شرم الشيخ تنتظر الرئيس الجديد - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شرم الشيخ تنتظر الرئيس الجديد

نشر فى : الإثنين 8 أكتوبر 2012 - 8:05 ص | آخر تحديث : الإثنين 8 أكتوبر 2012 - 8:05 ص

هذا الاستعراض الضخم الذى جرى فى استاد القاهرة (استاد ناصر فى الأصل) لم يكن احتفالا بنصر أكتوبر، بقدر ما كان محاولة لصناعة زعامة شعبية للرئيس محمد مرسى، على الطريقة التقليدية كما كان يفعل جمال عبدالناصر، ويفعل أحمدى نجاد فى إيران وهوجو تشافيز فى فنزويلا.

 

ولو حسبت عدد الكلمات التى وردت على لسان الرئيس عن حرب أكتوبر ستجدها أقل كثيرا من كلماته عن المائة يوم الأولى فى حكمه، وما حققه من إنجازات خلالها.

 

وعلى العكس مما جرى بعد الخطاب الجماهيرى الأول للدكتور مرسى فى ميدان التحرير بعد إعلان فوزه، جاءت ردود الأفعال على خطابه أمس الأول فى استاد القاهرة، على الرغم من مظهره فى الخطابين كان واحدا، حيث ارتدى ملابس بسيطة بلا رابطة عنق كنوع من محاولة التبسط للاقتراب أكثر من الناس.

 

فى خطاب ميدان التحرير صعد الدكتور مرسى بشعبيته كثيرا، حيث كان الأداء مقنعا للجماهير على الرغم من الإشارة السلبية للحقبة الناصرية التى لا تزال تعيش فى وجدان الكثيرين بقوله «وما أدراك ما الستينيات».

 

وفى المقابل هبط الرئيس بالأداء فى استاد القاهرة، وربما بالشعبية أيضا، لأن المراقب المحايد لا يستطيع أن يغفل أن حرب أكتوبر بدت مجرد هامش لموضوع أساسى هو الحديث عن إنجازات مرسى وشخصه.

 

ولعل كثيرين لاحظوا فى أثناء الخطاب وقبله أن الدكتور مرسى وهو يتناول بالإشادة والتكريم أبطال العسكرية المصرية العظام لم يأت على ذكر الراحل العظيم الفريق أول محمد فوزى، الذى أعاد ترميم العسكرية التى انهارت فى نكسة يونيو ١٩٦٧، كما أنه لم يذكر الشهيد البطل عبدالمنعم رياض، وآخرين غيرهما من رجال مصر الذين يفخر بهم التاريخ.

 

أما عن المكان فقد كان اختيارا غريبا أن يكون استاد القاهرة هو مسرح العرض الكبير، إذ بدا أن المقصود أن يكون الحشد الجماهيرى غير مسبوق، وبالطبع ليس هناك من ينافس جماعة الإخوان فى هذه المهارة، فاصطبغت المناسبة بلون حزبى أكثر من كونها مناسبة وطنية وقومية كما هو مفترض.

 

ولو أن الدكتور مرسى اختار شرم الشيخ مثلا لهذا الكرنفال الجماهيرى الكبير لكان ذلك أفضل له ولمصر، حيث لا تزال هذه المدينة الساحرة تعانى بعد الضربة الموجعة التى تلقتها السياحة فى العامين الأخيرين، حيث تراجعت عائدات السياحة إلى نحو سبعة مليارات دولار فى عامى ٢.١١ و٢.١٢ بعد أن وصلت إلى ١٤ مليارا فى ٢٠١٠.

 

وإقامة مهرجان بهذا الحجم فى المدينة من شأنه أن يبعث برسائل إيجابية للداخل والخارج، وينفض عن هذه المدينة المبهرة غبار ارتباطها باسم الرئيس المخلوع وتلك الإجراءات الأمنية المخيفة التى جعلت زيارة غالبية المصريين لها محظورة.

 

وتلك قصة أخرى نستكملها فيما بعد.

وائل قنديل كاتب صحفي