شومة.. وخرطوش - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 3:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شومة.. وخرطوش

نشر فى : الأربعاء 4 يوليه 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 4 يوليه 2012 - 8:40 ص

بقدر ما اغتظت ضحكت فى كمى حين قرأت خبر «القبض على المتهمين بتثبيت 5 ضباط شرطة». تفاصيل الخبر الكوميدى، المثير للغضب، تقول إن قوة من مديرية أمن شمال سيناء، كانت تنطلق فى الطريق، أوقفها تشكيل عصابى من أربعة أشخاص، يحملون أسلحة مكونة من شومة وسلاح خرطوش. أجبروا الركاب ــ ضباط الشرطة ــ على النزول من العربة. وعند تفتيشهم اكتشفوا أن كل ضابط يحمل سلاحه الميرى. قام التشكيل العصابى بنزع الأسلحة والاستيلاء على السيارة، وانطلقوا بها بعيدا، وتركوا الضباط فى العراء، ومع الخبر العجيب صورة لثلاثة من الخاطفين، أحدهم يرتدى فانلة زرقاء، مكتوبا عليها كلمة إنجليزية، وبنطال بيجامة متعدد الألوان. والثانى يرتدى فانلة داخلية بيضاء، وبنطال ترننج برتقالى. الثالث يرتدى جاكتة أقرب للسويتر، بلا أكمام، فوق جلباب مكرمش.. أمامهم، على منضدة، الطبنجات المنتزعة. وتعمدت الجريدة أن تضع شريطا أبيض فوق أعين المقبوض عليهم، إما احتراما لآدميتهم، أو لأن الصورة مفبركة.

 

فى التفاصيل نعرف أن أعمار المجرمين «25» عاما، أى أنهم فى شرخ الشباب، أجمل أيام العمر، سنوات الأمل والعمل والبناء، ولكن يشير الخبر إلى أن كلا منهم، عاطل عن العمل، الأمر الذى يؤكد، مرة أخرى، أن البطالة هى القاسم المشترك لمعظم أفراد التشكيلات العصابية، سواء كانت سرقة بالإكراه، أو خطف أطفال أو تجارة مخدرات أو فرض إتاوات. وهذا لا يعنى أن البطالة تبرر البلطجة، لكنها، بالتأكيد، السبب الجوهرى لانتشار الجريمة، وإلا فلماذا تضمنت وثائق حقوق الإنسان «حق العمل لكل مواطن». وأظن أنه لو كان لكل من المقبوض عليهم مهنة ما، لما أصبحت أخبارهم التعيسة منشورة على هذا النحو الزرى، ولما ألحق باسم كل منهم لقبا من ألقاب رجال عصابات السينما المصرية، فأحدهم، وهو رئيسهم، اسمه أحمد «لوكشة»، وآخر اسمه إبراهيم «البلوى».. وقانا الله وإياكم شر البلاوى.

 

أما عن وقائع السرقة بالإكراه، فإنها تختلف، فى هذه المرة، عن غيرها، ذلك أن ضحاياها من رجال الأمن، ليسوا مواطنين عاديين، ولا مجرد عساكر ومخبرين، ولكن من الضباط، الأمر الذى يوحى بأن الجناة لم يشاهدوا أو يستوعبوا أهم دروس الأفلام البوليسية، حيث يتمثل أول درس يلقيه الرئيس على عضو العصابة الجديد: احذر ضابط الشرطة، لو أهنته أو انتزعت سلاحه أو قتلته، فإن الشرطة ستطاردك، بلا توقف، حيث ستلقى حتفك فى النهاية.. ولكن للخبر جانبا آخر، جديرا بالتفكير، مبعثه مشهد خمسة ضباط فى مقابل أربعة أشقياء، والأهم أن كل ضابط معه سلاحه، بينما الأوغاد يحملون شومة و«خرطوش».. ميزان القوة يرجح كفة الضباط، خاصة أنهم، حسب منطق الأمور، تم تدريبهم على مواجهة أخطر من هذا الموقف، فماذا حدث وكيف يذعن الأشاوس للأفسال؟. وما هو الحوار الذى دار بين الفريقين، ثم بين الضباط الذين تم تثبيتهم؟.. الإجابة، غالبا، سنراها ونسمعها، فى فيلم قادم، سيكون، بالضرورة، كوميديًا

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات