أسباب إحباط الشباب العربى - قضايا شبابية - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 10:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسباب إحباط الشباب العربى

نشر فى : الإثنين 2 مايو 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : الإثنين 2 مايو 2016 - 9:35 م

على الرغم من مشاركة الشباب الواضحة فى الحركات الاحتجاجية التى ظهرت فى منطقة الشرق الأوسط فى عام 2011، إلا أن دور الشباب يشهد تراجعا يصل لمرحلة الإحساس بالعجز، بحسب بحث إقليمى جديد.
ففى جميع أنحاء المنطقة، يعانى الشباب النازحون والمحليون من انعدام الفرص، والتحرش والاستغلال والتمييز، إضافة إلى قيود متزايدة على الحركة. كما أنهم يشعرون أنهم لا يحصلون إلا على القليل من المساعدة من السلطات الحكومية والمسئولين عن الاستجابة الإنسانية للأزمات الحالية، وذلك بحسب دراسة حملت عنوان «المستقبل فى الميزان» نشرت الأسبوع الماضى من قبل مجلس النرويجى للاجئين.
تقول الدراسة إن غالبية الشباب الذين تمت مقابلتهم يعتقدون أن الجيل الأكبر يتخذ القرارات بالنيابة عنهم. كما تشعر النساء غالبا بالضعف على نحو مضاعف نتيجة للفجوة بين الجنسين فى العديد من الدول العربية. وبحسب الدراسة، فإن فرص انخراط الشباب فى الأنشطة الاجتماعية والمدنية، كالعمل التطوعى، قليلة رغم ما يتمتعون به من طاقة إيجابية وإبداع يمكن أن يسهم فى تنمية مجتمعاتهم.
قالت لورا مارشال، مديرة برنامج الشباب والتعليم فى مجلس اللاجئين النرويجى فى الأردن، فى بيان صحفى، «النتائج التى حصلنا عليها ليست غريبة، لكن إذا تم تجاهلها، فإن العواقب ستكون مروعة». وأضافت أن «الشباب العربى يواجه حواجز متزايدة فى التعليم والعمل مع فرص محدودة جدا للانخراط فى الحياة الاجتماعية والمدنية. كل هذا يدفعهم للظل مع الشعور بفقدان السلطة والإحباط، نحن جميعا نواجه خطر فقدان جزء واسع من رأس المال البشرى الذى يشكله هذا الجيل».
***
يمتلك كل بلد ظرفا خاصا، مع ذلك فقد وجدت دراسة المجلس النرويجى للاجئين، أن معظم اللاجئين السوريين يفكرون فى مغادرة البلاد التى تستضيفهم أيا كانت بسبب المضايقات التى يتعرضون لها وعدم السماح لهم بالحصول على إقامة رسمية فضلا عن قلة فرص التعليم والعمل. إذ قال غالبية اللاجئين إنه «لا يوجد مستقبل لنا هنا» و«فقدنا الأمل» فى جميع البلدان التى شملها المسح.
يتسبب غياب الفرص بدفع الغالبية للبحث عن المال بهدف السفر إلى أوروبا، على الرغم من المخاطر الهائلة. وكان لافتا أن الشباب من سكان هذه الدول يشاركون اللاجئين إحباطا مماثلا.
قالت سالى ورد، المديرة الإقليمية لبرنامج التعليم العالى الدولى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المجلس الثقافى البريطانى، فى رسالة إلكترونية، «أعتقد أنه التقرير الأكثر شمولية حتى الآن لكونه مكتوبا من وجهة نظر اللاجئين الشباب والمحليين. إنه يبين بوضوح أن الحرب أثرت بشكل هائل على الشباب سواء من يحملون وثائق رسمية أو من لا يحملونها».
أُجريت الدراسة فى الربع الأخير من العام الماضى، وغطت أربعة مجالات رئيسية هى: الحماية والتعليم والفرص الاقتصادية والمشاركة الاجتماعية. وسلطت الضوء على تجارب أكثر من 500 شاب وشابة فى الأردن ولبنان وتركيا والعراق، من خلال عقد جلسات نقاشية وإجراء مقابلات متعمقة.
يضم التقرير أيضا أصواتا لشريحة واسعة من الشباب المحليين واللاجئين. إذ جاء فى الدراسة على لسان شاب سورى يبلغ من العمر 17 عاما «فى سوريا كنا نفكر فى المستقبل. اعتدنا على التفكير بأن نكون أطباء أو معلمين. الآن كل ما نفكر فيه هو كيفية إطعام عائلاتنا. حملنا ثقيل وأكبر من عمرنا».
وعلى الرغم من صغر حجم العينة التى شملتها الدراسة نسبيا، إلا أن إنجاز التقرير لم يكن بالأمر السهل.
قال مارتن هارتبرج، المستشار الإقليمى للحماية والمناصرة فى المجلس النرويجى للاجئين، «كان التحدى الأبرز فى نطاق البحث الذى شمل عدة دول. دراستنا نوعية وليست كمية، فهى لا تضم البيانات التى يبحث عنها الصحفيون وصناع السياسات. لكنها تهدف إلى إبراز أصوات الشباب وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم وشرح التحديات التى تواجههم، وكيف يرغبون فى الانخراط بشكل إيجابى فى المنطقة فى حال سنحت لهم الفرصة».
تستعرض الدراسة حياة ريم، امرأة سورية أرملة تبلغ من العمر 20 عاما، والتى غادرت سوريا بعد سجن زوجها من قبل النظام، ومن ثم فقدته فى غارة جوية. اليوم، تعيش ريم فى جنوب لبنان مع عائلتها الكبيرة فى شقة صغيرة وبدخل محدود جدا من أعمال بدون تصاريح نظامية. ترغب عائلة ريم بتزويج شقيقتها الصغرى البالغة من العمر 13 عاما لعدم قدرتهم على إعالتها.
مع ذلك، يشعر نظراء ريم من اللبنانيين بالضيق أيضا. قالت شابة لبنانية فى مدينة صور، «تذهب معظم فرص العمل للسوريين الذين يقبلون بأجور أقل، كما أنه لا توجد منازل فارغة ليس للإيجار بسبب كثرة أعداد السوريين. غادر الكثيرون من شبابنا البلاد، معظمهم يذهبون إلى ألمانيا».
وعلى الرغم من هذه القصص القاتمة، وجدت الدراسة فرص كبيرة لدى الشباب للمشاركة فى الأعمال المدنية كما تعتقد ورد من المجلس الثقافى البريطانى. قالت «يمكن ويجب للشباب أن يشاركوا، لكن المشكلة هى كيفية القيام بذلك بطريقة ذات مغزى». مضيفة أن أخذ الشباب على محمل الجد يعنى الوثوق بهم ومنحهم الدعم والمال «يشمل ذلك توفير أماكن للشباب لقاء وحديث. سيكون من السهل القيام بذلك، لكن الحكومات تميل إلى فرض سيطرتها».
***
تقدم دراسة المجلس النرويجى للاجئين مجموعة من التوصيات للوكالات والجهات المانحة الدولية، والحكومات التى تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين والتى يجب الأخذ بها للمساعدة فى التخفيف من اغتراب الشباب. وبحسب هارتبرج، فإن التوصيات الأكثر إلحاحا هى: تقديم الدعم والتمويل لاستراتيجيات شاملة وطنية لتمكين الشباب، والدعوة إلى دعم ومراجعة وتعديل لوائح الدخول والتسجيل والإقامة للاجئين الشباب والنازحين وأسرهم، إضافة إلى دعم تمويل التعليم الرسمى خاصة للشباب، وضمان الدعم المستمر لفرص التعليم البديلة وغير رسمية مع المساعدة النفسية للمراهقين الذين لا يستطيعون الوصول إلى التعليم الرسمى. لكن بعض الشباب السورى يعتقدون أن التوصيات الواردة فى التقرير عامة جدا.
قال صهيب الشهابى، طالب سورى ومؤسس مكتب الطلبة السوريين للخدمات الجامعية فى غازى عنتاب، «أتمنى لو كانت التوصيات أقرب إلى مشاريع يمكن تنفيذها، وليس مجرد أفكار عامة». فبحسب الشهابى، تحدث التقرير عن قلة فرص العمل التطوعى أمام الشباب، بينما آلاف من الشباب السورى فى البلدان المجاورة متطوعون فعليا فى مشاريع لمساعدة أنفسهم ومجتمعاتهم. قال «نحن بحاجة إلى الحماية القانونية والدعم المالى لنتمكن من الاستمرار».

رشا فائق
ينشر بالاتفاق مع مجلة الفنار للإعلام

التعليقات