حكومة فى الضياع - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكومة فى الضياع

نشر فى : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:20 ص | آخر تحديث : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:20 ص

مرة أخرى تؤكد لنا حكومة رئيس الوزراء عصام شرف وبنجاح منقطع النظير أنها تعيش خارج الزمن ولا تعرف حتى الحد الأدنى مما يجب عليها معرفته.

 

فالحكومة التى تستبق انطلاق أول معركة انتخابية حقيقية تشهدها مصر منذ عقود بدعوة القوى السياسية إلى اجتماع يناقش أى شىء غير الانتخابات هى حكومة «ضايعة» لا تمتلك أى رؤية. ولكن المفارقة أن هذه الحكومة التائهة وجدت استجابة من القوى السياسية الأشد توهانا باستثناء الإسلاميين فاحتشد الجمع السعيد فى دار الأوبرا لمناقشة المبادئ الأساسية للدستور.

 

إن أى إنسان يمتلك قدرا من الإدراك يعلم أنه لا صوت يعلو على صوت معركة الانتخابات وأنه على الجميع حشد كل طاقاتهم من أجل إنجاح التجربة الانتخابية. فالمرشحون مطالبون بالوصول إلى الناخبين فى كل مكان والحكومة مطالبة بتوفير الأجواء المواتية لإنجاز المهمة والنخبة السياسية والنشطاء مطالبون بتوعية الناخبين وتنفيذ قانون العزل السياسى بقوة الإرادة الشعبية وليس بقوة القانون من خلال إطلاق الحملات الكاشفة للفلول الذين يخوضون الانتخابات والتحذير منهم.

 

أما أن تأتى حكومة شرف ومعها قوى سياسية تزعم أن لها وجودا فى الشارع فتعقد مؤتمرا لا داعى له ولا معنى وتجذب الاهتمام بعيدا عن معركة الانتخابات فهذا خطأ إن لم يكن مقصودا وخطيئة إن كان مقصودا.

 

إن الرسالة المفخخة التى يحملها اجتماع الأوبرا هى أن الحكومة ومن ولاها من القوى السياسية لا يقيمون للشارع اعتبارا ولا للشعب وزنا لذلك فهم يتركون الانتخابات ويجتمعون فى الغرف المكيفة للاتفاق على أمور هى حق أصيل للشعب.

 

إن اجتماع الدكتور على السلمى مع القوة السياسية لمناقشة أى أمر لا يتعلق بالانتخابات خطأ كبير لكن هذا الخطأ يتوارى أمام ما أقدم عليه رئيس الوزراء القادم من التحرير عصام شرف فى اليوم نفسه عندما يدعو المحامى مرتضى منصور ضمن وفد المحامين الذى اجتمع معه بحضور وفد من القضاة لإنهاء أزمة القضاة والمحامين.

 

ألا يعلم شرف أن مرتضى منصور يحاكم حاليا بتهمة التورط فى جريمة قتل شهداء يوم ما يعرف باسم «موقعة الجمل». وإذا لم يكن منصور مدانا حتى الآن فإنه مازال فى دائرة الاتهام وبالتالى لا يمكن أبدا القبول بوجوده داخل مكتب رئيس الحكومة متحدثا باسم المحامين الشرفاء.

 

إن مرتضى منصور الذى ظهر على شاشات التليفزيون فى آخر أيام حكم رئيسه المخلوع حسنى مبارك لكى يتهم ثوار التحرير بالعمالة والسقوط الأخلاقى لا يمكن أبدا أن يكون له مكان فى مكتب شرف إن رئيس الوزراء مازال يذكر أن من أجلسه على مقعده الوثير هم هؤلاء الثوار الذين سب منصور أعراضهم تقربا لمبارك المخلوع.

التعليقات