بطولة.. خارج الشاشة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 مايو 2024 9:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بطولة.. خارج الشاشة

نشر فى : السبت 9 مايو 2015 - 9:30 ص | آخر تحديث : السبت 9 مايو 2015 - 9:30 ص

التمسك بالمثل العليا، الاستعداد للتضحية، الشجاعة، القوة والجلد، النزاهة، مواجهة الخطر بلا تردد، الدفاع عن قضية عادلة.. هذه الخصال، هى بعض سمات البطل، فى الكثير فى الافلام الأجنبية، والمصرية. لكن، ليس بالضرورة أن تكون تلك المواصفات من مكونات النجوم الذين يؤدون أدوار البطولة، فى عالم الأطياف.

الحياة، تعطى النموذجين: جون واين، المهووس بشراسة العسكرية الأمريكية، وسيلفستر ستالونى، المعادى لشعوب ترنو للحرية، فى جانب.. فى المقابل، على النقيض، ثمة من شارك فى مظاهرات عنيفة ضد حرب فيتنام، مثل جين فوندا، التى عارضت أيضا غزو العراق، وفينساردجريف، المناهضة لحرب فيتنام، والتى آزرت بعزيمة، حقوق الشعب الفلسطينى.

فى مصر، جرت العادة على توجيه الاتهام لنجومنا، بابتعادهم عن القضايا العامة، الشعبية والوطنية والقومية، وهو اتهام ظالم، أو على الاقل، مغالى فيه ويشوبه التجنى. دليلى على هذا، ما قام به وفد من فنانينا على رأسهم حنان شوقى وأحمد ماهر بالذهاب إلى العراق تعبيرا عن وقوف الشعب المصرى إلى جانب الشعب العربى هناك، فى حربه ضد الارهاب.

تابعت، مثل غيرى، هذه الزيارة التى تختلف فى وقعها عن زيارات سابقة، قام بها آخرون.. العراق، الذى وقف إلى جانب مصر، فى المحن والخطوب، يعانى الآن من نزيف دم لا يتوقف وحالة من هستيريا الذبح تطول شباب فى عمر الزهور.. العراق، التى كانت فى عزها، قوة جذب هائلة عاش فيها، لسنوات طويلة، أكثر من مليونى مصرى.. دارت الايام دورة، واخرى حدث ما حدث، واصبح اهل العراق فى اشد الاحتياج لمن يشاطرهم الاحزان، ولمن يشاركهم الامل فى غد أجمل، وبالتالى تأتى زيارة الوفد المصرى فى وقتها النموذجى، خاصة انها تضم أحمد ماهر هولاكو ـ على الشاشة الصغيرة صاحب الادوار التاريخية، المتمتع بحنجرة بالغة القوة.. وحنان شوقى اليقظة العواطف الصادقة المفعمة بالمشاعر والانفعالات.

فى العراق خلال شذرات الشرائط التى تسجل جوانب من الزيارة شاهدنا أحمد ماهر المفتون بالاعمال التاريخية يتحدث عن المسرحية البديعة التى كتبها، شعرا صافيا جميلا، عبدالرحمن الشرقاوى بجزءيها «الحسين ثائرا» و«الحسين شهيدا»، معربا عن أمله فى ان تشهد المسرحية النور، ولم يفته التعبير عن ثقته فى قدرة الشعب العراقى على تجاوز متاعبه.

اما حنان شوقى فإنها طالعتنا بلا أحمر شفاه ولا فورمات شعر ومن دون فساتين مدججة بالاكسسوارات اللامعة.. انها هنا ترتدى اوفرول عسكرى واسعا مكونا من قطعتين مع حزام اسود، شعرها مغطى بـ «كاب»، مظهر بسيط، بدا لى آية فى الجمال والجدية، يعبر تماما عن احدى تجليات البنت المصرية حين تختار وتقرر فإنها.

الفنانان المصريان ومن معهما قاموا بزيارة المقبرة الجماعية لألفى طالب جامعى، وبينما بدا الذهول واضحا على وجه أحمد ماهر انهمرت دموع حنان شوقى، وفيما يبدو ان منظر خطوط الدم التى تحولت من اللون الاحمر إلى اللون الاسود والجثث الممزقة حفرت حضورها فى ذاكرة حنان شوقى التى اجهشت ببكاء مر. فى برنامج تلفزيونى كأن تلك المشاهد الفاجعة تتراءى امامها..

رحلة الدعم والعزاء ببطولة حنان شوقى واحمد ماهر نيابة عن المصريين الشرفاء تستحق التقدير الرفيع.. اما ضعفاء النفوس الأراذل ذوو القلوب المتعفنة الذين يستنكرون الزيارة النبيلة ويسألون عن الهوية الدينية للقتلى المغدورين، المذبوحين، فإنهم لا يستحقون إلا الزراية.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات