الشيطان الكامن فى التفاصيل - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشيطان الكامن فى التفاصيل

نشر فى : الخميس 5 يوليه 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : الخميس 5 يوليه 2012 - 8:40 ص

أخطر ما يهدد الرئيس محمد مرسى وهو يخطو أولى خطوات كرئيس للبلاد هو الاستغراق فى تفاصيل المشكلات التى يحاصر أصحابها قصره الرئاسى. فحلول هذه المشكلات البسيطة ليست مسئولية رئيس الجمهورية ويجب ألا تكون. ولكن لما كان الرئيس لم يشكل حكومته بعد ولما كان يحاول استطلاع ملفات المهمة الثقيلة التى تقدم لحملها فربما يكون الأمر مبررا، لكن استمرار هذا الحال لن يؤدى إلا إلى كارثة.

 

أخشى أن يكون مخططا لاستنزاف طاقة الرئيس الجديد فى إطفاء هذه الحرائق الصغيرة التى تشتعل دوما على بوابة قصره، فتمر أيامه المائة الأولى دون أن يحقق ما وعد الشعب به وفى هذه الحالة تصبح مصداقية هذا الرئيس المنتخب فى خطر.

 

لذا أرى أن يتم تركيز المجهود الرئيسى للرئيس ومن حوله على تشكيل الحكومة الجديدة فى أقرب وقت ممكن وتحميل كل مسئول واجباته فلا يكون أمل المواطن الوصول إلى الرئيس من أجل حل مشكلته الفردية وإنما يكفيه الوصول إلى المسئول المباشر عن هذه المشكلة لحلها ويتفرغ الرئيس لمهمته الأساسية وهى وضع الاستراتيجيات والخطط التى تتعامل مع المشكلات العامة.

 

إن نجاح الرئيس لن يقاس بعدد المشكلات الفردية التى تصدى لحلها حتى لو ركز عليها الإعلام وإنما يقاس بما يحققه على صعيد المشكلات العامة.

 

قديما قالوا إن الشيطان يكمن فى التفاصيل والآن يمكن القول إن التفاصيل والاستغراق فيها هو اللغم الذى يمكن أن ينفجر فى وجه الرئيس بغض النظر عن حسن نواياه ورغبته الصادقة فى الاستماع إلى الناس عن قرب.

 

نعلم تماما أن خبرات الرئيس مرسى وفريقه الحالى بشئون الحكم محدودة وهو ليس ذنبه ولا ذنب فريقه وإنما ذنب النظام البائد، لكن ذلك لن يكون مبررا أمام الناس لكى تمر المائة يوم الأولى دون تحقيق تقدم فى اتجاه حل المشكلات التى تعهد بها. ولن يرضى الشعب بقوائم الإنجازات الورقية التى يمكن أن تخرج علينا بها مؤسسة الرئاسة فى نهاية المائة يوم. فالناس تريد الإحساس بما يتحقق من إنجازات وليس القراءة عنها.

 

نعلم جميعا على أن التركة ثقيلة والمهمة عسيرة لكن مادام الرئيس قد تقدم لحملها ومادامت الأغلبية قد اختارته فلا مفر أمامه من العمل على إنجازها والاستعداد لحساب عسير من شعب لن يهتم كثيرا بالتفاصيل وإنما يهتم بالنتائج.

التعليقات