الرئيس - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرئيس

نشر فى : الأربعاء 9 مايو 2012 - 9:05 ص | آخر تحديث : الأربعاء 9 مايو 2012 - 9:05 ص

أشد ساعات الليل ظلاما، هى التى تسبق الفجر، وأحسب أن شيئا من الضياء يسطع بثقة، على أرض الوطن، برغم أكوام العتمة القابعة فى الأركان، والتى قد تجعلنا لا ننتبه، بما فيه الكفاية، إلى ذلك الإنجاز الكبير، المتلألئ بالآمال، الذى تعبر عنه أكثر من قناة، حين تقدم، بدأب ومهارة، لقاءات بالغة الجدية، مع رؤساء مصر المحتملين، فى هذا التوجه، يتميز برنامج «مصر تنتخب الرئيس» بمستواه الرفيع، فكرا وفنا. البرنامج يستغرق خمس ساعات، وينقسم إلى قسمين فى «استوديو الحوار»، حيث تجرى مناقشات، فى العمق، مع كل مرشح، تتعرض، بالتفصيل، لبرنامجه، وتاريخه، ورؤيته.. ثم «استوديو التحليل»، وفيه يفسر، ويقيم، إخصائيان، ما جاء على لسان المرشح. خمس ساعات.

 

تم سريعا، من دون ملل، والفضل فى هذا يرجع للجهد الواضح الذى بذله فريق الإعداد، فى تجميع المعلومات، واختيار نخبة متخصصة فى شتى المجالات، فضلا على مذيعين على قدر كبير من القدرة على الإصغاء ــ تلك العملة النادرة ــ ويلفت النظر، روح الاحترام التى تسرى فى البرنامج، سواء فى المناقشات، وحتى الاختلافات، مع المرشح، أو تفسير وتحليل وتقييم ما جاء على لسانه.. من الناحية الفنية، اتسمت ديكورات البرنامج بجماليات لا تخطف النظر ولكن مريحة للعين، تبتعد عن البزخ الصارخ، تعتمد على إضاءة، ذات طابع درامى، ترتفع وتنخفض حسب احتياج المواقف، تركز على المتحدث وتكاد تخفى كل ما يمكن أن يشتتت انتباه المتابع، وثمة موسيقى مصاحبة، موائمة، لا تملأ الفواصل والنقلات وحسب، بل تعبر عن المواجهات، بالإضافة إلى صوت تصفيق جمهور كل مرشح، من دون صفير أو هتافات.. جمهور متحضر، كم أتمنى استمرار أسلوبه المحترم، حين ينزل إلى الشارع، ولا يهتف بتلك الكلمات المنذرة بالشؤم، المقبضة للقلب، التى تعلن «بالروح، بالدم.. نفديك يلا فلان».

 

لم يأت «مصر تنتخب الرئيس» كاختراع من أحد، ولكن جاء تعبيرا عن واحدة من تجليات تلك الثورة التى ستغير الكثير من الواقع المصرى، بل غيرت، فعلا، تغييرات جوهرية، فلأول مرة، ربما فيما بعد محمد على الذى جلس على دست الحكم بإرادة شعبية على نحو ما، يختار الشعب المصرى، بحريته، رئيسه القادم، من بين أكثر من دستة مرشحين.. وربما يرى البعض أن أيا منهم لا يستحق، بقوة، أن يغدو رئيسا.. إلا أنى، مع آخرين، أرى فى هذا شعاع الفجر الجديد، فلا أحد بينهم يمكنه أن يبهرنا بكاريزما جمال عبدالناصر، ولا يثقل كاهلنا بإنجازاته الوهمية كبطل للحرب والسلام، على طريقة أنور السادات، ولا يعايرنا بزعمه أنه صاحب الضربة الجوية، وملك الاستقرار، كما الحال بالنسبة لحسنى مبارك.. المرشحون، يوضعون الآن، تحت دائرة الضوء  الذى يلقبه «مصر تنتخب الرئيس»، وأيا كان من سيكتب له أن يصبح حاكما، فإنه، فى ظنى، سيطل مدركا، على نحو ما، أن اختياره، فى جوهره، أقرب للاختبار، عليه أن ينجح فيه، وإلا، فإن درس السادات، بنهايته الفاجعة، وحسنى مبارك، بمصيره التعيس، قد يتكرر مرة أخرى.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات