طعم الذكرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طعم الذكرى

من أعمال الفنان الكبير آدم حنين ومقتنيات متحفه في الحرانية
من أعمال الفنان الكبير آدم حنين ومقتنيات متحفه في الحرانية
أدهم محمد
نشر في: الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 3:06 م | آخر تحديث: الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 3:06 م

ذكريات نظرت إليها فتذكرت سحر أيامها.. تلك الصورة التى كانت تثير بداخلى ذلك التساؤل.. هل الذكريات أجمل أم حدوثها؟ طعم الذكرى الذى لا ينقطع لدى أم استشعار أثرها لحظيا، ذلك الصراع بداخلى لا ينتهى.. لا يتوقف كقطار ينطلق بأقصى سرعة دون أن يعرف وجهته. إلى أن سافرت للماضى.. عن أول لقاء لنا.. عن النظرة التى لا تفارق خيالى.. وابتساماتها التى تبعث على الأرض نورا وضياء.. كلماتها التى تعزف سيمفونية تشدو بأحلى الألحان.. غيرتها تتطاير من عينيها كنار مستعرة، ولكنى ما زلت صغيرا بالجامعة لا أرى أمامى سوى أحلام اليقظة والمستقبل الذى لا يمكن اقتحامه سوى بإرادتى وعنفوان شبابى، كما كان يُحكى لنا وكنا نصدق.. آثرت الابتعاد، وقلت لها: «الحب لا تحميه الكلمات المعسولة». فقالت: «أنا أحميك فقلت: حبى لكى يقوينى وحنينى لكى يضعفنى، وأنا لا أملك من حطام الدنيا إلا القليل. فابتعدت بعينيها كغروب شمس لن تضىء مرة أخرى.. تمر الأيام والسنون وسط ضجيج العمل ومنافساته وحروبه، التى تشبه حلبات الملاكمة بلكماتها وإصاباتها.. تجرح يوما وتقوى الآخر وما بين هذا وذاك أدركت أن قلبى توقف عن الخفقان ومن ثم الحياة. وابتعدت الذكرى وأصبحت لا أعرف طعمها وسط مذاق الروتين اليومى.. إلا أن قلبى أبى ألا يخفق، وجاءت الصدفة التى لم تكن فى حساباتى وتقابلنا.. عينى تسبق كلماتى كغزال يهرب من افتراسه.. حنين لها لم ينقطع.. تلك هى الحقيقة المشوبة بالندم.. فبادلتنى بنظرة ألم وعتاب إلى أن جاء الحكم فى نهاية النظرة.. كانت القاضى والجلاد معا فحكمت بإعدام حنين، وحبى لها.. كم كنت أشتهى طول الحكم حتى أشبع من عينيها.. كم كنت أشتهى الموت حتى من حكم شفتيها.. ولكن كان عذابى أكبر فانصهرت وسط الذكريات».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك