ارفع رأسك أنت مجدى شندى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ارفع رأسك أنت مجدى شندى

نشر فى : الأربعاء 5 سبتمبر 2012 - 8:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 سبتمبر 2012 - 8:15 ص

الزميل مجدى شندى رئيس تحرير صحيفة «المشهد» يرقد فى العناية المركزة بقصر العينى منذ أكثر من عشرة أيام، حيث اكتشف الأطباء أن قلبه خذله ومارس معه نوعا من النذالة المفاجئة حين توقف دون سابق إنذار، الأمر الذى جعل الأطباء يضعونه على جهاز الصدمات الكهربائية أكثر من مرة.

 

وليس قلب مجدى فقط الذى مارس معه هذه النذالة، فالدولة المصرية بجلالة قدرها حتى هذه اللحظة لاتزال تضع فى أذنيها كميات من القطن الملبد بالتجاهل والإهمال أمام نداءات الجماعة الصحفية ونقابة الصحفيين بإنقاذ حياة صحفى شريف وقلم مفعم بالموهبة والنزاهة المهنية.

 

مجدى شندى مثل غيره من الطيور المصرية الحرة التى لم تحتمل القبح الضارب فى مفاصل الإعلام المصرى فى عصر المخلوع، فأخذ أسرته وسافر للعمل فى صحيفة عربية بالخليج، وحين بزغ فجر الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، ترك عمله وصعد إلى ميدان التحرير، وبقى ١٨ يوما مع أسرته فى الميدان حتى انزاحت الغمة.

 

وبعد أن أطاحت الثورة بالمخلوع قرر مجدى البقاء فى مصر، بعد أن جمع حصيلة شقاء عمره وقرر أن يبدأ فى تنفيذ حلمه ومشروعه فى إصدار صحيفة شعبية مصرية، لا تتكئ على حزب سياسى، ولا تمد يدها لرجل أعمال، أو تضع قدمها فى مكان يعرضها لمذلة السؤال. وبمدخراته الخاصة من سنوات الكد والكدح فى الغربة، وبمساهمة من زملائه الذين قرروا العودة، صدرت صحيفة «المشهد» إلكترونيا وورقيا، لم تكن معنية بالانخراط فى مهارشات الأحزاب، أو مماحكات رجال الأعمال، بل توجهت بخطابها إلى عموم جماهير الثورة، كصحيفة تعبر عن أحلام وهموم الأمة المصرية بتنوعها، دون أن تجنح يوما إلى إسفاف أو «عكشنة» أو زغزغة أهل البيزنس لاستدرار عطفهم الإعلانى.

 

وبعد شهور عديدة من استنزاف الجهد والمال والأعصاب، سقط مجدى شندى فجأة، وحين هرع به زملاؤه وأصدقاؤه إلى مستشفى قصر العينى، كان الخبر الذى نزل كالصاعقة على الجميع أن قلبه توقف عن العمل، فتم إنعاشه مرة وأخرى وثالثة وقرر الأطباء أنه لابد من تركيب جهاز  كهربائى صغير فى القلب يمنع توقفه وهذا يتطلب جراحة عاجلة لن تقل كلفتها عن مائة وعشرين ألف جنيه.

 

نقابة الصحفيين التى يحتفظ مجدى شندى بعضويتها قالت إنها لا تستطيع أن تقدم أكثر من ١٥ ألف جنيه، ووزارة الصحة لم تعبأ بالأمر، والمجلس الأعلى للصحافة قال إنه خاطب مجلس الوزراء لعلاج الزميل على نفقة الدولة، ووزير الإعلام قام بزيارته فى المستشفى وتمنى له السلامة.. فقط!

 

وعلى الرغم من أن محبى مجدى انتظروا أن يأتى الوزير وفى يده قرار العلاج من مجلس الوزراء إلا أن أربعة أيام مضت على الزيارة ولايزال قرار علاجه يتسكع فى حوارى الحكومة وأجهزتها.

 

وأحسب أن الجماعة الصحفية وبشكل خاص الذين يعرفون نبل ونقاء ضمير مجدى شندى مهنيا وإنسانيا عليها أن تبادر من الآن للذود عن حياة واحد من أرقى طيورها، لم يجد غصنا يستريح عليه فى مصر الثورة، دون انتظار ما قد يأتى أو لا يأتى من مجلس الوزراء.

 

أما أنت يا مجدى شندى فارفع رأسك لأنك أمضيت عمرك المهنى كله شامخا ونظيفا، ولم تسقط.

 

وائل قنديل كاتب صحفي