كلمتيييين وبس - مختارات - المعصرة - بوابة الشروق
مختارات
كلمتيييين وبس أخر تحديث: الأربعاء 19 يونيو 2013 - 3:35 م
كلمتيييين وبس

(ملاحظة: كتب هذا المقال نفسه بالعامية وأصر على أن ينشر بها، فكان له ما أراد)

 

من ييجي أربع خمس سنين جالي عرض رائع إني أكتب لإذاعة البرنامج العام برنامجها الأشهر "كلمتين وبس"، طرت من الفرحة لإني ياما حلمت وأنا صغير إن الفنان العظيم فؤاد المهندس وياما سحرني السهل الممتنع اللي كان بيكتبه أستاذي أحمد بهجت، للأسف حلمي مااتحققش لإني لم أقتنع بإن الشخص اللي تم ترشيحه لتقديم البرنامج ممكن يحل محل فؤاد المهندس مع إنه هو نفسه اللي رشحني للكتابة مشكورا. بس ده مش موضوعنا على فكرة.. موضوعنا إني سهرت امبارح سهرة سوداء مع مجموعة أصدقاء على القهوة ودارت نقاشات سياسية ساخنة من اللي شاغلة مصر والمصريين استعدادا ليوم تلاتين ستة المشهود، ولما صحيت في الصباح التالي تخيلت نفسي إني كتبت حلقة خاصة طويلة شويتين من برنامج "كلمتين وبس" بصوت الفنان العظيم فؤاد المهندس أقول فيها رأيي في موضوع تلاتين ستة اللي ملا الدنيا وشغل الناس، تعالوا نسمع:  

 

 

"أعزائي المستمعين. كلما تروح حتة في أي حتة تلاقي حد يسألك "هيحصل إيه يوم تلاتين سته".. ماحدش عارف طبعا إيه اللي هيحصل يوم تلاتين ستة ومع ذلك الكل بيسأل والكل بيحاول يفتي في إجابته عشان يبين قلقه أو عشان يخبي قلقه.. اللي بيقول هيبقى في دم كتير.. اللي يقول مش هيحصل حاجة خالص.. اللي يقول الإخوان هيركبوا ويدلدلوا لو فشل اليوم.. واللي يقول الإخوان هيتخيطوا تخييطة الجمل المتطاهر.. أنا شخصيا مش متأكد من حاجة.. في حد سألني عن رأيي فافتكرت فيلم أمريكاني عنوانه (سيكون هناك دم)، فقلت (سيكون هناك مستشفى ميداني).. ربنا خلاف الظنون ويارب يخيب ظني وماتنزلش نقطة دم واحدة على أي أسفلت في أي شارع.. بس المشكلة إن البدايل كلها تخوف.. يعني لو فشل اليوم حاجة تخوف لإن الإخوان بغباءهم المعهود هيعيثوا في الأرض فسادا أكثر مما عاثوا بالفعل.. ولو نجح برضه حاجة تخوف من اللي هيحصل بعديه خصوصا وإحنا داخلين عليه من غير خطة وكل واحد بيتصرف معاه بوصفه لعبة الموت.. بالمناسبة يتقطع لساني لو قلت لكو السؤال اللي الناس كتير بتسأله "طب إيه البديل".. عشان إنت لو عملت مجلس رئاسي من تلات شرابات مخرومة هيحكموا البلد بشكل أحسن من محمد مرسي واللي معاه.. بصراحة مجرد وجود الراجل ده في الصورة بيدي طاقة سلبية تمنع أي تقدم وتخصي أي أمل وتقتل أي تفاؤل .. ومع ذلك فالسؤال عن البديل مشروع زي ما السخرية منه مشروعة.. واللي قلقان وخايف عنده حق واللي متحمس ومش هامه أي حاجة تحصل طالما هتخلصنا من مرسي وعشيرته عنده مليون حق.

 

المشكلة اللي مجنناني ومخلياني أسب والعن في مكتب الإرشاد طول اليوم هو إن غباوة الإخوان جننت الناس وخلت ناس كتيرة تفقد إنسانيتها.. بما فيهم ناس المفروض إن الإنسانية تبقى هي سلاحهم الوحيد في الحياة.. يعني لما أقرا النهارده فنان باحترمه كاتب على الفيس بوك يقول "محدش يقوللي إن السلفيين والإخوان جزء من المجتمع والمفروض نقبلهم ونستوعبهم ف النسيج الاجتماعي .. عشان المجرمين ومغتصبي الأطفال كمان موجودين بس مش مفروض المجتمع يستوعبهم إلا ضمن نظام تأهيل نفسي وأخلاقي يليق بجرايمهم .. مش مفروض يعني يبقوا مواطنين كاملي الأهلية باسم الخرا الديمقراطية على قفا أهالينا ومستقبل ولادنا". للأسف ده كلام مخيف ومرعب.. أنا مستعد أشترك في حملة لتعديد أسباب إن الإخوان والسلفيين يكرهوك في نفسك وفي الحياة وفي كل المبادئ اللي إنت مؤمن بيها بسبب غباءهم وانتهازيتهم، أنا وعمرو سليم لسه متكفرين منهم الأسبوع اللي فات عشان المعصرة وده للمرة المش عارف كام.. لكن لو في أي حد متصور إن الكون هيبقى شبه كل صحابه على الفيس بوك أو اللي بيقعدوا معاه على القهوة فللأسف سيادته مش مدرك حجم الخراب اللي إنت داخل عليه وبتسعى ليه.. ممكن تلاقي ستين مواطن يزايد على كلامي على أساس إنه البونّوص الجامد اللي هيطهر الوطن من الإخوان والسلفيين.. مستعد أحلف لكو إن مواطن زي ده ماشافش في حياته حرب أهلية ولا عاش عنف مسلح، ومش بعيد يكون فاهم إن صراعنا مع اللي بيرفعوا شعارات إسلامية هيبقى خناقة نلزق فيها بعض على أقفيتنا ونتبادل الصور والفيديوهات بسعادة شديدة وكل واحد فينا حاسس بالإنتصار.. عشان أبقى صادق كل أفكاري عن الصراع العربي الإسرائيلي وكل الحنجوري اللي كنت بامارسه تغير بعد أن شهدت عدوان اسرائيل على لبنان 2006 وشفت القصف والموت وخوف الناس وحزنهم ورغبتهم إنهم ما يتساقوش للحرب غصبا عنهم حتى لو كانت حربا شريفة الأهداف نبيلة المقاصد. المهم إن صديقنا الفنان اللي كاتب ده لو شاف فيديو الناس بتلزق فيه مغتصب أطفال على قفاه هيتنطع ويقول لا ياجماعة ده برضه إنسان وليه حقوق. لكن بالنسبة له السلفيين والإخوان مالهمش حقوق. ده فنان اللي بيتكلم سيادتك.. طب البلطجي ممكن يقول إيه.. يمكن ده اللي يفسر لنا ليه ما سمعناش إدانات قوية من أنصار الحرية والليبرالية لما حصلت واقعة في نفس يوم خناقة وزارة الثقافة اعتدى فيها بلطجية في شارع السودان على ست منقبة وقلعوها النقاب وسرقوا حاجتها وهما بيشتموها عشان هي إخوانية من أنصار مرسي.. ودي واقعة لو كانت حصلت لواحدة من معارضي مرسي كانت الدنيا اتقلبت ليل نهار.

 

 

عارف إن الإخوان والسلفيين كرهوا الناس في عيشتهم ودفعوهم للجنون.. بس صدقني لو إنت فعلا مؤمن بالدولة المدنية وكاره للدولة الدينية لازم تفتكر إن عندك خيارات كتيرة تجنن الإخوان والسلفيين. عندك فن وثقافة وسياسة وابداع وخيال ودماغ وحب للحياة والبهجة وعندك شهوات ونزوات ومغامرات. لما تسيب كل ده وتفتكر إن العنف والدم سلاح أقوى. فانت بتقدم له خدمة العمر عشان هو أصلا ماحيلتوش غير العنف والدم.. لما تزنق الإخواني والسلفي في الحيطة وتقوله انت أصلا مالكش حقوق في الحياة متوقع إيه حضرتك إنه يتحول لغاندي وإنه يكسكس لك.. ولا إن رد الفعل الطبيعي إنه يبقى شرس ومتوحش ويرتكب حماقات لإنه عايز يبقى إنسان ليه حقوق ومش عايز يتساوى بمغتصبي الأطفال.

 

قبل ما حد يفكر يزايد عليا ويقولي ما هم اللي بدأوا ياريت يقرا مقال كنت كتبته بعنوان ابدأوا الحكاية من أولا ونفس الكلام قلته مع يسري فودة عقب الدماء اللي سالت في الإتحادية بعد الإعلام الإستبدادي المشئوم .لكن ماشي بدأنا الحكاية من أولا عشان نفهم مش عشان نتحول إلى فاقدي إنسانية وحقراء وفاشيين. في الآخر خيرت الشاطر واللي زيه حتى لو سجنتهم ولا قتلتهم ولا نفيتهم مش هيخلصوك من ملايين من الإخوان والسلفيين لإنه لسه ما تمش اختراع مبيد بشري ولا حد هيسمح لك تعمل محارق للسلفيين والإخوان أو معسكرات عزل جماعي عشان تستمتع بأفكارك المستنيرة عن الفن والأدب لوحدك

 

مش فاهم إيه الثورية في إن واحد يشير جرافيتي مكتوب عليه اللي يتضرب من النسوان مايبقاش راجل يبقى إخوان ويقعد يبرر للي يقولوا كلام زي ده. مع إن لو حد من الإخوان كتب كلام ضد المرأة كله يهيص ويزيط. لخفنة المعايير دي هتودينا في داهية. ودلوقتي في الحمقة اللي مافيهاش دم كله قاعد يزيط وكله قاعد يهيص ومبسوط. لكن يوم ما الدم ينزل الناس هتفتكر إن كلها ساهمت في الهوس ده. واستكترت على نفسها إنها تقول حتى كلمة الحق ولو ما حدش سمعها. واختارت إن دمها يبقى تقيل وسط المولد اللي شغال.واستكترت إنها تواجه نفسها في المراية باللي بتقوله عشان لما الإخوان يغوروا وهيغوروا بإختيار شعبي حر مش بعنف ولا بدم ولا بحرق مش هيفضل لك غير نفسك وإنسانيتك.

 

صدقوني لو تحولت مواجهة الإخوان من صراع إلى حرب مش هيفرق وسط أهوال الحرب أبدا جملة "أصل هم اللي ابتدوا" لكن في الصراع السياسي بيفضل تحديد اللي بدأ مهم جدا وسبب في أسباب حسم الصراع للأكثر إنسانية. ولكم في نيلسون مانديلا عبرة يا أولي الألباب.

 

 طبعا مش متخيل إن كلامي ده هيبقى ليه معنى ولا إنه هيجيب نتيجة في وسط مولد الهستيريا اللي شغال.. عشان كده ونظرا لإن الدوا سعره غلي فقد اتخذت قرارا ومش عايزكم تعينوني عليه.. كل واحد حر في اللي عايز يعمله وهو وضميره.. أنا من هنا ورايح هارفع شعاري المفضل اللي بيقول كلمتين وبس "الحياة قصيرة". هييجي حد يقولي بس دي إنهزامية أو عدمية. هاقوله لا استنى مانا بعد الشعار ده هاديك شعار فرعي يشرح لك قصدي. ببساطة ياسيدي هما نفس الكلمتين اللي قالهم الراجل التونسي اللي كلنا كنا فرحانين بيه أيام ماتونس ابتدت ثورتها "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" واللي اتولد منهم شعار الشعب يريد اسقاط النظام اللي كلنا كنا فرحانين بيه في الأول قبل ما يكتشف الكل إن كل واحد ليه مفهوم مختلف عن الشعب ومفهوم مختلف عن إسقاط النظام وإن في ناس كتير من اللي بتهتف قصدها بكلمة الشعب غالبا هو وصحابه وعيلته إنما لو دخل في الموضوع شعب تاني فدول مش شعب خالص وده يمكن اللي إحنا عايشين فيه بقى لنا فترة ومش محتاج أفكركو بيه.

 

 باختصار أنصح الجميع إنه يحترم إرادة الشعب. الشعب عايز يسقط الإخوان وشايفهم فعلا خطر عليه ولازم يسقطوا حالا هينزل الشارع زي مانزل يوم 28 وكلنا كنا مجرد قطرات مية في الموج العاتي اللي نزل في الشوارع. أنا يومها كنت بالعب دوري. اللي هو إني باقول كلمتين وبس. وكل واحد كان بيلعب دوره وبيقول كلمتين وبس بطريقته بس الشعب كان مقتنع بإن خلاص مبارك لازم يمشي مهما حصل. لو ده اللي حصل يوم تلاتين ستة هتبقى كلمة الشعب ماشية على الكل والشعب هو اللي هيسوق. تقولي بس عن أي شعب بتتكلم. أصل احنا بقينا شعبين شعبين شعبين. هترجع تاني تفترض إن في أي حد ممكن يبقى عنده تصور يمشي الناس عليه ويطلب منهم يمشوا وراه.. كل اللي عليك إنك تعمل الصح زي ماضميرك شايفه واللي عايزه الناس هتكون. لإن اللي عايزه الناس هو اللي ربنا عايزه، مش ربنا بيقول إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

 

أنا لا قاصد أكسر مقاديفك ولا قاصد أنعش آمالك أنا كنت باقول كلمتيييين وبس".