معزوفة الأفيشات - كمال رمزي - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 7:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معزوفة الأفيشات

نشر فى : الأربعاء 6 مايو 2009 - 9:47 ص | آخر تحديث : الأربعاء 6 مايو 2009 - 9:47 ص

 الأفيشات فى متحف السينما الشهير بمدينة تورينو، تشغل 90٪ من أروقته وممراته، تحس أنك تسير فى دروب التاريخ، تتعرف على دول العالم، تدرك الفرق بين المزاج الفرنسى، بنزعته الرومانسية، ممثلا فى ألوان الأفيشات الهادئة، والمزاج الأمريكى مجسما فى ألوانه النارية، والمزاج الألمانى المتجهم بألوانه الداكنة، تتلمس تطور الذوق مع الأفيشات المتوالية لأفلام مثل «ذهب مع الريح» الذى يتغير كل عشرة أعوام، وتتمتع بلمسات بابلو بيكاسو وسلفادور دالى خلال الأفيشات التى رسماها للأفلام.

فى مذكرات جيمس جويس ــ وآخرين ــ إشارة إلى تلك المتعة التى كان يحظى بها طفلا حين يذهب إلى دور العرض كى يطلع على أفيشات الأفلام فقط، تاركا لخياله حرية تصور شخصياتها وأحداثها.

الأفيشات، جزء من ذاكرة الأمة، وجزء من تاريخ السينما، وجزء من وجدان الفرد، لذا يصدر عنها عشرات الكتب فى معظم الدول التى بها سينما، بل تتجه بعض الشركات الكبرى مثل «مترو جولدن ماير» و«بارمونت» إلى إصدار كتب ضخمة، أقرب للمراجع، فى أفضل طباعة، عن أفيشات أفلامها، وبينما أصدرت الجزائر، منذ سنوات، كتابا مهما يتضمن أفيشات الأفلام التى ساهمت فى إنتاجها، لن تجد فى مصر مرجعا شبيها له، اللهم إلا كتاب «أفيش السينما المصرية» الذى أعده وقدم له محمود قاسم، متضمنا «217» أفيشا مما يزيد على الألفى أفيش.

وإذا كانت العادة «السيئة» جرت على افتتاح المهرجان القومى للسينما بالرقص والموسيقى، فإنه فى هذه الدورة فاجأنا مفاجأة جميلة بختام سينمائى مصرى تماما.. وليد عونى، المتمتع بذكاء الخيال، يقف على خشبة المسرح كالمايسترو، يقود فرقة موسيقى وهمية، على أنغامها يدخل أفيش فيلم من اليسار، ثم ثان من اليمين، وثالث من اليسار، ورابع من اليمين، وهكذا.. ثم ينزل أفيش من أعلى وإلى جانبه ثان وثالث، إلى أن يمتلئ المسرح كله بعشرات الأفيشات.. منظر خلاب من الناحية الجمالية، والأهم أنه يثبت حضور آباء السينما المصرية: صلاح أبوسيف، بركات، يوسف شاهين، توفيق صالح، حسين كمال، عاطف الطيب، وآخرين.. إنه معنى نبيل.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات