الشيخ الحصرى.. حفِظ القرآن فى الثامنة من عمره .. وأول من سجله فى الإذاعة بصوته - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشيخ الحصرى.. حفِظ القرآن فى الثامنة من عمره .. وأول من سجله فى الإذاعة بصوته

الشيخ الحصرى
الشيخ الحصرى
محمد عنتر:
نشر في: الخميس 31 يوليه 2014 - 12:10 م | آخر تحديث: الخميس 31 يوليه 2014 - 12:10 م

• الشيخ أوصى أسرته بالتبرع بثلث تركته لأعمال الخير.. وهدم منزله ليحوله مسجدًا

نجل الحصرى: والدى أول من قرأ القرآن الكريم فى البيت الأبيض والكونجرس

قيد الله للقرآن الكريم من يحفظه ويحافظ عليه منذ أنزله على نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وتوالت القرون وتعاقبت أجيال القراء والحفظة، والأوراق والقلوب هى الوعاء الحافظ للقرآن، حتى جاء القرن العشرون وتطوره التكنولوجى ليصبح الشيخ محمود خليل الحصرى على موعد مع التاريخ كأول من سجل القرآن الكريم كاملا بصوته فى إذاعة القرآن الكريم ليكون أول شيخ، يوثق آيات القرآن صوتيا.

وحينما تتحدث عن الذكرى الخمسين لافتتاح إذاعة القرآن الكريم لابد وأن تذكر اسم الشيخ الحصرى، أحد أبرز قراء القرآن فى العالمين العربى والإسلامى، وأبرز أعلام القراء بإذاعة القرآن، فقد افتتحت به الإذاعة، وظلت تقتصر على صوته منفردا لمدة عشر سنوات متتالية، فهو أول من سجل المصحف المرتل.

قال نجل الشيخ الحصرى، الدكتور محمد محمود الحصرى، أستاذ طب الأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: إنه فى عام 1961 تم اكتشاف تحريف اليهود لآيات من القرآن الكريم، فقام الشيخ الحصرى بجمع القرآن ولكنه فى هذه المرة كان جمعا مسموعا لم يسبقه إليه أحد، حيث بدأ رحلته مع تسجيل القرآن فى الإذاعة مع لبيب السباعى وآخرين، بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وبرواية ورش عن نافع عام 1964، وبرواية قالون، ورواية الدورى عن أبى عمرو البصرى، ثم قام بتسجيل المصحف العلم عام 1969، والمصحف المفسر عام 73، وأصبح الحصرى أول من وثق القرآن صوتا بعد أن وثقه عثمان بن عفان كتابة.

وأوضح نجل الحصرى فى حواره لـ«الشروق»، أن الهدف من تسجيل القرآن فى الإذاعة فى ذلك الوقت، كان لمنع تحريفه بعد أن تم اكتشاف تحريف بعض الآيات على يد اليهود، متابعا، وتم عرض أمر التسجيل على جميع القراء المشهورين مقابل أن يأخذ كل قارئ منهم مبلغ 10 آلاف جنيه فى العام وقتها، وهو ما رفضه الجميع، وقبله الشيخ الحصرى بدون أى مقابل مادى. وأضاف أنه بعد نجاح إذاعة القرآن، طرح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اسطوانات القرآن بصوت الشيخ الحصرى فى السوق، مقابل 10 قروش على كل اسطوانة تذهب للحصرى، وبعد مرور عام وجدوا أن هذه النسبة تدر دخل 6 آلاف جنيه للشيخ فى السنة الواحدة، فقرروا إعطاءه مبلغا قطعيا عن النسخة 12 ألف جنيه مقابل التنازل عن جميع حقوقه، وبدون أن تكون له نسبة فى بيع الاسطوانات، وقام مجلس الشئون الإسلامية بتسجيل المصحف بصوت كبار القراء بعد ذلك.

ولفت الدكتور محمد الحصرى إلى أن والده رافق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى زياراته لبعض الدول العربية والإسلامية فى آسيا كالهند وباكستان، كما رافق شيوخ الأزهر كفضيلة الشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد الفحام، والشيخ عبدالحليم محمود، فى زياراتهم الخارجية لروسيا وأمريكا وشرق آسيا.

وأشار نجل الشيخ الحصرى، إلى أن والده كان القارئ الوحيد الذى قرأ القرآن الكريم فى البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى ومقر الأمم المتحدة، كما منحته المملكة العربية السعودية شرف القراءة فى الحرمين الشريفين، كلما حل فيهما زائرا طوال حياته، مضيفا « وفى زيارته لماليزيا حملت جماهير المسلمين سيارته على الأكتاف وهو بداخلها».

وتابع « وقام الشيخ الحصرى ببناء مسجد ومعهد دينى شامل بقريته بشبرا النملة بمركز طنطا، كما قام بهدم منزله بالقاهرة، وبنى مسجدا عليه، وأعلاه خصص سكنا له ولأولاده، وأوصى بثلث تركته من عقارات أو منقولات لأعمال الخير ولحفظة القرآن الكريم، وطالب الأوقاف بأن تكون وصية على تنفيذ ما أراده».

واستطرد :«وقررت أسرة الشيخ الحصرى بناء مسجد جامع بمدينة 6 أكتوبر، ودار للأيتام، وأخرى لتحفيظ القرآن، وجمعية خيرية، وتم توسيع المشروع وفُتح باب التبرعات وساهم الكثير فى المشروع، وأصبح يقدم خدمات كثيرة لقطاع كبير من المواطنين، وحفظة القرآن». وأشار نجل الشيخ الحصرى، إلى أن جماعة الإخوان وذراعها السياسية» حزب الحرية والعدالة بمدينة 6 أكتوبر، حاولوا استغلال مسجد الشيخ الحصرى لصالح الجماعة والترويج لحزبها، ولكن أسرة الشيخ رفضت وقامت بإزالة اللافتات الخاصة بالإخوان من على جدران المسجد، لأن الأسرة ترفض تسييس المسجد، أو سيطرة أى تيار دينى بعينه عليه سواء كانوا إخوانا أو سلفيين أو صوفيين، لافتا إلى أن المسجد يلتزم تماما بالقرارات التى تصدر من وزارة الأوقاف، خاصة بعد أن صدر قرار بضم كافة مساجد مصر للأوقاف. وقال إن جمعية الشيخ الحصرى تقدم خدمات للآلاف من الأيتام والفقراء، وهى جمعية قائمة على تبرعات أهل الخير وتلقى الزكاة، ولكن فى نفس الوقت لم نتلق أى تبرعات من الخارج، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم حاليا ببناء مستشفى الحصرى الخيرى بالحى الرابع بمدينة أكتوبر، واستقر الأمر على أن يخدم المستشفى مرضى الفشل الكلوى بالمجان، إلى جانب قسم للولادة وعلاج المبتسرين عن طريق خدمة طبية متميزة فى هذا المجال.

حياة الشيخ الحصرى

ولد الشيخ محمود خليل الحصرى فى 17سبتمبر 1917 بقرية شبرا النملة، مركز طنطا، محافظة الغربية، وحفظ القرآن وأتم تجويده وهو فى الثامنة من عمره، وكان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا لحلقات العلم وليدرس علوم القرآن، ونذره والده لخدمة القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر الشريف وتعلم القراءات العشر واخذ شهاداته فى علم القراءات.

وفى عام 1944 تقدم الحصرى إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان، وعين بعدها فى عام 1955 قارئا للمسجد الحسينى بالقاهرة، ثم تم تعيينه فى عام 1957 مفتشا للمقارئ المصرية، وفى عام 1958 تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها، ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف، وتم تعيينه عام 1959 مراجعا ومصححا للمصاحف بقرار من مشيخة الأزهر الشريف. ويعد الشيخ الحصرى أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم فى عام 1961، وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على صوته منفردا حوالى عشر سنوات، وتم اختياره عام 1966 مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، واختير فى نفس العام رئيسا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر « اقرأ» بكراتشى فى دولة باكستان. ومن أبرز مؤلفات الشيخ الحصرى..«مع القرآن الكريم، وأحكام تلاوة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية، أحسن الأثر فى تاريخ القراء الأربعة عشر، معالم الاهتداء فى الوقف والابتداء، رواية ورش عن الإمام نافع المدنى، نور القلوب فى قراءة الإمام يعقوب، السبيل الميسر فى قراءة الإمام أبى جعفر، رواية الدورى عن أبى عمرو بن العلاء، رواية قالون عن نافع، فتح الكبير فى الاستعاذة والتكبير، رحلاتى فى الإسلام



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك