رحيل أمين هويدي و(ألتراس) الحزب الوطني - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحيل أمين هويدي و(ألتراس) الحزب الوطني

نشر فى : الأحد 1 نوفمبر 2009 - 10:23 ص | آخر تحديث : الأحد 1 نوفمبر 2009 - 10:23 ص

 لم يجد أحد من السادة أساطين الحزب الوطنى فى مؤتمرهم الميمون أمس، دقيقة واحدة من وقتهم الثمين، يقفون فيها حدادا على رحيل اثنين من رموز مصر الحقيقيين، الأول هو السيد أمين هويدى رئيس المخابرات، وزير الحربية، وزير الإرشاد القومى الأسبق فى فترة هى الأعنف والأخطر من تاريخ مصر. والثانى هو العالم الجليل الدكتور مصطفى محمود.

وفى اللحظة التى كانت فيها مصر الشعبية ــ الحقيقية ــ تشيع الكبيرين إلى مثواهما الأخير، كانت مصر الحزب الوطنى مشغولة وغارقة حتى أذنيها فى شن الحرب الخطابية على القوى المناوئة لسياسات الحزب الحاكم، وهى رسالة أهم وأجل كثيرا لدى أحمد عز وسائر قيادات الوطنى من مجرد تذكر شخصية بقيمة وحجم أمين هويدى، وبالطبع لم يكن لديها وقت لكى تنعيه إلى الأمة.

وكنت أتمنى لو أن أحدا من الراشدين فى الحزب الوطنى ممن عاصروا أمين هويدى وعرفوا قدره ودوره فى صناعة تاريخ مصر الحديث، كنت أتمنى لو أنهم انتبهوا لهذه السقطة الحزبية الخطيرة، ولفتوا أنظار الغارقين فى معاركهم الصغيرة ضد الأحزاب وحركات المعارضة إلى أن مصر فقدت واحدا من رجالها الكبار الحقيقيين.

ولا أدرى كيف فات السادة صفوت الشريف ومفيد شهاب وعلى الدين هلال وكمال الشاذلى وغيرهم من الحرس القديم فى الحزب، أن يقتطعوا دقيقة واحدة من وقت مؤتمر الحزب لكى ينعوا إلى الأمة أمين هويدى ومصطفى محمود.

كنت أتمنى على أى عاقل ورشيد فى حزب يزعم طوال الوقت أنه حزب لكل المصريين، أن يعتذر للحضور ويذهب للمشاركة فى تشييع الجنازة، وأزعم أن لفتة كهذه، كانت أكثر فائدة للحزب من كل شعاراته التى يتندر عليها الركبان من عينة «من أجلك أنت» «ومصر بتتقدم بينا».

وما جرى ليس مفاجئا ولا غريبا على حزب تسيطر عليه مجموعة من الشباب الواعد المتوعد الذى ينظر بكل احتقار لقيم الماضى وينادى بنسفها طوال الوقت، ويتعاملون مع خصومهم بالمنطق نفسه الذى يتصرف به شباب «الألتراس» من غلاة المتعصبين فى روابط مشجعى الأهلى والزمالك.

غير أننى كنت أظن أن من عرفوا باسم الحرس القديم، يمكن أن يلعبوا دورا إيجابيا لترويض وترشيد هذا التعصب الشبابى المنفلت ضد كل ما هو قديم وأصيل ونبيل ومحترم.

رحم الله أمين هويدى ومصطفى محمود، وحمى مصر من حماقات «الألتراس»؟

وائل قنديل كاتب صحفي