الريان - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الريان

نشر فى : السبت 3 سبتمبر 2011 - 9:23 ص | آخر تحديث : السبت 3 سبتمبر 2011 - 9:23 ص

 التمثيل، فى السينما المصرية، ظل من العناصر الأكثر تميزا، فحتى فى الكثير من الأفلام المتواضعة قد تجد لحظات من إبداع جميل، من هذا الممثل أو تلك الممثلة. وبعد ظهور التليفزيون، أصبحت مساحة الأداء التمثيلى، خاصة فى المسلسلات، أوسع رحابة وعمقا، فالوقت المتاح للممثل، كى يعبر عن انفعالاته كاملة، أطول مما هو عليه فى الفيلم السينمائى.. وهذا ما تحقق، بدرجات متفاوتة فى مسلسلات رمضان، وإن بدا أكثر وضوحا فى «الريان»، الموفق فى كتابته التى قام بها حازم الحديدى ومحمود البزاوى، خاصة فيما يتعلق ببناء الشخصيات، بطبائعها المتباينة، وربما المتناقضة، وعلاقاتها مع بعضها بعضا، فهنا، حتى بالنسبة للأشقاء، لا أحد يتطابق مع الآخر، أو يشبهه، إلا فى حدود جد قليلة، لدواعى قوانين الوراثة ووحدة البيئة.. الإخوة الثلاثة: أحمد الريان، بأداء خالد صالح، ومحمد، الشقيق الأصغر، بأداء صاحب الوجه الجديد، الموهوب، أحمد صفوت، وفتحى، الأخ الكبير الذى جسده على نحو بارع، باسم سمرة. الثلاثة، ورثوا من والدهم ــ صلاح عبدالله ــ الذكاء، والنهم إلى المال، وبينما يتسم أحمد الريان بالشغف بالنساء مثل «الريان»، يرث الابن الأصغر، من والدته، قدرا كبيرا من الوداعة. أما «فتحى» فإنه وقع فى قبضتى زوجة متسلطة من ناحية ــ ريهام عبدالغفور ــ والبرشام المخدر من ناحية أخرى.

مسلسل «الريان» يبين بوضوح خدعة شركات توظيف الأموال، فالأرباح التى تصرف للمودعين لا تأتى من «فائض القيمة» أو نتيجة مكاسب تحققها مصانع ومزارع، ولكى تأتى من أموال مودعين جدد. إنها، فى جوهرها، عملية نصب كبرى، تستر خلف ورع مزيف، مظهرى: جلابيب بيضاء وذقون.

يعتمد بناء المسلسل على محورين، أحدهما يرصد بداية ونهوض وتعملق مؤسسة «الريان» ثم انهيارها، والثانى يتابع، بالتفاصيل، مسيرة حياة أبطاله. وربما لا يحقق المسلسل توازنا بين المحورين، فالاهتمام بالدوائر الخاصة بكل شخصية جاء على حساب الواقع السياسى والاجتماعى المعتمل فى الثمانينيات، والذى بدا شاحبا، يمر عليه المسلسل مرورا سريعا. لكن يبقى لـ«الريان» نجاحه فى التوغل داخل أحراش أبطاله سواء من كان منهم ثابتا أو متغيرا. نجحت المايسترو، المخرجة، شيرين عادل، فى قيادة فرقتها، خاصة أن كل فرد فيها يدرك تماما جوهر الشخصية التى يؤديها: خالد صالح ــ أحمد الريان ــ الثعلب الماكر، الذى يراوغ ولا يصطدم، الناعم، الشرس إذا دعت الضرورة، وكلما توالت المشاهد، تزداد معرفتنا به. كذلك الحال بالنسبة للأب ــ صلاح عبدالله ــ صاحب «المصمت»، المصرى تمام، الذى أضفى حيوية على المشاهد التى يظهر فيها.

وإذا كان من حق ريهام عبدالغفور، الإشادة بها، وهى تؤدى دور زوجة «فتحى»، الأنانية، الطائشة، المتجبرة حين تتمكن، المنكسرة حين ينكشف أمرها، فإن مفاجأة المسلسل تتمثل فى باسم سمرة، الذى يعبر بدقة، وبراعة، عن التغيرات المدمرة عند رجل يوغل فى الإدمان، تموت الحياة فى عينيه، ترتعش أصابعه، يتباطأ إيقاع كلماته.

إنه يلمع فى هذا العمل، لولا تلك اللحية الفظيعة، المصنوعة من فروة خروف، المصبوغة بالحبر الشينى.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات