الشهيد فاروق حسني - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 2:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشهيد فاروق حسني

نشر فى : الخميس 1 أكتوبر 2009 - 9:59 ص | آخر تحديث : الخميس 1 أكتوبر 2009 - 9:59 ص

 أرادوا الدفاع عن فشل فاروق حسنى فأضروا بالنظام الذى رشحه لليونسكو من حيث لا يدرون.. فليس أكثر مدعاة للسخرية من هشاشة مصر الرسمية أكثر من ترويج حكاية مضحكة عن أن فرقة موساد أسقطت فاروق حسنى فى سباق اليونسكو.

وبافتراض حسن النية فإن أعضاء فريق تسويق الرواية الساذجة لم ينتبهوا إلى أنهم بذلك يظهرون الدولة المصرية فى أضعف حالاتها، خصوصا أنهم ينثرون حكاياتهم المسلية جازمين بأن فرقة الموساد فعلت ذلك من تلقاء نفسها وربما دون علم الدبلوماسية الإسرائيلية، فما بالنا لو كانت الحكومة الإسرائيلية كاملة قد قررت الدخول على الخط والتصدى للمرشح المصرى؟

أغلب الظن أن أحدا ممن اخترعوا القصة وروجوها باعتبارها كشفا مهما عن خبايا معركة اليونسكو لم يسعفهم الوقت لكى يضعوا لها سيناريو أكثر تماسكا ومنطقية.. ومن ثم كان من الممكن أن ينجوا بأنفسهم من «ديفوهات» واضحة لكل صاحب بصر وبصيرة، و يدرأوا عمن يتصورون أنهم يقدمون لهم خدمة جليلة شبهات الضعف والتقزم وانعدام القدرة على مواجهة ألاعيب خلية موساد صغيرة، وليس دولة عصابات مثل إسرائيل.

وأتصور أنه ليس أفضل لفاروق حسنى والذين معه من أن يصمتوا ويبحثوا عن شىء جدى يفعلونه بعد الخروج من سباق اليونسكو.. وأقترح على الوزير بعد أن قضى الله أمرا كان مفعولا وثبت أن هذه الحكومة لا تستطيع الاستغناء عنه كوزير للثقافة، أن يعكف على مراجعة دروس اليونسكو بعيدا عن الانفعال والتشنج وتوزيع الاتهامات يمينا ويسارا على كل من لم يلطم الخدود ويشق الصدور حزنا على هزيمة الوزير فى المعركة.

ولعل أولى القضايا التى ينبغى على الوزير التوقف عندها مليا هى محاولة إنهاء حالة الاستقطاب الحادة التى يعتمدها كأسلوب وحيد لإدارة الحظيرة، التى هى وزارة الثقافة كما أطلق عليها فاروق حسنى شخصيا.

ومن مظاهر حالة الاستقطاب هذه أن الوزير رسب فى اختبارات التعايش والتسامح على مستوى الداخل، ومن ثم ليس له أن يقيم الدنيا ولا يقعدها على ما اعتبره غياب قيم التسامح والتحضر والتعايش المحترم على المستوى الدولى، فليس لوزير يقصى معارضيه ويناصبهم العداء لمجرد أنهم مختلفون مع سياساته وغير متوائمين مع منهجه فى النظر إلى المثقف ودوره فى الحياة، وأمامنا نموذج كاتب فذ بحجم صنع الله إبراهيم، ليس لمثل هذا الوزير أن يبكى أو يتباكى على غياب هذه القيم المحترمة دوليا.

فأن تفشل فى إقامة علاقات حوار واختلاف محترمة مع مثقفى بلدك من الرافضين لدخول حظيرتك، فهذا معناه أنك لا تستطيع أو لا تملك مقومات المسئول عن ثقافة العالم بأسره.

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي