أرقام مخيفة عن الشباب العرب - قضايا شبابية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أرقام مخيفة عن الشباب العرب

نشر فى : الأربعاء 7 ديسمبر 2016 - 10:05 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 ديسمبر 2016 - 10:05 م
نشرت صحيفة النهار اللبنانية مقالا للكاتب ــ م.ف ــ يتناول فيه وضع الشباب فى العالم العربى من خلال عرض نتائج تقرير صدر عن الأمم المتحدة أخيرا فى هذا الشأن. يقول الكاتب فى بداية مقاله مع أن العرب لا يشكلون أكثر من 5 فى المئة من سكان العالم، إلا أنهم يستأثرون بنصف الإرهاب حول العالم ويشكلون نصف اللاجئين.

هذه الصورة السوداوية لحال العالم العربى، وتحديدا الشباب رسمها تقرير «التنمية الإنسانية العربية للعام 2016: دور الشباب وآفاق التنمية واقع متغير» الذى أصدرته الأمم المتحدة أخيرا، والذى رصد التحديات والفرص التى تواجه الشباب بعد خمس سنوات من بدء الاضطرابات العربية التى بدأت احتجاجا على البطالة والقمع وكبت الحريات.

ينطلق التقرير من حقيقة أن جيل الشباب الحالى يمثل أكبر كتلة شبابية تشهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الأخيرة، إذ إنهم يمثلون 30 فى المئة من سكانها الذين يبلغ عددهم 370 مليون نسمة. وبإمكان هذه الطاقة البشرية تحقيق طفرة حقيقية ومكاسب كبيرة فى مجالى التنمية، وتعزيز الاستقرار، وتأمين هذه المكاسب على نحو مستدام، ولكن مثل هذه النتيجة يستدعى اصلاحات على ثلاثة مستويات:

الأول: «يرتبط بالسياسات الناظمة للعقد الاجتماعى بين الدولة ومواطنيها وهيكلة الاقتصاد الكلى وتوسيع الفرص المتاحة للجميع، بمن فيهم الشباب».

والثانى: «يركز على السياسات القطاعية ولا سيما فى مجالات التعليم والصحة والتوظيف.. لتوسيع نطاق حريتهم فى الاختيار».

والثالث: «يتناول السياسات الوطنية المعنية مباشرة بالشباب، والتى ينبغى أن تتجاوز نهج ايجاد الحلول.. لتضمن مشاركة سياسية أوسع فى وضع السياسات العامة ومراقبة تخصيص الموازنات وتعزيز التنسيق بين الجهات جميع ومتابعة التنفيذ والتقدم نحو إنجاز الأولويات».

قبل الخلوص إلى هذه التوصيات، يسرد التقرير بالأرقام الوضع العام فى العالم العربى وتأثيره على الشباب والتنمية البشرية.

***

فمع انهيار الدول، يتجه الشباب العربى إلى التماهى أكثر مع الدين والقبيلة والمذهب أكثر منه مع الدولة. ومن هذا المنطلق، يلفت التقرير النظر إلى أنه عام 2002 كانت خمس دول عربية تشهد نزاعات، فى مقابل 11 حاليا، متوقعا أن ثلاثة من كل أربعة عرب سيكونون بحلول 2020 يعيشون فى منطقة «معرضة للنزاع».

وثمة أثر سلبى واضح لهذه النزاعات فى التنمية بالبشرية يكمن تحديدا فى التشرد. فالمنطقة «التى تعد موطن 5 فى المئة من سكان العالم، لكنها أيضا موطن 47 فى المئة من النازحين داخليا فى العالم، و58 فى المئة من لاجئى العالمى، بعدما كانت نسبتهم 34 فى المئة عام 2000».

كما يشير كاتب المقال إلى الآثار النفسية لهذه النزاعات على المحاربين وضحايا الحرب المدنيين، والتى تشغل حيزا مهما من التقرير الذى يشير خصوصا إلى تفشى «الاكتئاب واضطراب القلق واضطراب الهلع واضطراب الكرب». ويتحدث عن لبنان الذى لا يعانى نزاعا شاملا اليوم، إلا أنه يظهر أيضا معدلات عالية نسبيا من اضطراب الصحة العقلية بسبب حرب أهلية بسبب حرب أهلية وعدم استقرار متواصل.

ومن الأرقام المخيفة أيضا أن العالم العربى يستأثر ب45 فى المئة من الإرهاب فى العالم و68 فى المئة من الوفيات الناجمة عن نزاعات. ويعد الشباب العربى الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة 105 ملايين، وعددهم ينمو بسرعة، إلا التقرير يحذر من أن البطالة والفقر والتهميش يتزايد على نحو أسرع، إذ سجلت نسبة 30 فى المئة، أى أكثر من ضعفى المعدل العالمى (14%). كذلك، يشير التقرير إلى أن نصف النساء العربيات الراغبات فى العالم يفشلن فى ايجاد وظيفة (فى مقابل معدل عالمى هو 16 فى المئة).

***

يضيف الكاتب أنه بعد خمس سنوات من الانتفاضات التى رفعت شعار تغيير الأنظمة البائدة فى العالم العربى، يرى التقرير أن الحكم لا يزال فى يد نخبة تتوارثه «والشباب محكومون بالتمييز والاقصاء»، الأمر الذى يضعف التزامهم المحافظة على مؤسسات الدولة.

ويؤكد أحمد الهنداوى (32 سنة)، وهو مبعوث الأمم المتحدة للشباب «إننا فى وضع أسوأ بكثير مما كنا عليه قبل الربيع العربى». ويورد التقرير أيضا بعض الممارسات، التى دأبت الحكومات العربية على اعتمادها، بما فيها الرد على التهديدات الأمنية، بتشديد قبضتها على الحكم وتحول الرساميل المخصصة للتنمية لشراء الأسلحة.

وبعدما كان الشباب العرب يردون على هذه الإجراءات بالسفر إلى الخارج، يلاحظ التقرير أن صمامات الأمان هذه تقفل بسرعة. فعلى رغم ادعاءات الأخوة بين أعضاء جامعة الدول العربية، فإن رفع تأشيرات السفر بين هذه الدول غير مألوف، ويحتاج عربا كثر إلى تصاريح للخروج. ومن الأسهل الحصول على تأشيرة للأعمال أو الدراسة فى أوروبا منها إلى دول عربية.

يرى الكاتب عموما، أن الشباب العرب لا يسجلون حماسة كبيرة للمشاركة فى الانتخابات، ربما لاعتقادهم أن النتيجة غالبا ما تكون معروفة سلفا أو أن أصواتهم لن تحدث فرقا. ولاحظ التقرير أن الشباب العرب يميلون أكثر إلى الاحتجاج، وأن التحركات الشعبية تتكرر فى العالم العربى كل خمس سنوات، وفى كل مرة تكون أكثر عنفا من سابقاتها، متوقعا جولة ثانية قريبا، «ذلك أن الكثيرين يفضلون وسائل مباشرة أكثر وعنفية أكثر، خصوصا إذا كانوا مقتنعين بأن الآليات المعمول بها حاليا للمشاركة والمحاسبة لا نفع لها». وينوه التقرير إلى الجيل الجديد من الشباب العربى «هو الأكبر والأكثر ثقافة وتمدنا فى تاريخ المنطقة». وبفضل وسائل التواصل الاجتماعى، هم أكثر انسجاما مع العالم «ولكن على حكامهم أن يعرفوا كيف يتصرفون معهم».

ومن هذا المنطلق يدعو التقرير دول المنطقة إلى الاستثمار فى شبابها وتمكينهم من الانخراط فى عمليات التنمية، كأولوية حاسمة وملحة فى حد ذاتها وكشرط أساسى لتحقيق التنمية المستدامة. ويختتم الكاتب بأن هذه الدعوة تكتسب أهمية خاصة اليوم إذ تشرع جميع البلدان، ومنها الدول العربية فى إعداد خططها الوطنية لتنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة؛ خاصة وأن التقرير يدعو إلى تبنى نموذج تنمية ذى توجه شبابى، يركز فى آن واحد على بناء قدرات الشباب وتوسيع الفرص المتاحة لهم، ويعتبر أن تحقيق السلام والأمن على الصعيدين الوطني والإقليمى شرطا أساسيا لمستقبل جدير بالشباب.
التعليقات