سفاسف الأمور - سفاسف الأمور - المعصرة - بوابة الشروق
سفاسف الأمور
سفاسف الأمور أخر تحديث: الأربعاء 10 أبريل 2013 - 2:17 م
سفاسف الأمور

● كثيرا ما يستشهد الكتاب والمحللون السياسيون في مقالاتهم وأحاديثهم بتلك القصة الشهيرة التي تحكي عن مجموعة من فاقدي البصر الذين وجدوا أنفسهم في غرفة مع فيل فأمسك كل منهم بجزء من جسم الفيل ووصفه لزملائه من وحي خياله، الغريب برغم تكرار القصة وتداولها عبر الأجيال أنه لا أحد أبدا يجيبنا على الكثير من الأسئلة المحيرة التي لا بد أن تتوارد إلى ذهن أي عاقل يستمع إلى القصة: ماهو موقف الفيل الذي يترك الناس تقوم بالتحسيس عليه والإمساك بأجزاء جسمهه دون أن يحرك ساكنا؟، هل هو مخدر مثلا في إنتظار عملية جراحية وبالتالي تكون الغرفة التي وجده فيها العميان غرفة العناية المركزة في مستشفى بيطري ما؟، هل هو فيل محجوز في عيادة بيطرية ملحقة بجنينة الحيوانات؟، أم هل هو فيل مشكوك في هويته وبالتالي يتسامح مع إمساك الآخرين له ولعبهم فيه ولا مؤاخذة دون أن يبدي أدنى مقاومة؟، أيا كانت هوية الفيل الذي يتحسسه فاقدو البصر، يبقى أننا لم نسمع في أي نسخة من القصة الوصف الذي قاله ذلك الذي أمسك بمسائل الفيل.

 

● ألاحظ أنه منذ أن انتشر بين الناس تعبير «حمرا» لم يعد أحد يسمع سؤال «أين حمرة الخجل؟».

 

● في عالم البشر تسود قاعدة «البقاء للأقوى»، أما في عالم الحيوانات المنوية التي تنتج البشر أنفسهم فالقاعدة هي «البقاء للأسرع» في الوصول إلى البويضة.

 

 

● كان لي صديق يغيظه كثيرا النجاح الساحق لكتاب (دع القلق وإبدأ الحياة) للكاتب الأمريكي ديل كارنيجي، وكان يقول لي أنه يحلم بإنجاز كتاب بعنوان (دع الحياة وإبدأ القلق) يملأه بأفكاره السوداوية الكارهة لصنف البشر كما كان يسميه، للأسف لم تساعد الظروف صديقي على إنجاز كتابه، فقد اختار أن يطبق شعارا آخر هو (دع القلق ودع الحياة)، ولذلك مات.

 

● هل كان وضع البشرية سيكون أفضل وألطف وأكثر تصالحا وتسامحا، لو كان الله تعالى قد أعطانا أشواك القنفذ كوسيلة دفاعية، وأعطى القنفذ لسان الإنسان.؟

 

● لا تصدق كل ما يقولونه في الأمثال ولذلك عليك أن تدرك أن «من شاف بلوة غيره سينساها أول ما يفتكر بلوته».

 

● زمان كان يقال أن القانون لا يحمي المغفلين. اليوم المغفلون هم الذين يظنون أن القانون يمكن أن يحميهم.

 

● لا تستوحشوا طريق الحق لإنعدام البنزينات فيه.

 

● لا تدري ماهي الدماغ التي يفكر بها الخواجات أحيانا، منذ أيام قرأت أن قاضيا بريطانيا عاقب تاجر حشيش بإجباره على كتابة مقال صحفي عن أضرار المخدرات، لو حدث ذلك لدينا لقال الجميع أن القاضي «محشش».

 

● يبدو أن استعذاب العذاب والتسامح مع ولاد المتسخة جزء أصيل كامن في وجداننا من زمان، بدليل أن «أبونا» صلاح جاهين عندما كتب وجع شفيقة الذي غنته السندريلا سعاد حسني في فيلم عمنا علي بدرخان (شفيقة ومتولي) جعلها تقول «دوروا وشكو عني شوية كفاياني وشوش»، ولم يطاوعه قلبه أن يجعلها تقول «دوروا وشكو عني للأبد مش عايزة أشوفكو لحد ما أموت»، وربما كانت هذه هي مشكلتنا الوجودية التي تجعل كل ولاد المتسخة يغورون عنا «شوية» ثم يعودون من جديد.   

 

● هذا وكما قلت من قبل فلم يصدقني الكثيرون: إن من أطيب ما تدعو له بمن تحب في هذا الزمان: روح ياشيخ ربنا يكفيك شر ولاد الحلال.