مسكتوا القرصان يا خديجة؟ - بدون تصنيف - المعصرة - بوابة الشروق
بدون تصنيف
مسكتوا القرصان يا خديجة؟ أخر تحديث: الأربعاء 24 أبريل 2013 - 1:11 م
 مسكتوا القرصان يا خديجة؟

نجدد اليوم دعوتنا القديمة إلى تشكيل جبهة شعبية لمكافحة الطناش تكون وظيفتها تنشيط الذاكرة الوطنية ومحاربة آفتنا القومية الأخطر «النسيان»، فلا تترك خبرا خطيرا يتم نشره في الصحف إلا وحرصت على إزعاج السلطات به مطالبة بتوضيحه أو نفيه أو تكذيبه أو محاسبة المسئولين عنه، لأن مسئولي الدولة الإخوانية يتبعون نفس منهج الدولة المباركية في اتباع سياسة الطناش إيمانا منهم بأن الحدث الجديد سينسي الناس كل ما سبقه، ولذلك يتوجب أن تتولى مكافحة الطناش منظمات حقوقية ترفع دعاوى قضائية ضد السلطات المسئولة عن الوقائع الخطيرة المنشورة التي يتم تجاهلها، ليتم إجبار هذه السلطات على تحمل مسئولياتها والتوقف عن المراهنة على ضعف ذاكرة الناس.

 

مثلما كان الطناش مصير تصريحات اللواء محمود خلف مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية قبل حوالي 4 أشهر والتي قال فيها أنه تم إعتقال الذين ارتكبوا مذبحة رفح وأن التحقيقات تجري معهم في سرية تامة، يجب ألا يكون الطناش أيضا مصير التصريحات التي أعلنها ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والحليف السابق للإخوان الذي قال أن الدعوة السلفية توصلت لإتفاق مع الجماعات المسلحة بسيناء بتسليم أنفسهم واسلحتهم بشرط حسن المعاملة، وتم عرض الإتفاق على رئاسة الجمهورية إلا أنها ردت «إحنا هنتصرف». أسئلة كثيرة يثيرها هذا التصريح الخطير أولها من الذي فوض الدعوة السلفية للتفاوض مع الإرهابيين في ملف شديد الخطورة كملف سيناء، وإذا كان الرئاسة قد رفضت تدخل الدعوة السلفية فلماذا لم تعلن ذلك للناس وقت وقوعه، والأخطر من كل ذلك ماهو التصرف الذي تصرفته الرئاسة منذ تلقت عرض السلفيين عليها؟.

 

على جبهة أخرى من الطناش، لم نسمع حتى الآن ردا رسميا ينفي ما قاله الأستاذ هيكل الخميس قبل الماضي في حواره الأسبوعي مع لميس الحديدي على قناة «سي بي سي»، حين روى أنه سأل أحد مستشاري مرسي «لماذا لا يذهب مرسي لكي يزور الكنيسة؟»، رد عليه المستشار قائلا «يانهار إسود يروح الكنيسة إزاي؟». شخصيا كنت أتمنى أن ينأى الأستاذ هيكل بجلالة قدره عن ذكر الواقعة بإستخدام إسم مجهل، فالظروف العصيبة التي تمر بها البلاد تتطلب من الجميع أن يسموا الأمور بأسمائها، لكن ذكره للواقعة بإسم مجهل لا ينفي خطورتها ولا ينفي حقيقة أن مرسي لم يذهب إلى الكاتدرائية أبدا برغم كل الأحداث التي كانت تستدعي ذهابه منذ تولى الرئاسة، ولذلك عندما ترى هذا الصمت المطبق تجاه ما قاله هيكل، تجد نفسك تردد نفس ما قاله المستشار الرئاسي «يانهار إسود» ولكن لأسباب مختلفة، فإذا كانت هذه هي عقلية من يحكموننا، وإذا كانوا يتعاملون بهذه الخفة والإستهتار مع قضايا بهذه الخطورة فسيكون نهارنا «إسود» فعلا لو طنشنا على ذلك.  وأخيرا على الصعيد الطائفي أيضا، من الأمور التي قابلها الجميع بطناش رهيب ربما لإعتقادهم أنها مسألة ثانوية، مع أنها ليست كذلك على الإطلاق، واقعة التعليقات الطائفية التي كتبتها في منتصف يناير الماضي خديجة إبنة القيادي الإخواني الأهم خيرت الشاطر على حسابها الشخصي بموقع الفيس بوك، وجاء فيها كلام من عينة «ومن عجائب الأقدار أن ترى الجو في أعياد النصاري كل عام يتقلب ويثور و ترتعد السماء وتمطر.. و ترى الشمس في أعياد المسلمين تشرق لو جاء العيد في الشتاء»، وعندما قامت الدنيا ولم تقعد إحتجاجا على كلامها الطائفي ظهرت في وسائل الإعلام نافية أنها كتبت هذا الكلام وقالت أن حسابها على الفيس بوك تعرض للقرصنة وفي نفس الوقت قامت بلوم الإعلام لأنه اهتم بهذا الكلام أصلا، ثم قالت أنها ستقوم بعمل إجراءات قانونية لكشف المسئول عن القرصنة، يومها كتبت هنا في ركن (قلمين) وبتاريخ 16 يناير أقول «أتمنى أن تذكر نفسها وإخوتها وجميع أبناء قادة الإخوان أن مايصدر عنهم من تصريحات أصبح من حق الناس معرفته وإتخاذ موقف منه، كما كان يحدث مع أبناء المسئولين في العهد السابق. عليها أيضا أن تسأل نفسها لماذا لم إهتم الناس بذلك الكلام، هل لأنهم مثلا كانوا تحت تأثير الصدمة مما أعلنته هيئة الحقوق والإصلاح التابعة لأبيها من تحريم تهنئة المواطنين المسيحيين بأعيادهم؟. على أية حال أطمئنها أن هناك من يصدقها ولن يلتفت لما يثار من تساؤلات عما إذا كان الحساب قد تعرض للقرصنة فعلا، لأنه لا يوجد قرصان يقوم بوضع كلام طائفي على صفحة لمدة يومين ثم يقوم بنفسه بمسح كلامه، أدعوها أن ترد على هؤلاء بأن تمضي قدما في الإجراءات القانونية لإثبات وجود قرصنة على حسابها لكي تبرئ ساحتها تماما. كما أدعوها أن تعاتب أصدقاءها الذين دخلوا على الصفحة وقاموا بتحية ذلك الكلام وزادوا عليه المزيد من الكلام الطائفي الذي لم يسمع أصحابه أن الجو الآن في نصف الكرة الأرضية الآخر يتمتع فيه المسيحيون بطقس نتمناه نحن كمسلمين، وأن ربط الدين بالمناخ يجعلنا ندعو من يقوم به، ليس إلى تعلم التسامح، بل إلى تعلم الجغرافيا».

 

 أعتقد أنه الآن وبعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على إعلان خديجة أنها ستتخذ إجراءات قانونية لكشف من قام بقرصنة صفحتها، من حقنا أن نسأل ما الذي حدث في تلك الإجراءات القانونية؟، وهل تم الإمساك بالقرصان الطائفي الشرير الذي انتحل صفة خديجة؟، أم أن قصة القرصان الطائفي كانت هي الأخرى كذبة كبيرة مثل وعود محمد مرسي الإنتخابية ومشروع النهضة وأستاذية العالم، أترك هذه الأسئلة لكل المهتمين بالحفاظ على الوحدة الوطنية الذين أصبح من حقهم الآن أن يتخذوا خطوات قانونية للوصول إلى إجابات على تلك الأسئلة، وأوصيكم ونفسي بمكافحة الطناش ما استطعتم إلى ذلك سبيلا.