نموذج طارق شوقى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نموذج طارق شوقى

نشر فى : الخميس 11 ديسمبر 2014 - 7:45 ص | آخر تحديث : الخميس 11 ديسمبر 2014 - 7:45 ص

الحياة ليست قاتمة تماما كما يتخيل معظمنا، هناك نقاط ضوء كثيرة، لكن من كثرة الهموم والأزمات يبدو أن عيوننا أدمنت النظر إلى المشاهد السلبية فقط.

أحد هذه النماذج الناجحة هو دكتور طارق جلال شوقى رئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى الذى يعتبر أول المجالس المتخصصة التى أعلن الرئيس عن تشكيلها فى اغسطس الماضى.

شوقى ــ الذى كان والده أستاذا مرموقا فى هندسة القاهرة ــ تخرج فى نفس الكلية عام 1979، ذهب لإكمال تعليمه فى جامعة براون فى رود ايلاند الامريكية، وقضى 13 عاما باحثا وأستاذا للميكانيكا النظرية والتطبيقية فى جامعة إلينوى فى اربانا شامبين وهى إحدى كليات القمة فى مجال الهندسة بالعالم ثم حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه. هو يشغل الآن منصب عميد كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

المجال الذى برع فيه د. طارق هو كيفية توظيف تكنولوجيا المعلومات فى خدمة المجتمع خصوصا فى التعليم، ولذلك لم يكن غريبا ان يتولى منصب مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للعلوم فى الدول العربية منذ يونيو 2008، وقبلها عمل رئيسا لقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مقر منظمة اليونسكو فى باريس، وهو المسئول الاول عن انشاء برنامج اليونسكو حول كفاءة المعلمين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة إلى مسئوليته عن العديد من مشروعات منظمة اليونسكو.

سيقول البعض وأين هى نقطة الضوء، فى ظل ان هناك آلاف المصريين يحملون درجات علمية من جامعات دولية مرموقة؟.

أسعدنى الحظ وجلست مع الدكتور طارق ما يقرب من ثلاث ساعات مساء الأحد الماضى خلال زيارته لمقر «الشروق»، وسألته كيف تم ترشيحه لمنصب رئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى؟.

إجابة الرجل هى التى تمثل بارقة الأمل فى الغد.. شوقى ليس منتميا لحزب وغير منخرط فى أى نشاط سياسى. ذات يوم أثناء وجوده فى الإسكندرية تلقى اتصالا من مؤسسة الرئاسة، ذهب فى اليوم التالى، وتحدث معه مساعدو الرئيس، فى قضايا عامة دون أن يخبروه بشىء، وفى المرة التالية بعدها بأيام عرضوا عليه المنصب.

الرجل عرف لاحقا ان الرئاسة قبل ان تتصل به بحثت فى ملفات 6700 شخص «نعم ستة آلاف وسبعمائة شخص»، وكان المعيار الوحيد هو الكفاءة ومدى القدرة على تنفيذ مهمة وضع قواعد لإصلاح الملف الأصعب فى مصر وهو التعليم والبحث العلمى.

ما حدث مع الدكتور طارق حدث مع بقية أعضاء المجلس وعددهم 11 أستاذا، ويبدو أنه حدث أيضا مع بقية المجالس المتخصصة التى تم الإعلان عن بعضها مؤخرا.

إذا هناك ضوء فى نهاية النفق، طالما ان الاختيارات تتم على أساس الكفاءة فقط.

الدكتور طارق يقول إن أهم ما يميز الرئيس أن لديه الإرادة السياسية كما انه يستمع جيدا، وهو ما كانت تفتقده مصر لفترات طويلة.

يقول الدكتور طارق أيضا ان الرئيس يخصص الكثير من وقته للجلوس معهم ومناقشتهم وسؤالهم فى كل التفاصيل وعندما يقتنع يتخذ القرار فورا.

الدكتور طارق وبحكم دراسته للهندسة فهو عملى جدا ومثال حى على التفكير خارج الصندوق، يؤمن تماما بفكرة الفريق، ويقول انهم عندما يعرضون مشروعات وأفكارا على الرئيس، فإنها تكون باسم المجلس وليس الأشخاص.

الأفكار والمشروعات التى تحدث عنها د. شوقى ممتازة ولو تم تطبيقها فعلا فهى كفيلة بتغيير شكل التعليم وجوهره تماما.

سيقول البعض: وهل الحياة «بمبى» إلى هذه الدرجة؟!.

بالطبع الإجابة ليست كذلك، فالمشاكل معروفة للجميع، وهى ليست فقط فى قلة الإمكانيات وتخلف المناهج ونقص التدريب والتأهيل لكن فى العقليات والذهنيات التى تحارب أى تفكير مبدع وخلاق، لكن لا سبيل أمامنا سوى المحاولة وانتظار النتائج على الارض.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي