على الرغم من الاحتفال به عالميا، في 19 أغسطس من كل عام، إلا أنه على مشارف الإنقراض، بسبب ممارسات البشر الخاطئة، التي دمرت موطنه البيئي في شرق آسيا.. إنه إنسان الغاب فمن هو؟
كلمة "Orangutan"، في لغة الملايو تعني "إنسان الغابة"، وهو يعيش في الغابات التي تعد موطنا له في جنوب شرق آسيا، ويتم قطعها باستمرار، حتى أصبحت حياتهم معرضة لخطر.
وتنتمي قرود بورنيو، إلى جزيرة بورنيو المقسمة بين ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، ويعيش إنسان الغاب سومطرة وتابانولي في جزيرة سومطرة الإندونيسية، بحسب موقع "مونجابي" لعلوم البيئة.
ففي عام 2019، تم تدمير 801000 فدان من الغابات الأولية في إندونيسيا، وتم تطهير جزء كبير منها لإفساح المجال لزراعة النخيل، في أكبر تهديد يواجهه الرئيسيات (الأنواع الأصلية النادرة).
وليس ذلك فقط، بل إنه كثيرًا ما يتم اختطاف صغار قرود إنسان الغاب، لبيعها كحيوانات أليفة، وهو ما يؤدي لكثرة حالات اليتم وحرمانها من التنشئة اللازمة في البرية.
وتعتبر الرابطة بين الأم والطفل، مستمدة من أركان مجتمع إنسان الغاب، حيث يقضي الصغار من 3 إلى 4 سنوات في اكتساب التعلم من أمهم تماما مثل البشر، ومن المعروف أن إنسان الغاب مدرك لذاته وقادر على التعرف على وجهه في المرآة.
يقول لايف كوكس، مؤسس ورئيس مشروع "Orangutan"، وباعتباره أيضا حارس سابق لحديقة في بيرث في الغابات المطيرة في إندونيسيا، إن إنسان الغاب على بعد خطوة واحدة من الإنقراض بسبب تجريف البيئة الأم التي يعيشون فيها في شرق آسيا.
ففي عام 2015، اتخذ كوكس موقفًا في محكمة أرجنتينية لدعم علاج أنثى إنسان الغاب، وقتها وافقت المحكمة معترفة بحقها في الحياة والحرية والحماية من الأذى، لكن مع ذلك، بقى أقرانها في البرية لا يزال حقهم في الوجود معرضا للخطر.
يقول كوكس: "جميع الأنواع الثلاثة من إنسان الغاب في سومطرة وبورني وتابانولي معرضة للخطر بشكل كبير، أو على بعد خطوة واحدة فقط من الإنقراض".
ويضيف: "من وجهة نظري إنسان الغاب كائن مدرك لذاته ولديه مشاعر وآمال وتطلعات للمستقبل ومخاوف بشأن الماضي بصرف النظر عن كونها كارثة بيئية واقتصادية أننا ندمر موطنهم في الغابات المطيرة فهم يستحقون ألا يُقتلوا ويدمروا وينقرضوا بأبشع الطرق التي يمكن أن نتخيلها لذا أصبح إنقاذهم عملاً في حياتي".
وأشار كوكس إلى أن الممارسة الزراعية غير المستدامة تعتبر التحدي الأكبر الذي يواجه إنسان الغاب، وأن هناك عوامل أخرى مهمة أيضًا، لكن يبقى التحويل الدائم لموطنهم في الغابات المطيرة إلى زراعة أحادية غير مستدامة وقطع الأشجار غير القانوني والصيد غير المشروع أنور هامة أيضًا.
