(عزبة آدم).. مجرد بروفة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 1:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

(عزبة آدم).. مجرد بروفة

نشر فى : الأربعاء 9 ديسمبر 2009 - 11:14 ص | آخر تحديث : الأربعاء 9 ديسمبر 2009 - 11:45 ص

 تماما مثل الطاهى الناشئ، المتعجل، الذى يريد أن يكون مبهرا، فأحضر كل ما استطاع أن يحصل عليه، من خضراوات وفواكه وتوابل، وضعها جميعا فى وعاء، وأشعل تحتها نارا باردة، وسريعا، بلا تردد، دفعها لمستهلكيها، فكانت النتيجة هى الإحساس أن ما قدم لايزال نيئا، غير مستساغ، عناصره تتنافر أكثر مما تتناغم.. هكذا حال «عزبة آدم».

كاتب السيناريو الشاب، محمد سليمان، جمع عددا كبيرا من القضايا، منها، على سبيل المثال لا الحصر: السلطة الفاسدة. المرضى الذين لا يجدون علاجا، تجارة المخدرات، الإدمان، الدعارة، جرائم القتل، الجماعات الإرهابية، توظيف الأموال، الاغتصاب، الحب الطاهر العفيف، وتمتد الوقائع والأحداث إلى ما يقرب من العقدين.

ويشيب شعر البعض بينما البعض الآخر يبقى على حاله، والأهم أن السيناريو، فى بنائه المشتت، لم يستطع السيطرة على خيوطه المتعددة، ولم يتمكن من أن ينظمها فى جديلة واحدة مترابطة، وبالتالى بدا أقرب للاستكشات المتوالية، المتباعدة، المترهلة أحيانا، المبتسرة أحيانا.. ولأن السيناريو هو قاطرة الفيلم، فإن «عزبة آدم» جاء عشوائيا، مشتتا، يعوذه الانضباط.

يبدأ الفيلم بصوت الراوية، مريم، بأداء دنيا سمير غانم، تتحدث عن نشأة «عزبة آدم»، بطريقة تبدو كما لو أنها تحكى عن بداية الحياة على كوكبنا، وتطوف الكاميرا لتستعرض معالم المكان، من السطح، وتقدم بعض الشخصيات، من الخارج، والفيلم فى هذا يبتعد عن «النظرة الكونية» التى أوحت بها الراوية، وفى ذات الوقت لا يتمكن من تجسيد واقع العزبة.

خاصة أنها تضم «خمارة»، على طريقة أفلام الصيادين عند نيازى مصطفى، بالإضافة لبيت الدعارة المنظمة، تديره سيدة قاسية القلب تؤدى دورها «هالة فاخر»، وتطالعنا، فى البيت العاهرة الفاضلة «مريم» التى تزاول المهنة لتوفير ثمن الدواء لوالدها العليل، وتخلص لحبيبها مصطفى «أحمد عزمى»، وتمتنع عن الشرير حامد «فتحى عبدالوهاب»، الذى يضطر لاغتصابها.

ولأنه مدمن مخدرات، ينزلق حامد فى جريمة إثر أخرى، إلى أن يصبح ملك تجارة المخدرات فى العزبة، عقب مقتل التاجر السابق، ويتعاون مع ضابط الشرطة الذى يقوم بدوره «ماجد الكدوانى»، وتتراكم الأحداث بدلا من أن تتوالى: يزج بمصطفى فى السجن، ينضم للجماعات المتطرفة، يخرج، يشارك فى تحطيم الخمارة، يكتشف أن الجماعات تتلقى أموالا من الخارج، يتزوج القوادة التى أصبحت داعية دينية وتعمل فى توظيف الأموال.

ينكشف أمرها أخيرا. من ناحية ثانية يرتقى ضابط الشرطة وينتحر عندما يتم الاستغناء عنه، ويقتل معظم أبطال الفيلم، ولن أسرد المزيد من الأحداث. فقط أشير إلى المستوى المتدنى فى الأداء التمثيلى إجمالا، والذى جاء متعجلا، متمشيا مع أسلوب مخرجه محمود كامل، الذى بدا وكأنه يجرى وراء عشرة أرانب فى وقت واحد، فكانت النتيجة أنه لم يوفق فى الإمساك بأى منها.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات