زكي رستم والجلاد - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زكي رستم والجلاد

نشر فى : الخميس 12 نوفمبر 2009 - 10:26 ص | آخر تحديث : الخميس 12 نوفمبر 2009 - 12:48 م

 ماذا تفعل لو استيقظت من نومك فجأة لتجد لصا فى مطبخ منزلك؟
بمقاييس أخلاقية محترمة ستبذل ما فى وسعك للإمساك به وتسليمه للعدالة.
أما إذا كنت من الجبناء عديمى النخوة فسترجو من اللص أن يتفضل فى الصالون وتستأذنه لتصنع له فنجانا من القهوة وتعود لتقول له صاغرا: البيت بما فيه تحت تصرفك.. وتؤثر السلامة.

غير أن هناك نوعا من اللصوص الظرفاء قد يفاجئك مثلا بنوبة غضب مزيفة لأنك ترفض أن تكون مسروقا، وسيعتبر أنك تفتعل معه معركة لأنك تهورت وأمسكت به وحاولت تجريسه ومعاقبته.

وأزعم أن المشهد الأخير ينطبق تماما على واقعة سطو «المصرى اليوم» على قصيدة فاروق جويدة التى كتبها حصريا لـ«الشروق» وأعلن ذلك على الهواء مباشرة فى برنامج «العاشرة مساء» مع منى الشاذلى، والتى نوهت 14 مرة طوال اللقاء إلى أن قصيدة جويدة التى سيتلوها على المشاهدين منشورة حصريا فى «الشروق».

فالذى حدث ببساطة أن رئيس تحرير «المصرى اليوم» اخترع كذبة كبيرة ومضحكة زاعما أنه نقل القصيدة من برنامج منى الشاذلى، وهذه أكذوبة مسيئة للإعلامية المرموقة ولبرنامجها المحترم، لأنه وكما قلنا مرارا، فاروق جويدة قرأ القصيدة عند الواحدة صباحا، والطبعة الثانية من «المصرى اليوم» كانت فى المطابع عند الثانية عشرة ودقائق معدودة منتصف الليل، وخلاصة هذا الادعاء أن السيد رئيس التحرير يعلق الاتهام فى رقبة منى الشاذلى وبرنامجها بتسريب القصيدة له، وهو ما لا يمكن تصديقه لاعتبارات تتعلق باحترامنا لمنى الشاذلى وما تقدمه من أداء إعلامى نظيف وأخلاقى بامتياز.

ولم تكن هذه هى الكذبة الوحيدة فى الرد المرتعش الذى ساقه رئيس تحرير «المصرى اليوم» على اتهامه بالسطو على القصيدة، فإلى جانب استخدامه لاسم الشاعر المعروف عبدالرحمن يوسف فى التغطية على الجريمة، وهو ما كذبه عبدالرحمن بوضوح عبر موقعه الإلكترونى أمس الأول، ها هو السيد المحترم لا يتورع عن ترويج كذبة أخرى مفادها أن القراء لم يتفاعلوا مع القصيدة على الموقع الإلكترونى لـ«الشروق» حيث علق عليها 13 قارئا فقط، وأدعو السادة القراء للدخول على الموقع ليدركوا إلى أى مدى بلغت قدراته على الكذب الصريح وسيكتشفون أن عدد التعليقات على القصيدة حتى عصر أول أمس وصل إلى مائة وثلاثة عشر تعليقا، إلا أن صاحبنا مصاب بحساسية الرقم مائة فأسقطه من الحساب.

وهذه محاولة أخرى مكشوفة للالتفاف على جوهر الموضوع والهروب إلى أمور فرعية والقفز على السؤال الأهم: سطوت على القصيدة أم لا؟

والمدهش حقا أن رئيس التحرير «الفلتة» ارتكب كل هذه التوليفة من الأكاذيب ثم يحاول الآن اصطناع حالة من التطاوس متدثرا بأوهام التفرد والتفوق، ومفترضا فى القراء السذاجة إلى الحد الذى يمكن أن تمر معه جريمة السطو دون أن يلاحظ أحد.

كم كان عبقريا زكى رستم فى تحفة السينما المصرية «رصيف نمرة خمسة» حين قتل ضحيته ثم ارتدى مسوح الزهاد واختبأ بين صفوف المصلين فى المسجد باعتباره رجل الخير والصلاح، رغم أن بعضا من حبات المسبحة كانت هناك بجوار جثة الضحية.

wquandil@shorouknews.com






وائل قنديل كاتب صحفي