ديوان غزالى - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
الخميس 30 مايو 2024 7:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ديوان غزالى

نشر فى : الإثنين 12 أبريل 2010 - 10:05 ص | آخر تحديث : الإثنين 12 أبريل 2010 - 10:05 ص

 صدر ديوان غزالى فى طبعة واحدة عام 1995 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فى 240 صفحة تسجل فى معظمها مرحلة حاسمة من تاريخ مصر، وهى مرحلة محاولة استعادة الثقة واستنهاض الأمة بعد هزيمة يونيو 1967.

ويعد الديوان المطبوع جمعا لشريحة مهمة من تراث شعر المقاومة الشفاهى الذى ردد معظمه أبناء السويس مع فرقة أولاد الأرض التى أسسها غزالى خصيصا لهذا الغرض، إيمانا منه بأن الغناء الوطنى الجماعى واحد من الأسلحة المهمة فى الإعداد للمعركة القادمة، حيث يقول:

إوعى شرف الحرب يفوتك إسرع شارك واحمى بيوتك
مهما كنت لابد تفيد فلاح عامل إنت مفيد
تمسك مدفع تزرع تصنع
تطفى تداوى / تقول فى الحرب / حكاوى غناوى
مهم يكون لك دور ما يفوتك

ولهذا لم يكن غريبا أن يغنى غزالى أغنيات عديدة للعسكرى محاولا رفع روحه المعنوية، مثل قوله:

تسلم إيديك يا واد يا دفعه يا عسكرى
تسلم عينيك يا واد يا دفعه يا عنترى
يابو قلب مصرى ميت فل أصلى
تسلم إيديك يا عسكرى

وعلى الرغم من أن غزالى قد وهب حياته للغناء، فإنه كان يعلم بدقة نوع الغناء الذى يريده، ولهذا كثيرا ما كان ينتقد الأغنيات السائدة لمشاهير المطربين فى ذلك الوقت إذا شعر أنها لا تصب فى بحر المقاومة الهادر، حيث يقول:

لأ مش ح اغنى للقمر.. ولا للشجر
ولا للورد فى غيطانه
وما نيش سواح
ولا ح أقول للهوا طوحنا
طول يا بلدى م فيكى شبر مستباح

ولهذا فقد قام غزالى وفرقته بتجربة رائدة فى الغناء الوطنى البديل، حيث كان يلتقط الأغنيات العاطفية ذات الألحان الذائعة، ثم يعيد تأليف كلمات مقاومة لتتغنى بها فرقته على اللحن نفسه، مثل أغنية «آه يا ليل يا قمر» التى نسج على منوالها قائلا:

اشهد يا ليل يا قدر علينا فى ساعة الخطر
دى مصر أم وحبيبه والسويس أخت القمر
أشجع ولد ابن البلد ومصر أمه المخلصة
شاف العدو داس أرضها لضم الصباح ويا المسا
صمم يرجَّع مجدها وقدم روحه للخطر

ولم يقتصر نقد غزالى على الغناء السائد فقط، بل امتد ليضم الفنون الأخرى أيضا ما دامت تهدف إلى تسلية الشعب وإلهائه بدلا من شحنه وإيقاظ وعيه، حيث يقول:

خلى بالك من زوزو
واحكى حكاية مرمر
واللى يجيب سيرة الخلاص
على بوزه يتجرجر

على أن نقد غزالى لم يتوقف عند حدود السلطة فقط، بل امتد ليشمل شرائح عديدة من الشعب أيضا، فها هو يهاجم الفتيات اللاهيات اللواتى لا يشعرن بالخطر الداهم على الوطن رغم مرارة الهزيمة قائلا:

ماشيه تهز فى وسطها فستانها بَيِّن جسمها
حاطه الهباب فى وشها ودايره لف وشنكلا
آه م البنات وبدعها محنة بلد ما تهمها
ع الموضة ضايع وقتها إمتى يحسوا جاهم بلا

وهو ينتقد أيضا المثقفين الذين يدبجون مقالات بالصحف تهدف إلى تزييف وعى الشعب بدلا من تنويره، حيث يقول:

ملعون يا داء السكوت لما تكون م الخوف
ملعون يا داء الكلام لما تكون ملفوف
وتمص دم الغلابة تسقيه حليب للديابه

وهو لا ينسى أيضا أن يتوجه بالنقد إلى الثائر الذى يرافقه فى الخندق، إذا وجد أن سلوكه قد يحيد به عن طريق النضال القويم، حيث يقول:

الثوره يا ثوار / ما هيش قصص وشعار
ولا خراب على بـــــــار / ولا ثرثرات حُمّه
***
الثوره يا مناضل / ماهيش غضب عاجل
ولا جوزه تتبادل / تثبط الهمه

ولم يكن غزالى الذى ولد فى 10/11/1928، وما زال يحيا بيننا فارسا نبيلا يهتم بأن يمتد به العمر، بل كان وما زال حريصا أشد الحرص على أن يستمر فى المقاومة حتى آخر نفس، حيث يقول:

إذا كان ولابد نموت
لجل بلدنا تدوق الراحه
لجل ما تعرف سكة بلدى
خطوتها المرتاحه
لجل نأكد حق الفقرا
سنين جايبين
قررنا خلاص
قررنا خلاص
قررنا نموت واقفين

والكابتن غزالى مازال يشارك فى الندوات الثقافية والسياسية، ويجلس على المقاهى مع الجماهير لمناقشة هموم الوطن، ويفتح مكتبة منزله المتواضع يوميا لشباب الباحثين الفقراء من أبناء الجامعة، إنه مازال يناضل بجد.. تصدّق؟!

التعليقات