من سفاجا وأرقين.. إلى جغبوب - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من سفاجا وأرقين.. إلى جغبوب

نشر فى : الجمعة 6 يناير 2017 - 10:05 م | آخر تحديث : الجمعة 6 يناير 2017 - 10:05 م
فى العاشرة إلا ربع صباح الخميس الماضى، وقبل عشر دقائق من وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى، دخل الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى إلى مقر الخيمة المعدة للاحتفال بتدشين الأسطول الجنوبى فى سفاجا.

وبعد أداء سلام سلاح للوزير، وقف مخاطبا كبار قادة الجيش والإعلاميين قائلا: «سوف أستغل هذه اللحظات لأقدم جزيل الشكر إلى الفريق بحرى أسامة ربيع قائد القوات البحرية السابق، لأنه صاحب الفضل الأكبر فى إنشاء وحدات اللواء الخاص، وقبل ١١ شهرا كانت هذه الأرض مجرد رمال وفجأة تحولت إلى هذا الانجاز الكبير». القائد العام تحرك إلى مقعد الفريق ربيع وحضنه وكرر شكره له.

وصل رئيس الجمهورية وبدأ الاحتفال الرسمى بتدشين الأسطول الجنوبى الذى يضم لواء ثانى وحدات خاصة، ولواء ثانى مدرعات، ولواء ثانى مرور ساحلى ولواء أول لنشات، وكما قال اللواء أركان بحرى أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية الجديد، فإن هذه القوات شهدت تطويرا شاملا فى جميع النواحى، مضيفا: «صار لدينا قواعد بحرية تفوق مثيلتها فى بعض الدول المتقدمة».

الأسطول الجنوبى يقع فى منطقة أبوثوما، بين مدينتى سفاجا والغردقة، هو قريب من السويس ومن الحدود السودانية أو فى منتصف المسافة بينهما تقريبا، لذلك فموقعه استراتيجى، وكان لافتا للنظر أن مقدم الحفل العقيد ياسر وهبة ــ صاحب الموهبة البارزة فى التحدث باللغة العربية من دون أخطاء ــ قال إنه نظرا للتطورات المتسارعة فى المنطقة فقد كان منطقيا أن تسعى القوات المسلحة إلى بسط ودعم سيطرتها الكاملة على محاور عملياتها البحرية.

جنود وضباط لواء العمليات الخاصة قدموا عروضا مبهرة فوق وتحت الماء من خلال «حمام سباحة قتالى» طوله خمسون مترا وعرضه ٢٥ مترا، سواء فى الرماية من اللنشات أو الاشتباك القتالى تحت الماء.

ومن الجزء العسكرى إلى الجزء المدنى، فقد كان لافتا للنظر قول الرئيس إن بعض الناس يسألون فى أى شىء ننفق الأموال ولماذا ننفقها؟ ورد بقوله إن الدولة تنفق الكثير على تطوير الطرق وإقامة الموانئ، لأنه لا يمكن تعزيز العلاقات التجارية مع الجيران والعالم، إلا عبر شبكة طرق وموانئ مجهزة.

فى هذا اليوم تم افتتاح أعمال التطوير فى ميناء سفاجا البحرى وكذلك ميناء دمياط.

وتحدث اللواء محمد عرفان جمال الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية، مشيرا إلى وجود ١٥ ميناء بحريا وتجاريا، و٢٨ ميناء متخصصا فى البترول والصيد والسياحة، وأن تطوير ميناء سفاجا يخدم التنمية والاستثمار فى الصعيد، وإحلال كامل البنية التحتية للميناء القديم وتطوير محطة الشاحنات وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر، ومضاعفة صالات الركاب لتتسع لـ١.٣ مليون راكب، بما يؤدى لزيادة طاقة التداول بنسبة ٣٠٠٪.

صار معروفا أن الرقابة الإدارية تتابع كل المشروعات ليتم التأكد أن كل شىء مطابق للمواصفات قبل الافتتاح، وليس سرا أنه تم تأجيل افتتاح مشروعات مختلفة، لأنه ثبت فى اللحظة الأخيرة أنها غير مكتملة.

من المشروعات المهمة التى تم افتتاحها أيضا فى هذا اليوم ميناء أرقين البرى على مسافة ١٣٠ ألف متر ويربط ليس فقط بين مصر والسودان، بل بين مصر وأفريقيا ويسهل حركة التجارة والافراد، ويقضى على ظاهرة الدروب الصحراوية الخطرة.

كان لافتا للنظر أيضا أن الرئيس تحدث بصورة عابرة مطالبا بضرورة عرض كل المشروعات ذات الاستثمارات الكبرى عليه قبل تنفيذها، وكذلك انشاء ميناء برى جديد فى جغبوب على الحدود مع ليبيا. بجانب منفذ السلوم، ورد عليه الدكتور جلال مصطفى سعيد وزير النقل بأن الطريق انتهى بالفعل، وأن الوزارة عرضت الأمر عمليا على مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن ٩٠٪ من تجارة مصر تتم عبر البحر.

مرة أخرى جيد جدا أن تكون هناك بنية تحتية كاملة، خصوصا شبكة الطرق والمواصلات والموانئ، لأنه من دون ذلك فلن يكون هناك استثمار محلى أو أجنبى.

تحية إلى كل الذين ساهموا فى هذه المشروعات، وننتظر ترجمة اقتصادية على أرض الواقع، يشعر بها ملايين المصريين.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي