تليفونات الرئيس - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تليفونات الرئيس

نشر فى : الأحد 11 يوليه 2010 - 11:45 ص | آخر تحديث : الأحد 11 يوليه 2010 - 11:45 ص

 فى عام 2005 احتفل قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى بأول دورة تدريبية مشتركة مع مدربين من «بى بى سى». وقبل أن تكتمل فرحة الشباب بما تعلموه، انتحى بهم المسئول جانبا، وسألهم: أعجبتكم الدورة؟
ردوا بصوت واحد: جدا.

قال بابتسامة عريضة: خلاص، إنسوا كل اللى تعلمتوه، واشتغلوا زى ما كنتم بالظبط.
منذ ظهور قناة الجزيرة عام 1996، ومصر تمضغ خيبة الريادة المسلوبة، لكنها لا تبلعها أبدا. تعودنا على انتفاضة ماسبيرو كل عدة أعوام، بحديث فاتر عن «قناة إخبارية مصرية تنافس الجزيرة والعربية». اليوم يضيف ماسبيرو للقائمة «قناة الوليد بن طلال المزمع إطلاقها قريبا».

قناة النيل الإخبارية الدولية، اسم طويل وجديد للفشل المقبل من التليفزيون المصرى، والمسئول الذى دعا الزملاء إلى نسيان قواعد بى بى سى، والعودة إلى قواعدهم كان أكثر واقعية وذكاء من المسئول الحالى الذى يتحدث عن المنافسة. الرجل كان يعرف أن قواعد غرفة الأخبار لا تنطبق على قيادات مصر، من الكبير إلى أصغر صغير. وأن محادثة تليفونية أجراها الزعيم مع رئيس حكومة طاجكستان أهم من زلزال هاييتى.

ربما تغيرت الأوضاع الآن، لكن الجزيرة نجحت فى البداية، بشهادة زملاء من المؤسسين، لأن حكومة قطر لم تتدخل نهائيا فى عملها، ولأن خبر الأمير اتخذ حجمه الطبيعى بين أخبار العالم. حكى لى زميل عمل بالجزيرة فى عامها الأول أنه كان مسئول النشرة ذات مساء، عندما اتصل به وزير خارجية قطر وسأله عن عدم ظهور الخبر الفلانى بالنشرة، شرح الزميل أسبابه، وشكره الوزير معتذرا عن الإزعاج، «كنت عايز أفهم بس».
هل قناة النيل الإخبارية الدولية مرشحة للعمل مع قيادات مصر وحكومتها وحزبها الحاكم الحاسم بهذا الأسلوب؟
وإذا سمحت القيادة بتأخير خبر الاتصال الهاتفى مع طاجكستان إلى مكانه الطبيعى، هل يملك ماسبيرو العظيم الكفاءة الصحفية التى ينافس بها قنوات تتحدث بلغة الأخبار، من قطر ودبى إلى لندن؟.

التليفزيون عاجز عن إطلاق قناة «التليفزيون العربى» منذ الحديث عنها، لأسباب فنية، مع أن كل دورها هو إعادة بث كنوز التليفزيون فى عصوره الذهبية، قبل أن تلتهمه نفخة الريادة.

يكفى أن القرار الأول لمسئولى الأخبار فى التليفزيون فيما يخص القناة الإخبارية الجديدة، صاحبة الاسم الطويل جدا، هو أن يكون الافتتاح فى 14 أكتوبر المقبل، فهو اليوم الوحيد فى أيام السنة الذى يوافق ذكرى جلوس حسنى مبارك على مقعد رئيس الجمهورية.
وتقول لى نكسبها؟

mmoussa@shorouknews.com

محمد موسى  صحفي مصري