المقاومة ليست جريمة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المقاومة ليست جريمة

نشر فى : الأربعاء 1 نوفمبر 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 1 نوفمبر 2023 - 8:50 م
تواصل إسرائيل مذابحها ضد الفلسطينيين بدم بارد، ويواصل قادة الغرب إعلان دعمهم المطلق لإسرائيل وما ترتكب من جرائم حرب، وباستثناء دول عربية قليلة جدا تدافع عن الشعب الفلسطينى قولا وفعلا، وحقه فى الحياة والعيش فى دولة مستقلة، يكتفى بعض القادة العرب بمناشدة المجتمع الدولى التدخل لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الغذائية والدوائية إلى القطاع، وكأنهم فقط لا يريدون للطفل الفلسطينى أن يموت جائعا، ما داموا لا يبذلون محاولة حقيقية لوقف هذه المقتلة.
وإذا كان قادة الغرب يبررون هذه المذابح الإسرائيلية غير المسبوقة بذريعة «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، لا نرد عليهم بالقول إن إسرائيل دولة احتلال وما يفعله الفلسطينيون ليس أكثر من ممارسة حقهم فى مقاومة الاحتلال وفقا لكل المواثيق والقوانين الدولية. وأن الهجمات المسلحة التى تقوم بها المقاومة الفلسطينية مجرد فعل مقاوم مشروع.
ولا أرى أى مبرر لامتناع بعض الحكومات العربية عن الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى بفصائله المختلفة فى مقاومة المحتل الإسرائيلى، اللهم إلا إذا كان ما قاله الدبلوماسى الأمريكى المخضرم دينس روس فى مقاله المنشور على موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وفى صحيفة نيويورك تايمز يوم 27 أكتوبر الحالى عن بعض القادة العرب صحيحا عندما قال "خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع مسئولين عرب المنطقة الذين أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لى كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير «حماس» فى غزة. وأوضحوا أنه إذا اعتبرت «حماس» منتصرة، فإن ذلك سيضفى الشرعية على أيديولوجية الرفض التى تتبناها هذه الجماعة».
ومهما كانت الخلافات الأيديولوجية بين أنظمة الحكم والقوى السياسية والاجتماعية فى الدول العربية من ناحية وحركة حماس، فإن السماح لإسرائيل والغرب بتدمير المقاومة الفلسطينية وشيطنتها تحت شعار تدمير حركة حماس وكل من يقاوم هو خطيئة كبرى فى حق الأمن القومى العربى ككل، لأنه سيحرم العرب من الحق فى المقاومة من ناحية، ويفتح الباب أمام تصفية القضية الفلسطينية ككل حتى لو كان ذلك على حساب الدول العربية المجاورة، وساعتها يمكن للغرب أن يعتبر أى رفض عربى لسيناريوهات تصفية القضية إرهابا وخروجا على الشرعية الدولية ويجب التصدى له بالقوة.
حركة المقاومة ممثلة في كل الفصائل الفلسطينية المسلحة التى تقاوم الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة والضفة الغربية، تمثل نبض الشعب الفلسطينى من الناحية الواقعية، حتى لو كانت السلطة الفلسطينية فى رام الله هى الممثل القانونى والشرعي له. فبعد مرور 26 يوما على بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء وهدم أحياء وبلدات فلسطينية كاملة، لم نر أى مظاهرة فلسطينية تندد بحركة حماس ولا بالمقاومة المسلحة لا فى غزة ولا حتى فى الضفة الغربية، وإنما نرى العكس وهو أن شعبية المقاومة المسلحة فى كل الأراضى الفلسطينية المحتلة حتى داخل حدود إسرائيل تتزايد.
هذه الحقيقة تدركها إسرائيل جيدا لذلك فهى لا تحارب المقاومة ولا تستهدفها وإنما تستهدف استئصال الشعب الفلسطينى كله سواء بالقتل والتدمير أو بدفعه للنزوح والتهجير. لذلك فالاستسلام الرسمى العربى للرواية الغربية التى توصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب إلى الدرجة التى قال فيها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إنه يجب إحياء التحالف الدولى المناهض لتنظيم داعش الإرهابى من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية، يعنى ببساطة ــ اذا تم ــ قبولا رسميا عربيا بالقضاء على الشعب الفلسطينى إما بإبادته أو بتهجيره.
وإذا ما أرادت بعض النظم العربية كما تقول وقف إطلاق النار فى غزة وعدم تصفية القضية الفلسطينية فعليها أن تعلن بوضوح كامل اعترافها بشرعية المقاومة الفلسطينية، حتى لو لم تمد لها يد العون والمساعدة، وهذا أضعف الإيمان الوطنى.
التعليقات