الجمعة وهى أقدس خطاب على الإطلاق، وأنا لا أهمل دور الآلة الإعلامية، ولا أهمل دور عدد من الدعاة ينتشرون عبر الفضائيات، لكن يبقى إمام المسجد هو الأهم فى هذه المرحلة.

• وهل إمام المسجد قادر على إحداث هذا التجديد؟
- الإجابة بشفافية وبمنتهى الوضوح: لا.. ليس عيبا فى الإمام، فالأئمة زملائى وإخوانى، بل العيب فى الظروف المحيطة بهم، فالتجديد يتطلب فكرا دائم التجدد، وعقلا دائم التفكير، ويؤسفنى أن أقول إن عقول الأئمة دائمة التفكير، لكنها تفكر فى همومها، فى لقمة عيشها، حيث لم توفر لهم المؤسسة أسباب المعيشة الكريمة، أنا هنا لا أتكلم عن أشياء ترفيهية، إننى أتكلم عن ضرورات الحياة.
والإمام بحاجة إلى أن يتفرغ لدعوته، لكنه لا يمكن أن يتفرغ، بل عليه أن يعمل أكثر من عمل لتكون الدعوة جزءا من اهتمامه وليست كل اهتمامه ولابد له من وسائل اتصال بالناس، ووسائل للبحث العلمى المتجدد ليتجدد ويجدد.
فى حين بعض زملائه الذين تخرجوا معه فى نفس الجامعة ونفس الكلية وربما بتقدير أقل يحصلون على ضعف مرتبه بل أضعافه، لأنهم عملوا فى هيئة أو مؤسسة تعنى بأبنائها وتراعى موظفيها.

• هل ترى جهود المؤسسات الدينية الآن كافيا من أجل الثورة الدينية التى دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- المقصود بالثورة الدينية قيام علماء الأمة بتصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب الدينى، ومراجعة مناهج التربية الدينية بالمدارس والمعاهد، واهتمام الخطباء بتجديد خطبهم بحيث تواكب العصر وتخاطب العقل وتركز على القيم والأخلاق والمعاملة وربط ذلك بالإيمان والعبادة.
وأولى خطوات تحقيق ذلك: اﻻعتراف بالخلل والقصور فى الفكر لدى كثير من القائمين بالخطاب الدينى حتى من بين المتخصصين، ودراسة أسباب هذا القصور ومعالجته، مع العناية بالتعليم الدينى فى مراحل التعليم المختلفة من الروضة حتى التخرج فى الجامعة.
واﻻهتمام بالسادة اﻷئمة والدعاة وكفايتهم ماديا حتى يتفرغوا للدعوة تماما، وللأسف الجهود البذولة حتى اﻵن لم تحقق المقصود.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك