متى يراجع الإخوان أنفسهم؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 8:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى يراجع الإخوان أنفسهم؟

نشر فى : الأحد 13 نوفمبر 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : الأحد 13 نوفمبر 2016 - 9:35 م
عندما تخرج شخصيات ووسائل إعلام إخوانية لتقول إن يوم الجمعة 11/11 شهد حشودا جماهيرية، وإن هذه «الحشود كسرت جدار الصمت، وحاصرت السلطة».. فالمؤكد أنهم يتحدثون عن مصر أخرى غير التى نعرفها.
لا أريد أن أدخل فى مناكفة مع الجماعة وأنصارها، لأننى أؤمن أنه من دون أن ينصلح حال هذه الجماعة، فسوف يدفع كل المصريين ثمنا فادحا.

مبدئيا لست من الذين يعتقدون أن الجماعة انتهت تماما، كما يعتقد أو يتمنى أنصار الحكومة وبعض الأجهزة الأمنية. تقديرى أن مثل هذا النوع من الجماعات الايديولوجية لا تختفى بسهولة. هى تعرضت لضربات موجعة منذ 3 يوليو 2013، وشهدت صراعات وانقسامات وملاسنات بين تيارات متعددة داخلها، ودخل الكثير من قادتها السجون على ذمة قضايا مختلفة، لكن المؤكد أن أنصارها ما يزالون موجودين ويدينون لها بالولاء سواء أعجبنا ذلك أم لا.

المشكلة الحقيقية التى فجرتها أو كشفتها أحداث الجمعة الماضية أن الجماعة لا تريد أن تتعامل مع الواقع. لا أقصد أن تقبل شيئا لا تريده، لكن أن تعرف على أى أرض تقف.

أعرف أن بعض أنصار الجماعة خرجوا وتظاهروا فى بعض القرى والمدن وفى الفيوم والجيزة ودمياط والمنيا وبنى سويف وربما أماكن أخرى لا أعرفها.

وأعرف أيضا أن هذه المظاهرات ربما كان هدفها الجوهرى هو التقاط صورة لا أكثر لوضعها على الفضائيات ليلا لإيهام العالم بأن هناك حراكا، والأهم إيهام الأنصار بأن الجماعة ما تزال قوية.

أن تسير مظاهرة من مائة أو مائتين شخص فى شارع جانبى وترفع لافتات رابعة أو صور الرئيس الأسبق محمد مرسى ثم تختفى بعد خمس دقائق أو حتى بعد ساعة، فذلك ليس مقياسا أو دليلا على التواجد والأهم التأثير. جماعة الإخوان كانت قادرة على حشد مظاهرات يومية بعد فض اعتصام رابعة مباشرة فى أغسطس 2013، واستمر ذلك لشهور. ثم حدثت تطورات كثيرة، لا تريد الجماعة ان تتعامل معها وتدرسها وتستخلص العبر.

لكن الذى يحدث اننا نتفاجأ بأن البعض داخل الجماعة ما يزال يتناقش بجدية حول هل يعود محمد مرسى من السجن ويستكمل فترته الرئاسية التى انتهت أم يتم اختيار غيره من الجماعة؟! وأمثلة كثيرة مثل ذلك، تدل جميعها على أن أصحابها دخلوا كهفا مظلما ومغلقا ولا يريدون الخروج منه!!.
لا يصح أن تتردد الجماعة وتنتظر حتى تقرر هل تنزل أم لا فى المظاهرات سواء كانت تراهن على خروج جماهيرى، أو كانت تراهن على انتصار هيلارى كلينتون.

قبل أن تتحدث الجماعة مع الآخرين سواء كانوا حلفاء أم خصوما، عليها أن تحسم الأمر داخلها أولا.

عليها ان تناقش فعليا ما الذى حدث منذ خروجها من الحكم حتى اليوم؟

عليها أن تقرأ ما الذى حدث فى المنطقة والعالم من أول الصراع السنى الشيعى إلى انتخاب الأمريكيين لدونالد ترامب مرورا بانفجار الإرهاب دوليا، والصورة السلبية التى ينظر بها كل العالم لغالبية المسلمين والإسلام!

المشكلة الحقيقية للجماعة صارت الآن داخلها.. كيف تتحدث عن التعددية والديمقراطية والسلمية وهناك تيار داخلها يتبنى العنف والإرهاب علنا؟ أى نسخة سنصدق، وأى تأثيرات لهذا الأمر على الأجيال الشابة داخل الجماعة، وكيف وصلت الجماعة إلى هذا المنحدر.. هل الأمر بسبب ضغط أجهزة الأمن عليها، أم هناك مشكلة فى الأفكار والبرامج والمناهج التى يتربى عليها الاعضاء منذ كونهم اشبالا وحتى يصيروا شيوخا؟!.

من دون مراجعة حقيقية لكل ما يتعلق بالجماعة ومن دون حسم وإجابة على كل الأسئلة الكبرى، فسوف تظل المشكلة داخل الجماعة وليس خارجها، وإذا استمر هذا الأمر فسوف ندفع جميعا الثمن.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي