حرامية الغسيل في الصحافة المصرية - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 3:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حرامية الغسيل في الصحافة المصرية

نشر فى : الثلاثاء 10 نوفمبر 2009 - 11:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 10 نوفمبر 2009 - 11:20 ص

 أن تقفز على مبادرة.. ممكن، وأن تختطف حملة صحفية عمرها أكثر من خمسة أعوام وتنسبها لنفسك جائز.

لكن.. أن تنقل قصيدة جديدة لشاعر معروف من جريدة نشرتها باتفاق حصرى مع الشاعر فهذا عين السطو ومنتهى البجاحة وقمة التزييف وقاع السقوط المهنى والأخلاقى.

الذى حدث ببساطة أن الشاعر فاروق جويدة خص «الشروق» بقصيدة جديدة نوهت عنها قبل نشرها بيوم، ثم نشرتها فى اليوم التالى، وطرحت الطبعة الأولى من الصحف فى السوق ليلة أمس الأول و«الشروق» هى الصحيفة الوحيدة التى تنشر القصيدة كما وعدت قارئها.

وعند منتصف الليل كانت المتألقة منى الشاذلى تستضيف جويدة متحدثا عن قصيدته التى سيجدها القراء فى «الشروق» حصريا غدا، وهو ما نوهت إليه منى الشاذلى أكثر من مرة بأن القصيدة حصريا فى «الشروق».


غير أن كل ذلك لم يكن كافيا لردع شهوة القفز فوق السطوح والخطف لدى الأخ رئيس تحرير «المصرى اليوم» ليمد يده وينقل القصيدة من «الشروق» لينشرها فى الطبعة الثانية من جريدته.

لا هو استأذن «الشروق» صاحبة حق النشر ولا تحدث مع الشاعر صاحب القصيدة، كل ما فعله لكى يغطى على ما فعله أنه زعم أنه ينشر القصيدة نقلا عن العاشرة مساء.

الطريف فى الأمر أن جويدة لم يبدأ فى إلقاء قصيدته على الهواء مباشرة مع منى الشاذلى إلا قبيل الواحدة صباحا بقليل، بينما يعلم المشتغلون بمهنة الصحافة أن الماكينات تدور لإخراج الطبعة الثانية من الجرائد قبل منتصف الليل بكثير.

قديما كان العرب يدللون السرقة الأدبية بعبارات منمقة من قبيل «وقوع الحافر على الحافر» مع ملاحظة أنه لم يكن هناك فى ذلك الوقت ما يعرف بحقوق الملكية الفكرية ولا حقوق النشر، بل كانت المسألة محكومة بأخلاقيات البداوة الفطرية، واعتبارات الشرف والتعفف عن سلوكيات الخطف والقرصنة.

والمفارقة أننا فى عصر التشريعات العديدة لحماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية، والحديث المتواصل عن اتفاقيات «الحمائية» يفضل البعض من ذوى الحوافر المتعددة أن يتصرف على طريقة لصوص الغسيل من الشرفات ومن فوق السطوح، ولا يتورع عن الوقوف على قارعة الطريق مرتديا ما امتدت إليه يداه متفاخرا بأناقته المسروقة.. مع خالص الاعتذار لأصغر حرامى غسيل فى أضيق حارة فى بر مصر.

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي