ضرورة القصاص لمعلمة المنيب - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضرورة القصاص لمعلمة المنيب

نشر فى : الجمعة 2 أكتوبر 2015 - 10:10 ص | آخر تحديث : الجمعة 2 أكتوبر 2015 - 10:10 ص

قبل ثلاثة أيام اقتحم أربعة مواطنين بصحبة سيدتين مدرسة اليسر للتعليم الأساسى فى منطقة المنيب بالجيزة، واعتدوا على معلمة وأصابوها بإصابات مختلفة، وتعمدوا إهانتها عبر تجريدها من غالبية ملابسها.
كل ذنب وتهمة المعلمة أنها مارست حقها الطبيعى ومنعت دخول سيدتين إلى أحد الفصول الدراسية للسؤال عن تلميذة بصورة مريبة أثناء الدراسة. السيدتان أصرتا على الدخول، ودخلن فى مشادة مع المعلمة، وبعد إصرارها على تطبيق اللوائح غادرت السيدتان المدرسة بعد أن وجهتا سبابا فاحشا للمعلمة. ثم عادتا بصحبة أربعة رجال من البلطجية واعتدوا جميعا على المعلمة وسط المدرسة. إذا صحت هذه الرواية، فإنه وباختصار ومن دون لف ودوران، فان لم يتم توقيع أقصى عقاب رادع فى إطار القانون على الذين اعتدوا على هذه المعلمة، فلا أمل فى أى حديث عن تربية أو تعليم.
مع كل التقدير للبيان الذى أصدرته وزارة التربية والتعليم، لإدانة ما حدث، فإن ذلك لا يكفى، وقيام مديرة التربية والتعليم فى الجيزة بزيارة المدرسة خطوة طيبة، ولكنها ليست كافية.
ولمن لا يتذكر فإن مديرة الإدارة السيدة بثينة كشك هى التى قادت مهرجان حرق مجموعة من الكتب فى إحدى مدارس الجيزة بحجة أنها كتب «إخوانية» والطريف أن بعض هذه الكتب كان لسمير رجب.
السيدة مديرة الإدارة اكتفت بنقل التلاميذ أقارب المعتدين إلى مدرسة أخرى، والوزارة قالت إنها ستتابع القضية مع الجهات المختلصة، والنيابة قررت حبس المتهمين الستة أربعة أيام على ذمة التحقيق.
مرة أخرى وإذا صحت الوقائع المنسوبة إلى المتهمين فلابد أن يكون هناك عقاب صارم يعرفه القاصى والدانى حتى لا يتحول الأمر إلى سلوك عام يفعله الجميع.
تخيلوا طلاب هذه المدرسة الذين شاهدوا مشهد المعلمة، وهى تتعرض للاعتداء والإهانة والجرجرة ونزع الملابس، كيف سيحترمونها مرة أخرى.. كيف ستستطيع هذه المعلمة أو غيرها أن تحدث وتقنع التلاميذ بالقيم والسلوك وهيبة المعلم، وأى شىء يخص العملية التعليمية؟!.
نحن أساسا نعانى انهيارا فادحا وفاضحا فى سلم القيم داخل المدارس، والطلاب صاروا يعتدون على المعلمين دون أن يردعهم قانون، والمعلمون أنفسهم لم يعودوا مقنعين، ومعظمهم غير مؤهل، وبعضهم منهك فى دوامة الدروس الخصوصية، من الفجر حتى وقت متأخر من الليل، ثم يزيد الطين بلة، حينما نجد اقتحام الأهالى أو البلطجية للمدارس والاعتداء على المعلمين!!!.
إذا مرت هذه الحادثة من دون عقاب صارم، فإن نتائجها ــ والله العظيم ــ ستكون أخطر مليون مرة من أى عملية إرهابية أو حتى عملية فساد، لسبب بسيط هو أن العملية الإرهابية أو الفساد آثارها محدودة على مكان معين وشخص أو مجموعة أشخاص معينين، أما عملية الاعتداء على المدرسة بهذه الطريقة الوحشية والسافرة، فهى إفساد لجيل كامل من التلاميذ، وإيصال رسالة واضحة إليهم، بأن المدرس بلا كرامة أو هيبة أو قيمة.
التلاميذ أقارب المتهمين لا ذنب لهم، لكن قرار النقل فقط ليس كافيا، وربما تصل رسالة للآخرين بأن من يعتدى أهله على المدرسين فإن عقابه فقط هو مجرد النقل. لكن الأهم هو أن يدفع المتهمون ــ حال ثبوت إدانتهم ــ ثمنا كبيرا وباهظا وواضحا ومعلنا، يعرفه الجميع خصوصا تلاميذ المدرسة وكل المدارس الأخرى، وأن تصل إليهم رسالة واضحة هى أن من يعتدى على أى معلم أو معلمة سيدفع ثمنا مكلفا، يكون عبرة لكل بلطجى يفكر فى تكرار هذه الفعلة مرة أخرى.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي