معا نخط الحب - نهلة عبدالله إمام - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:12 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معا نخط الحب

نشر فى : الأحد 9 فبراير 2020 - 9:10 م | آخر تحديث : الأحد 9 فبراير 2020 - 9:10 م

«الخط العربى» ھو محطتنا التالیة للعمل العربى المشترك، ویسیر القطار مسرعا لتصل رسالتنا الھامة؛ أننا أمة عظمى ثقافیا.. اختارت الدول العربیة أن تعبر عن نفسھا من خلال تسجیل ملف عربى مشترك على قوائم الیونسكو عن فنون الخط العربى، والحق أقول إننى حتى وصلنى تكلیف وزیرة الثقافة الدكتورة إیناس عبدالدایم الواعیة بالدور الذى تقوم به مصر إقلیمیا ودولیا، حتى ھذه اللحظة كان موقفى من الخط العربى موقف الباحث الأنثروبولوجى المحاید، الذى ما كنته أبدا ولا رضیت به إذ عودت نفسى منذ اختیارى لھذا العلم تخصصا على عادة لم تفارقنى ألا وھى «الحب»، حب الموضوع الذى أختاره أول خطوة فى الطریق، وإلا فأنا لست مضطرة، وبتكلیفى بأن أكون الخبیر الممثل لمصر فى الملف العربى الثانى بعد أن كان نجاح الملف الأول وھو «النخلة وما يرتبط بھا من تراث فى دولنا العربیة»، كان القرار ھو النزول إلى المیدان لیكون المختبر والحكم الأول. ذھبت ولم أعد، أى طاقة إیجابیة یمتلكھا ھؤلاء الأفراد بمختلف مشاربھم؟ وعرفت من أول زیارة میدانیة أننى سأقع فى الحب.. وقررت أن أدخل البیوت من أبوابھا فتواصلت مع خبیر الخط العربى محمد بغدادى الذى فاجئنى بأن الشرط الأول لإتقان الخط العربى عندما سألته عن الشروط فإذا به یقول «الحب»، أولى الخطوات أن یحب الخطاط الخط العربى وطفق یحكى حكایات عن أناس قابلھم كانوا أبعد ما یكونوا عن أن یصبحوا خطاطین ولكنھم أحبوا الخط فبرعوا فیه، وأھدانى ھدیة قیمة ھى أن قدمنى إلى شیخ الخطاطین «خضیر البورسعیدى» ذلك الرجل الذى یلزمك أن تقضى فى محاورته وقتا طویلا لیفتح لك مغالیق نفسه ویقترب وتعرف فیه صوفیة محبة الخط العربى كیف یأتیه الإلھام بالعبارة التى یكتبھا وكیف یعبر بلوحات من الخط العربى عن معانٍ تحتاج إلى كثیر من الشرح بعبارة من كلمتین یختار نوع خطھا وإیقاعھا بإبھار: تركیب من الصوفیة والإتقان والالتزام، الوحید فى مصر الذى یعطى إجازات فى الخط العربى ویتعامل معه تلامیذه الذین أجازھم معاملة المرید لشیخ الطریقة.
وبدأ طریق الحب وانفتحت أبوابه، لأشارك فریقا من باحثین مدربین تدریبا رفیعا على ھذا العمل یعمل بأرشیف الحیاة والمأثورات الشعبیة المصریة الذین قرروا المشاركة وأن یتخذوا مواقعھم فى الصفوف الأولى بلا كلل، ولمصر فى كل میدان جیش وأنتم جیش التراث المقاتل وتحت السلاح متى شاءت بلادكم وبلا صخب.. ھنقدر یا شباب؟ نعم.. فكان الزحف.
وصلت إلى الریاض أمثل مصر فى اجتماع تنسیقى للملف فى الفترة من 2 ــ 6 فبراير الحالى، استضافته الجمعیة السعودیة للتراث التى اختارت لنفسھا شعارا أنیقا «نحن تراثنا»؛ حیث أخذت المملكة العربیة السعودیة على عاتقھا مسئولیة التنسیق للملف بالتعاون مع المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم «الألكسو» لأفاجأ بأن الطاقة الإیجابیة قد سرت فى المكان والناس والوفود وجمعنا محمد بغدادى فى ورشة تعریفیة بفنون الخط العربى وأنواعه وأدواته وأخذ یرد على أسئلتنا العمیقة والساذجة بھدوء المعلم ورصانته، خمسة أیام من العمل الجاد نباھى فیه بما تملكه دولنا من فنون للخط العربى یضیق بھا الملف، ستة عشر دولة عربیة تجلس حول طاولة تعد وتناقش ویطوقھا حماس ومھنیة وجدیة من فریق الجمعیة، شباب ھم بدرجة سفراء لبلادھم على قدر عالٍ من التعلیم والخلق والمھنیة وحب العمل، أوصیكم بالحب منھجا للعمل لم یخذلنى أبدا.

التعليقات