قال الدكتور ياسر ثابت، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الاتهامات الأمريكية الموجهة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تشمل تورطه في كارتيلات تهريب المخدرات والعنف، لكنه أوضح أن القضية أوسع بكثير من هذا الإطار، وتمتد إلى الأبعاد السياسية والسيادية، وتأديب الأنظمة المارقة، ومواجهة نفوذ قوى مثل إيران وروسيا والصين، إلى جانب محاولة إنهاء الإرث التشافيزي الذي تركه الرئيس الراحل هوجو شافيز، والذي ما زالت آثاره ممتدة حتى اليوم.
وأضاف ثابت، خلال استضافته مع الإعلامية مارينا المصري، في برنامج "مطروح للنقاش" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن فنزويلا قد تتحول إلى ساحة صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، من خلال أدوات اقتصادية وسياسية، وليس عبر التدخل العسكري فقط. وأوضح أن الصورة ستتضح بشكل أكبر يوم 24 نوفمبر الجاري، مع بدء سريان العقوبات الأمريكية والإجراءات الموجهة ضد الكارتيلات المعنية.
وأشار إلى أن السيناريوهات المطروحة تتراوح بين الضغط السياسي، والضربات الانتقائية، أو حتى التحرك العسكري البري، مع التأكيد على أن الأولوية حاليًا ستكون لسياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن.
وفي سياق متصل، علّق الدكتور ياسر ثابت على توقعاته بشأن استمرار الحرب غير المباشرة بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، في عدة مناطق وقارات خلال الفترة المقبلة. وقال خلال استضافته في البرنامج نفسه، إن التهديدات الأمريكية الحالية تشير إلى أن التحركات ستكون سريعة وقصيرة المدى من قبل إدارة ترامب، سواء عبر الضغط أو توجيه ضربات محددة، معتبرًا أن النموذج الإيراني يعكس هذا النوع من العمليات.
وأضاف أن إدارة ترامب لا تتجه نحو عمليات طويلة الأمد بسبب تكلفتها المادية والسياسية، مشيرًا إلى أن الهدف قد يكون الإطاحة بمادورو ودعم خليفة محتمل له، أو تأديب النظام المارق وفق التقدير الأمريكي، على أن تنتهي العملية بعدها أو تهدأ بشكل كبير. وأكد أنه لا يتوقع أن تتطور الأزمة إلى حرب طويلة أو معركة بالوكالة كما يعتقد البعض.