لوسى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لوسى

نشر فى : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 8:00 ص

تماما مثل الزيت والماء: الخيال العلمى والأسلوب البوليسى، لا يمتزجان فى هذا الفيلم يظل كل منهما مستقلا قائما بذاته قد يشوش على الآخر لكن يبقى متواجدا وإذا أضفت شيئا من السياسة فإن الأمر سيبدو كما لو أن المرء ـــ المخرج لوك بوشون ـــ يجرى وراء ثلاثة أرانب دفعة واحدة فيخفق.

يبدأ الفيلم بداية واعدة: قرد وبملامح بشرية يرفع كفيه بماء يغترفه من بحيرة كى يشرب يتطلع حوله فى فضول.. وبكلمات موجزة مثيرة للاهتمام من خارج الصورة يتحدث الراوى عن المشوار الطويل زمنيا الذى قطعه الإنسان منذ كان لا يستخدم سوى خلية واحدة من مخه إلى أن أصبح الآن يستخدم عدة خلايا استطاع بها الوصول إلى المدينة الحديثة. هنا ترصد الكاميرا بحيوية شوارع تنطلق فيها السيارات وبنايات عالية ولافتات شركات ومؤسسات.. ويطرح الفيلم خلال البروفسير نورما ـــ مورجان فريمان ــــ فكرة على قدر كبير من الأهمية: ماذا يحدث لو تمكن الإنسان من استخدام خلايا المخ جميعا، ويتلمس الإجابة عبر محاضرات متوالية شائقة تتوقع السيطرة على مجريات الأمور على نحو غير مسبوق.

تتحول الفكرة على الشاشة إلى شخصيات وأحداث «لوسى» بأداء بارد متعمد من «سكارليت جوهانسن» تتعرض لمادة «سى.بى.اتش 4» التى تنشط الخلايا النائمة فى المخ البشرى وتؤدى إلى تلاشى المشاعر والانفعالات مع زيادة القدرة على التحكم والهيمنة حتى على حركة العالم الخارجى السيارات حركة المرور البشر.. وكى يصل الفيلم ببطلته إلى هذه الحالة يلجأ إلى أحداث مثيرة تختلط فيها الجريمة بالسياسة وندور فى أجواء المطاردات البوليسية وتتهاوى الجثث وتتواجه القوى.

تتجلى السياسة فى تلك العصابة الغامضة الشديدة الوحشية ذات السحن الصفراء تتعرض لحكايات عالم شرير من الجنس الأصفر يقيم مختبرا تحت الأرض يهدف إلى اختراع مادة تبيد البشر جميعا.. وطبعا يقضى عليه جنود أمريكا الشجعان.. كان هذا فى آواخر الخمسينيات، فى أعقاب الحرب الكورية وإندلاع الحرب الباردة.. فيما يبدو أن العداوات القديمة المزمنة لاتزال تفرز كراهيتها الآسنة وإلا ما معنى اختيار اسم «كوبا» للقرد الوغد، المتآمر الميال للعنف فى «فجر كوكب القرود» وأن يؤكد «لوسى» المرة تلو المرة كوريا العصابة الفظيعة.

فى مكان غامض فندق أو مستشفى به ممرات وقاعات وغرف عمليات وزنازين تجرى جراحة فى بطن «لوسى» لوضع «كيس« به مادة تعمل على تنشيط خلايا المخ بهدف تهريب الكيس إلى أوروبا، لماذا؟.. لن نعرف أبدا.

إلى جانب «لوسى» ثمة بعض المخطوفين يتم معهم ما حدث لها.. لكن حين تتعرض للاغتصاب من قبل كورى سئ، تقاوم بشدة تتسرب المادة الغامضة إلى جسمها فتغدو قوية شديدة المراس بالغة الذكاء وذات قدرات خارقة فبنظرة من عينيها تجندل عدة رجال وترفع بعضهم كى يلتصق بالسقف.. أصبحت سوبرمان.

يضيف الفيلم خطا بوليسيا، بحضور ضابط الشرطة الشجاع النابه بأداء نجمنا المصرى «عمرو واكد» وهو أمر جيد وخطوة للأمام برغم أنه لا يجسد شخصية بقدر ما يعبر عن «نمط» مكرر بلا أبعاد خاصة والحق أنه ليس استثناء فى الفيلم ذلك أن كل أبطاله أقرب لعرائس الماريونت مجرد قطع جامدة على لوحة شطرنج وبالتالى لن تلمس إبداعا تمثيليا هنا أو هناك.. جورهان فريمان بروفسير وقور ثابت الانفعالات يبعد عن الدهشة فى موقف واحد حين يلتقى سكارليت جوهانسن ويطلع على حالتها وهذه بدورها تزداد ملامحها تجمدا.. أما الكوريون فإن سحنهم الصفراء موحدة بجفون منتفخة مغضنة وشفاه لا تعرف الإبتسامة.

معارك حامية تندلع بين لوسى وضابط الشرطة ورجاله من ناحية والعصابة من ناحية آخرى: سيارات تتهشم واجهات زجاجية تتحطم عشرات القتلى ينفجر الدم من جثثهم ثم فى النهاية تتحول لوسى إلى خلايا تتسرب إلى جهاز كمبيوتر وتصبح شريحة يمسك بها البروفسير ضاحكا كأنه يسخر منا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات