من دعاء ضحايا النهضة - بدون تصنيف - المعصرة - بوابة الشروق
بدون تصنيف
من دعاء ضحايا النهضة أخر تحديث: الأربعاء 20 مارس 2013 - 1:43 م
من دعاء ضحايا النهضة

اللهم ارفع غضبك المنتخب عنا ولا تؤاخذنا بما فعله الإخوان منا، اللهم إنا نعوذ بك من كآبة مشروع النهضة ومن وعثاء المتطرفين ومن سوء المنقلب العسكري ومن وحشة الفوضى ومن شماتة الفلول ونطاعة الخرفان، اللهم إنا نعوذ بك من طائر النهضة وما زرقه علينا من إعلانات دستورية كريهة الرائحة، ونسألك الإنتخابات الرئاسية المبكرة وما قَرّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من الإنقلابات العسكرية وما قَرّب إليها من قول أو عمل. 

 

اللهم إنا نعوذ بك من كل رئيس شيمته إخلاف الوعود وتُخن الجلود والقلب الجلمود والوعي المحدود والهذر بلا حدود وإدمان القروض، اللهم إنا هَرِمنا في إنتظار اللحظة التاريخية وها نحن نهرم بعد أن جاءتنا، فلا تجعلنا نهرم في إنتظار لحظة تاريخية جديدة، وارزقنا رئيسا لا يتلجلج في الحق الأبلج ولا يتدألج طلبا لرضا الشرطة في معسكرات الأمن الأهوج ولا يتمكيج بالتدين ذي الفهم الأعوج، اللهم إنا نسأـلك رئيسا لا يتمنتج في الخطابات ولا يتلهوج على رضا الخواجات ولا يتحجج بما في الحارة المزنوقة من مؤامرات ولا يتدحرج بالبلاد إلى أعماق الهاويات. 

 

اللهم يا من ذلت له رقاب الجبابرة وخضعت له أعناق الفراعنة، كما أعنتنا أن نخلع فرعونا طال تَجَبُّرُه، فنسألك أن ترحمنا من حاكم قَصُرُ بقاؤه وطال شقاؤنا به، وقَلّ شاكروه وكثر شاكوه، وتقزّمت إنجازاته وتعملقت كذباته، وطالت أيادي إخوانه وألسنة أبنائه، ورفع لنا إصبعه وخفض للأمريكان جناحه، وأرغى في معارضيه وأزبد وطمأن الصهاينة وتعهّد، ودلّل عشيرته وأذل شعبه، وأرسل زوجته إلى طابا لتستجم بينما بيوت الفقراء في المجاري تستحم، وجلب لإبنه وظيفة في الطيران بينما ملايين الشباب تفكر في الخَلَعان.

 

اللهم إنا عصرنا له الليمون وأحسنّا به الظنون ونصرناه على مرشح البونبون وسألناك له العون، لكنه أخلف وأجحف، وتجبر واستكبر، وقتل وسحل، وطغى وبغى، فحاسبه اللهم أشد الحساب على كل قطرة ليمون معصورة وكل دمعة أم مكسورة وكل آهة محسورة وكل ضحكة محصورة وكل قنبلة غاز فَجّرها في شعبه من بور سعيد إلى المنصورة.

 

اللهم حِلّ وِسط من أغضب المحلاوية، واجعل البور والتعاسة مصيرا لكل من أحزن البورسعيدية، واحظر الفرحة على من حظر تجوال الإسماعيلاوية، واجعل السوس ينخر في عظام من أتعس السوايسة، واجعل «السكاندال» مصيرا لكل من عكر صفو الإسكندرانية، ولا تجعل طنين البعوض يهدأ حول رؤوس من كدّر الطنطاوية، وادلق كوبايات الشاي المولعة على جلود من أبكى الدقهلاوية، وارزق من أغضب أهل كفر الشيخ بشيخ سليط اللسان يكفر سيئاته ويكرهه في عيشته، واقهر من كل توهّم قدرته على قهر القاهرة، واجعل مصيره مثل مصير عابر لميدان الجيزة في الثانية من ظهر أي يوم من أيام رمضان في عز أغسطس، واكفنا جميعا شر غضبة الصعيد والصعايدة إنك على ما تشاء قدير.    

 

اللهم إنا نسألك كرامة من عندك تهدي بها قلوب المصريين، وتجمع بها أمرهم، وتلمُّ بها شعثهم، وتعصمهم بها من كل سوء، وتكفيهم شر كل خيرت يشطر شملهم، وكل بديع يبدع في التنكيد عليهم، وكل عريان يستر عورته السياسية على حسابهم، وكل تاجر ضمير يتاجر بإدعاء الضمير على أقفيتهم، وكل «إع.. لامي» يغسل تاريخه الأسود بالندب على دماء شهدائهم. 

 

اللهم إنا نسألك إستقرارا لا ذُلّ فيه، وتنمية لا تُحققها شِحاتة، ورخاءا لا تلزمه رخاوة، وأمنا لا يجتمع مع قمع، وسيادة وطنية تتجاوز حناجرنا إلى أرض الواقع. اللهم إنا نسألك دستورا لا عِوَج فيه، وقضاءا لا شك فيه، وقصرا رئاسيا لا غباوة فيه، وجيشا لا سياسة فيه، وتعليما لا تلقين فيه، وإعلاما لا كذب فيه، ونسألك هيكلة الداخلية، وسداد الديون الخارجية، ونسف السياسة التعليمية، واللحاق بركب الإنسانية، وقطع كل من تتمد يده على ولية، وقطع لسان من يصف الثوار بالبلطجية، ونسألك أن تكفينا شر شيوخ القنوات الفضائية، والمتاجرين بالشعارات الإسلامية، والداعين إلى الإنقلابات العسكرية، والخائفين من الحرية، والتواقين إلى قمع البشرية، والحالمين بعودة المباركية، وأنصار الفشلة الإخوانجية، وحتى تحقق لنا هذا كله بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين، نسألك قبل ذلك كله ومعه وبعده، تخفيف إنقطاع الكهرباء في وهج الصيف إلى أقصى حد تسمح به رحمتك بعبيدك الفرحين بما رزقتهم من تكييفات ومراوح وثلاجات، إنك ولي ذلك والقادر عليه. 

 

هذا وآخر دعائنا ما دعاك به أجدادنا عندما نزلت بهم النوازل وحلت بهم المحن: ياخفي الألطاف نَجِّنا مما نخاف، يا خفي الألطاف نَجِّنا مما نخاف، يا خفي الألطاف نَجِّنا مما نخاف.