عام سعيد - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 5:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام سعيد

نشر فى : السبت 12 ديسمبر 2009 - 10:56 ص | آخر تحديث : السبت 12 ديسمبر 2009 - 10:56 ص

 منذ نصف قرن، وبالتحديد فى العام 1959، عرض على شاشة السينما المصرية مجموعة من الأفلام، ذات الاتجاهات المتنوعة، أصبحت من كلاسيكيات السينما عندنا، لا تخلو منها أى قائمة ترصد أهم الأعمال الروائية.. فيما قبل، وفيما بعد، العام المذكور، اتسمت أفلامنا بالموجات المتوالية، فثمة عدة مواسم يغلب عليها الطابع الاستعراضى الغنائى، وعدة أعوام تتجه فيها الأفلام نحو الكوميديا، وأحيانا يسير الإنتاج فى اتجاه الرومانسية، وأحيانا أخرى تنسج الأفلام على المنوال البوليسى، لكن كل هذه الأنواع، وغيرها، وجدت نماذجها الرفيعة، فى هذا العام الاستثنائى، فى تاريخ السينما المصرية، وكمجرد أسئلة، يمكنك أن تتذكر:

«إحنا التلامذة» لعاطف سالم، الفيلم الواقعى، الاجتماعى، المعتمد على حادثة حقيقية لثلاثة شبان، من مختلف البيئات، يقترفون جريمة قتل. جاء العمل قويا، راسخا، من الناحية الفنية، عميقا، ناضجا من الناحية الفكرية. أما عزالدين ذوالفقار، المخرج الكبير الذى اختطفته يد المنون مبكرا «44» عاما، فإنه يقدم فيلمين متميزين، يختلفان عن بعضهما تماما، ولكن كلا منهما يعتبر فريدا فى بابه: «بين الأطلال»، الرومانسى الحزين، الملىء بعواطف جياشة، و«الرجل الثانى» الذى يعد نموذجا للفيلم البوليسى المكتمل، الذى تتوفر فيه عناصر التوتر والتشويق والمطاردة والمفاجأة والإنقاذ فى اللحظة الأخيرة. وعلى النقيض من «بين الأطلال»، ببطلته الروحانية، يقدم محمود ذوالفقار «نساء محرمات»، ببطلته الغرائزية التى لا تعترف بالنواهى والممنوعات.

إنه فيلم يندرج فى المذهب الطبيعى.. وفى تجربة بالغة الجرأة، يحقق صلاح أبوسيف «بين السماء والأرض»، كوميديا جديدة، مبتكرة، على شاشة السينما المصرية، مجموعة بشرية يعلق بها مصعد إحدى العمارات، فما هى ردود أفعالهم، ومن هم أصلا؟، هذا ما يجيب عنه «بين السماء والأرض»، وبفيلم «دعاء الكروان» لهند بركات، تلك الدرة الثمينة، يغدو العام 1959 مميزا بحق.

هذه الأفلام، وغيرها، وإن جاء عرضها عام 1959، فإن العمل فيها، بالضرورة، كان خلال العام السابق أو الأسبق، أى فى تلك الفترة القصيرة التى أعقبت حرب السويس، وانتعشت بأحلام كبيرة، وشهدت نهوضا ثقافيا عاما، سواء فى الكتابات النقدية أو السياسية أو الإبداعية، فى الرواية والمسرح، فضلا عن المناخ الديمقراطى، قصير العمر، الذى أدى إلى ذلك التنوع فى أفلام ذلك العام السعيد.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات