ظل العلم إلى عهد قريب يحذر الإنسان من الاقتراب من البيض منبها إلى أنه أحد مصادر الكولستيرول الهامة والتى يمكن أن يترسب داخل الشرايين التاجية محدثا انسدادا لها ينبئ بحدوث جلطة الشريان التاجى وما لذلك من تبعات ومضاعفات إن لم تتسبب فى وفاة الإنسان فإنها دون شك تترك آثارا متعددة على عضلة القلب والشرايين تحد من نشاط الإنسان وتحدد من كفاءة أعضائه.
أهم ما يُسأل عنه مريض القلب فى مناقشاته مع طبيبه عندما يأتى ذكر المسموح به والممنوع عنه: التدخين وكم بيضة مسموحا له بها فى الأسبوع؟
التدخين لا يسمح به طبيب حكيم على الإطلاق فمضاره واضحة ومعروفة مسجلة فى صور متعددة من المعاناة التى يعانيها الإنسان على كافة المستويات بداية من الرئة وحتى شرايين القلب والمخ خاصة إذا كان المريض أيضا مصابا بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم. لم يتغير أبدا ما يخص التدخين على قائمة الممنوعات أما البيض فالواقع أن الأمر تغير كثيرا.
مع توالى نتائج البحث العلمى فى مجالات التغذية الطبية ثبت بالدليل القاطع أن الكبد يفرز ثمانين بالمائة بالتمام والكمال من إجمالى الكولستيرول فى الدم نظرا لأهميته فى العديد من العمليات الحيوية فى جسم الإنسان واحتياج الإنسان له فى صور مختلفة من عمليات الطاقة والنشاط الذهنى وإنتاج الهرمونات التى بها تدور عجلة نشاطات الإنسان المختلفة.
ظهرت براءة البيض إذن من كونه سببا فى أمراض الشرايين وأكد العلم أن جسم الإنسان يستمد من غذائه فقط عشرين بالمائة مما يحتاجه من كولستيرول وأنه يتخلص من كل الزائد بنفسه فأتاح للإنسان أن يعاود الاستمتاع بتناول البيض فى صور متعددة واعتباره غذاء مفيدا من طراز نادر.
لا شك أن البيض قيمة غذائية بالفعل فريدة وأن خروجه من قائمة الممنوعات كأحد عوامل الخطر على صحة القلب والشرايين خبر يسعد الجميع من المهتمين بشئون الغذاء الصحى لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى بعض المحاذير من تناول البيض دون الانتباه إلى بعض ما يتعلق به من معلومات لها دلالة غذائية خاصة فى أيام الصيف شديدة الحرارة:
< أول تلك المحاذير: حساسية البيض خاصة لدى الأطفال وإن كانت غالبا ما تنحسر عند بدايات الانتقال من مرحلة الطفولة للمراهقة (٩ سنوات فأكبر) إلا أنها أمر هام يمنع تناول البيض ومشتقاته.
< ثانيها: التسمم الغذائى الناجم عن باكتيريا السالمونيلا التى تعيش فى أمعاء الدجاج. غالبا ما يحدث ذلك النوع من التسمم الغذائى نتيجة تناول بيض ملوث بالمسالمونيلا مشروخة القشرة وإن كان محتمل الحدوث أيضا من بيضة سليمة تماما حتى بعد غسلها.
للوقاية يفضل أن يسلق البيض فى درجة حرارة مرتفعة لفترة كافية.
تناول البيض فى صور مختلفة مثل الأومليت أو المقلى يمكن معها تفادى التسمم الغذائى إذا ما روعى فيه درجة حرارة لفترة كافية.
< هناك أيضا حالات مرضية يجب فيها تفادى تناول البيض: من يعانون من متاعب الكلى لاحتوائه على البيورين والأكسالات، من يعانون من تكرار الإصابة بفيروس الهربس (قروحات غشاء الفم المخاطى الصغير)؛ حيث إنه يحتوى الحامض الأمينى الأرجنين الذى تنمو فيه الفيروسات. لذات السبب فإن من لديهم حساسية البيض خاصة الأطفال لا يتم تطعيمهم بلقاحات تحضر فيها الفيروسات بتنميتها على صفار البيض.
أرجو أن أكون قد أجبت بوضوح على سؤال متكرر للأطباء يطرحه الجميع وقد ينساه البعض فيجد الجميع فى حديثى اليوم ردا شافيا وتذكرة بأحد أهم أطعمة الإنسان قيمة غذائية: البيض.