سلام على كل رجال 6 أكتوبر - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سلام على كل رجال 6 أكتوبر

نشر فى : الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 6:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 6:20 ص

تحل الذكرى من العام للعام، تجتاحنا مشاعر الفخر الوطنى بجيشنا العظيم، ورجاله الذين قهروا المستحيل وصنعوا نصر أكتوبر المجيد سنة 1973 فى ظروف بالغة التعقيد، لكنهم ركبوا الصعب، وأصروا على تحرير الأرض، الذى لم يؤجلوه لجيل تال يأتى بعدهم، ظلوا مرابطين على خطوط النار حتى رفعوا رايات مصر عالية خفاقة.. أدوا دورهم ومضوا فى حياتهم متعففين عن أى مغنم، أو مكافأة.. قانعين بأن الخيارات أمامهم كانت محدودة جدا.. «إما النصر أو الشهادة».

نحتفل هذا العام بالذكرى الثانية والأربعين لهذه الحرب المجيدة، التى تعلق جيلى المولود بعدها بسنوات معدودات بأبطالها الكبار: المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الشاذلى، والمشير عبدالغنى الجمسى، والفريق سعيد الماحى، والمشير محمد على فهمى، وغيرهم من قادة الصف الأول والثانى، الذين لا تتسع المساحة لحصرهم.

مرت سنوات طويلة على تلك الحكايات الطازجة التى كنا نسمعها بشغف من فم أبطالها من الجنود الذين قاتلوا بجسارة على جبهات القتال.. كنا نسمعها من مدرس شارك فى الحرب ونحن فى المدرسة الابتدائية.. من قريب أو جار كان لا يمل من ترديد بطولات التشكيل الذى كان يخدم فيه فى ملحمة أكتوبر، ونحن متحلقون حول شعلة من نيران الحطب فى الحقول، فى تلك الأيام الباردة فى شتاء الصعيد القارس.

بمرور السنين، وتناقص من هم على قيد الحياة من أبطال أكتوبر 1973 ينقبض قلبى، خوفا من توارى سيرة أبطال عظام صنعوا مجد مصر فى هذه الحرب المجيدة، فإذا كان قادة الصف الأول الذين ذكرنا أسماءهم لاتزال جوانب كثيرة جدا من حياتهم مجهولة للسواد الأعظم من المصريين، فما بالنا بقادة الصف الثانى والثالث من قادة الجيوش والفرق، الذين كانوا يقودون رجالهم من الخطوط الأمامية فى هذه الملحمة المجيدة من تاريخ مصر الحديث.

مازال الكثير من المصريين لا يعرفون بما فيه الكفاية عن أسماء من ذهب فى تاريخ العسكرية المصرية، مثل: اللواء سعد مأمون، قائد الجيش الثانى الميدانى، حتى يوم 16 أكتوبر 1973، حين أصيب بوكعة صحية، وحل محله الفريق عبدالمنعم خليل، متعة الله بموفور الصحة والعافية، واللواء أركان حرب عبدالمنعم واصل، قائد الجيش الثالث فى هذه الحرب، مازال جيلى والأجيال التى تلتنا فى حاجة للتعرف أكثر على قادة الفرق المصرية الذين واجهوا العدو بصدورهم فى تلاحم نادر مع ضباطهم وجنودهم، نحتاج أن نتعرف أكثر على قامات كبيرة بحجم عبدالغفور العرابى، عبدرب النبى حافظ، حسن أبوسعدة، فؤاد عزيز غالى، أحمد بدوى، ويوسف عفيفى، مع حفظنا لألقابهم الكبيرة.

إن إطلاق أسماء بعض هؤلاء العظام على بعض المنشآت الكبيرة ومحاور الطرق، بجانب إنتاج أفلام وثائقية قصيرة عنهم على أهميته الشديدة والجهد المشكور المبذول فيها إلا أنه ليس كافيا لتعريف أجيال المحروسة بهم وببطولاتهم التى ستكون من دون شك ملهما لهم على البذل والتضحية والعطاء؛ ولذلك نتمنى على قواتنا لمسلحة فى عيد انتصارها العظيم أن تنتج عن كل بطل ممن شاركوا فى حرب أكتوبر كتابا يسجل دوره وتضحيته وفداءه للوطن حتى مستوى قائد لواء، ولا يحرم من ذلك قادة الكتائب الذين قدموا أعمالا جليلة وكبيرة يشار إليها بالبنان حتى اليوم.

إن أيام الانتصار فى حياة الأمم هى رصيدها فى بنك التاريخ.. تستدعيها كلما تعرضت للمحن، فتكون خير عون لها على اجتياز الصعاب، وليس فى حياة مصر الحديثة ما هو أهم وألمع من عبور قواتها المسلحة الباسلة لقناة السويس، وتحطيم خط بارليف، وتدمير تلك لأساطير الذى كان يروجها الجيش الصهيونى عن نفسه، فخلدوا رجال هذه الحرب، وربطوا أجيال مصر المتعاقبة بهم.

كل عام ومصر بخير.. كل عام والقوات المسلحة بخير وفى تقدم وعزة ورفعة.

التعليقات