الزبادى فى الأوانى الفخارية الصغيرة يحملها البائع فى صينية كبيرة مغطاة بمفرش خفيف ناصع البياض على رأسه. يدور بها فى السماء وعلى كتفه حامل خشبى يثبته على الأرض ليضع صينية عليه لينتقى منه الراغبون ما شاءوا من الزبادى الطازج والذى يعده يوميا. صورة بديعة لا أظننا نراها الآن إلا فى أفلام السينما القديمة الأبيض والأسود. أحب المصريون ذلك اللبن المتخمر منذ أن عرفوه نقلا عن العثمانيين لكنهم عرفوا فائدته الحقيقية مع العالم فى بدايات التسعينيات حينما بدأ الحديث عن «البروبيوتك» أو ما يحتويه الزبادى من ملايين الكائنات الصغيرة المعروفة بالباكتيريا المفيدة، تلك التى تعيش بصورة طبيعية فى أمعاء الإنسان تدعم عمليات الهضم وتنتج أنواعا من الفيتامينات.

وتشارك فى عمليات المناعة الطبيعية التى تدفع عن الإنسان شر الأمراض.

يعد الزبادى بالفعل عنصرا غذائيا مهما خاصة فى السحور، فإلى جانب أن يخفف من تداعيات إصابة الجهاز الهضمى بالارتباك فى حالات الإسهال أو نوبات القولون العصبى أو تقرحات القولون فإنه إضافة لتجمعات الباكتيريا الحميدة فى الأمعاء.

قد يعد الزبادى وجبة سحور كاملة إذا أضفت إليه بعضا من ألوان الفاكهة مثل الموز أو الفراولة والتوت وبعضا من المكسرات كاللوز أو عين الجمل أو البندق وربما أردته حلو المذاق بإضافة ملعقة من العسل الأبيض.

إذا فكرت فى الزبادى عزيزى القارئ فعليك أن تختار بين أنواعه، يصنع الزبادى عادة من لبن كامل الدسم تشكل الدهون فيه نسبة ٣.٢٥٪ لكنه يصنع أيضا وفقا للرغبة من لبن نصف دسم (٠.٥ ــ ٢٪) كما يحضر خاليا من الدسم (٠.٥٪). قد تتخيل عزيزى القارئ أن الأفضل أن تختار خالى الدسم لأنه به نفس القدر من الكالسيوم والبروتين ويخلو من الدهون.

الواقع أن تجهيز الزبادى خالى الدسم يستوجب إضافة مواد محسنة للطعم كما يتطلب إضافة مواد كالجيلاتين أو النشا للحفاظ على قوامه. لذا فاختيار الزبادى المصنوع من لبن ٠.٢٪ دسم أو حتى كامل الدسم أفضل. أما الزبادى بقطع الفاكهة والمحلول السكرى فيعد من المنتجات غير المرغوبة إذا ما راعينا الشروط الغذائية الصحية.