اقتراحات للزملاء فى واشنطن - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 4:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اقتراحات للزملاء فى واشنطن

نشر فى : السبت 1 أبريل 2017 - 9:55 م | آخر تحديث : السبت 1 أبريل 2017 - 9:55 م
أنصح نفسى أولا، وزملائى الصحفيين والاعلاميين ثانيا، بضرورة التزام أكبر قدر من المهنية والموضوعية، وتجنب المبالغة خلال تغطية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الحالية إلى العاصمة الامريكية، واجتماعه المتوقع مع الرئيس دونالد ترامب غدا الاثنين، فى اول زيارة رسمية للسيسى إلى واشنطن، باعتبار أن الزيارات الثلاث الأخيرة كانت لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر من كل عام، وفى هذا الصدد أطرح على الزملاء النقاط الآتية:

أولا: يفترض ان الإعلام الحكومى أو المؤيد بصفة عامة ليس فى حاجة كى يلجأ إلى المبالغة والتضخيم فيما يتعلق بالزيارة، فهى فعلا زيارة مهمة وتأتى بعد توتر كبير مستمر منذ عام ٢٠١٣، والرئيس الأمريكى ترامب قال بعد لقاءه مع السيسى فى سبتمبر الماضى،
عندما كان مايزال مرشحا أنه يشعر بأن «هناك كيمياء بينهما وأنه رئيس رائع».

وبالتالى فليس من الحكمة تحميل الأمور أكثر مما تحتمل للدرجة التى تدفع وسائل إعلام أجنبية للسخرية والتريقة من بعض وسائل إعلامنا، بسبب ما تلجأ إليه من تهويل، وقد قرأنا فى «الإيكونوميست» البريطانية قبل ايام، نماذج متعددة لبعض أنواع المبالغات التى صاحبت الحديث عن الزيارة.

ثانيا: أتمنى من الإعلاميين وبدلا من التركيز على قضايا فرعية أن يلتفتوا إلى قضية مستقبل العلاقات مع أمريكا. بالطبع هناك قضايا آنية ومهمة مثل المساعدات الاقتصادية وحل الصراع العربى الصهيونى، وبقية قضايا المنطقة فى العراق وسوريا واليمن وليبيا ومكافحة الإرهاب والدور الإيرانى فى المنطقة.

وإذا كانت الإدارة الأمريكية تقول إنها تريد علاقات متميزة ونشطة جدا، وأنها معنية باستقرار مصر، وأنها ملتزمة بمساعدات قوية وكافية لمصر، فلماذا يلجأ البعض إلى هذه المبالغات؟ لماذا لا يتحدث الإعلاميون عن هذه الجوانب الموضوعية والاستراتيجية فى العلاقة؟.

وفى هذا الصدد اقترح عليهم ان يتحاوروا مع مسئولين وخبراء امريكيين يقولون رأيهم فى هذه العلاقة بدلا من اللجوء إلى «طريقة الفرح البلدى».

ثالثا: أتمنى ألا يكرر الإعلاميون ما سبق أن فعله بعضهم فى تغطية زيارات خارجية سابقة لرئيس الجمهورية، بصورة جعلتنا نخسر أكثر مما نكسب. لا نريد أن نرى ما حدث فى باريس وبرلين. وجود مصريين فى شوارع واشنطن لن يضيف شيئا للرئيس، بل ربما يخصم من رصيده. إذا كان ذلك مناسبا لزيارته الأولى لنيويورك فى سبتمبر ٢٠١٤، فلم يعد مناسبا الآن. كما أن وجود بعض المظاهرات المعارضة لا يقلل من اهمية الزيارة. هذا الامر يتعرض له كل رؤساء العالم تقريبا خلال زياراتهم إلى نيويورك وواشنطن.

رابعا: على الإعلام وبعض المسئولين المصريين «ألا يلقوا بكل بيضهم فى سلة ترامب». وعليهم ألا يندفعوا بهذه الطريقة، وأن يتمهلوا قليلا.

الرئيس الأمريكى عموما، يتحول إلى بطة عرجاء فى سنة رئاسته الأخيرة، لكن فى حالة ترامب فهو تحول إلى بطة عرجاء عمليا بعد مرور شهرين فقط من دخوله للبيت الأبيض، وليس فى عامه الأول كما قال بصدق الإعلامى حافظ الميرازى. كل الاحتمالات واردة فيما يتعلق بمستقبل ترامب، بما فيها عدم إكمال فترته الرئاسية، خصوصا بعد إعلان مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين استعداده للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس تحت القسم عن علاقات إدارة ترامب مع الحكومة الروسية وكذلك بعد وقف قانون حظر دخول مواطنى ٧ دول إسلامية لأمريكا، وعدم قدرة ترامب على تمرير قانون يلغى «تشريع أوباما كير».

علينا أن نتعلم من الحكومة الإسرائيلية، وكيف تستفيد من الإدارات الأمريكية فى كل الأوقات والظروف، نريد تحقيق مصالحنا العليا، وأهمها ضمان مساعدة أمريكا فى مواجهة الإرهاب، وحل القضية الفلسطينية، وليس الاحتفال بقصص فرعية أو وهمية.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي