حمدى السيد اسم له جلال العِلْم.. والعَلَمْ - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حمدى السيد اسم له جلال العِلْم.. والعَلَمْ

نشر فى : الجمعة 15 مارس 2024 - 7:25 م | آخر تحديث : الجمعة 15 مارس 2024 - 7:25 م
إذا كان لجراحة القلب فى بلادى قصة لكان عنوانها بلا تردد هو الأستاذ الدكتور حمدى السيد.. لذا فإن خبر وفاته الذى داهمنا صباح الخميس لن يكون الخبر الأخير عن جراح القلب الأشهر فمثله وإن رحل إلا أن الأثر باق عطر يضوع فى الأرجاء وغرس عظيم يثمر فى مجالات الصحة والخدمة العامة ومدرسة تحمل اسمه انضم إليها وتخرج فيها بصورة أو بأخرى كل أطباء وجراحى القلب فى مصر.
كان من أوائل الأطباء المصريين الذين قصدوا إنجلترا للتخصص فى جراحات القلب بعد أن علا اسم لندن كقلعة علمية عالمية لكنه ذهب وكل أمله أن يعود لينقل إلى بلاده خبرة فريدة لتخصص بالغ الحداثة. أجاد وتفوق وارتفع صيته بين أقرانه ولمع نجمه وكان استمراره هناك لا يحتاج إلى أى جهد يذكر لكنه استجاب على الفور لدعوة من الرئيس جمال عبدالناصر للعودة إلى بلاده والبدء فى تأسيس قسم لجراحات القلب والصدر بجامعة عين شمس العريقة.
لم يقتصر دور الأستاذ الدكتور حمدى السيد على جهده الباهر فى مجال جراحات القلب المفتوح بل تخطاه إلى مجالات الخدمة المهنية والعامة.
فكان أصغر نقيب للأطباء سنا ولأربع مرات بأغلبية ساحقة كما شغل منصب رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب بعد نجاحه فى انتخابات المجلس عن دائرة مصر الجديدة لثلاث مرات متتالية.
تبنى حمدى السيد قضية من أهم القضايا فى مجلس الشعب ودعا لها بكل الوسائل ومنها إلزام شركات التبغ والدخان بكتابة تحذيرات من أن الدخان يسبب السرطان بل ووضع صور للمدخنين فى الرعايات المركزة يعانون من عدم القدرة على التنفس. كما كان وراء المطالب بزيادة الضرائب لصالح الدولة على السجائر وقد لقيت دعوته الكثير من التأييد والدعم من زملائه والمواطنين.
على مر أعوام عمره التى بارك الله سبحانه فيها إلى أن تجاوز التسعين يظل اسم حمدى السيد مثلا بين أولى العزم وأصحاب الرسالات له مصداقية لا تضاهى وتفرد كالعلم الذى ظل خافقا فى السماء عاليا.
نال حمدى السيد جائزة النيل ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى ونوط الواجب العسكرى ثم وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى. لكن يظل إجماع أطباء مصر وجراحيها على احترام هذا الرجل العظيم وتقدير تجربته الفريدة فى جراحات القلب المفتوح هو الكتاب الذى سيحمله اليوم حمدى السيد بيمينه فى خطواته على الصراط تحفه دعوات كل من فتح صدره وطالع قلبه واستخدم مشرطه ليصلح ما أفسده المرض برعاية من رب العالمين سبحانه.
اليوم نقف جميعا فى صف واحد إلى جانب بناته الطبيبات الأساتذة: مى حمدى السيد رئيس قسم القلب بجامعة عين شمس زوجة أ د. أحمد نصار أستاذ أمراض القلب ومنال ومهيرة. نتقبل عزاء مصر والمصريين فى أيقونة طب وجراحة القلب أستاذ الأساتذة ومعلم الأجيال حمدى السيد بلا ألقاب فاسمه دون شك يَجُب كل الألقاب.
التعليقات