علينا ألا نقلل من قوة الإرهاب - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأحد 10 أغسطس 2025 11:23 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

علينا ألا نقلل من قوة الإرهاب

نشر فى : الأربعاء 14 يناير 2015 - 8:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 يناير 2015 - 8:10 ص

لا يقلل إطلاقا من هيبة الدولة وحكومتها وأجهزتها الاعتراف بأننا نواجه عدوا إرهابيا خطيرا وله إمكانيات عديدة.

العكس هو الصحيح تماما، أن نقلل من شأن هذا العدو ونتعامل معه باستخفاف ثم نتفاجأ كل يوم بعمليات وهجمات إرهابية خطيرة.

أجهزة الأمن سواء كانت القوات المسلحة أو الشرطة تؤدى دورا وطنيا كبيرا فى مواجهة الإرهاب وقدمت أرواح المئات من أفرادها ثمنا لاستقرار الوطن نسبيا حتى الآن، وكان الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع محقا حينما قال ــ وهو يتفقد جرحى الشرطة يوم الاثنين الماضى ــ إن هؤلاء أصيبوا لكى نتمكن نحن الشعب من العيش فى أمان.

الذى نحتاجه ونحن نواجه الإرهاب أن نعرف أولا من هو هذا العدو الذى نحاربه، ما هى أعداده وإمكانياته وموارده ومن الذى يساعده بالمال والسلاح الثقيل والإعلام. المعرفة الجيدة للعدو هى أول شروط مواجهته والانتصار عليه.

لا أقصد المعرفة بمعنى نشر هذه المعلومات على الرأى العام بل على الأقل أن تكون متاحة للأجهزة المختصة، التى عليها واجب إطلاع الناس على الخطوط العامة لهذه المعركة حتى يساهموا فيها بجدية ويتحملوا راضين الثمن.

النقطة الثانية أن يتحلى بعض المسئولين بالتواضع وهم يتحدثون عن هذا العدو، لا ينبغى أن نكرر مرة أخرى فلسفة أننا سنصفى الإرهاب خلال أسبوع أو أسبوعين، أو خلال شهر أو شهرين، خصوصا أن هذا العدو يتلقى دعما هائلا يمكنه من تنفيذ عمليات نوعية تحتاج إلى دعم مالى كبير إضافة إلى الدعم الاستخبارى.

ثم إنه ليس لدينا مقياس واضح يقول لنا إن هناك مائة إرهابى لو قبضنا عليهم أو قتلناهم فسوف تنتهى المشكلة.

الإرهاب ليس فقط أعداد مقاتلين، هو فى الأساس أفكار متطرفة تنمو فى بيئة معينة وتتلقى الدعم والتشجيع من بيئة أكبر،وبالتالى فالمواجهة ليست أمنية فقط بأى حال من الأحوال.

وكل المؤشرات تقول إننا نحن وسائر المنطقة العربية والإسلامية سنعانى آثار هذا الإرهاب، ربما لشهور طويلة أو حتى لسنوات.

ومن الشروط الواجب توافرها أيضا للانتصار على الإرهاب أن تتحلى جميع الأجهزة المختصة باليقظة والانتباه والحيطة والحذر.

العدو يملك ميزة أنه متحرك وغير مرئى، فى حين أن أجهزة الأمن لديها أماكن تمركز ثابتة فى معظم الأحيان، وبالتالى يملك الإرهابيون عامل المفاجأة لأجهزة الأمن فى مرات كثيرة.

كما أن أجهزة الأمن تجد نفسها مقيدة فى مرات كثيرة ولا تستطيع مهاجمة البيوت والمقار المدنية التى يختبئ بها الإرهابيون،

وبالتالى فعلى هذه الأجهزة أن تجدد أساليبها دائما وهى تواجه هذا العدو.

فى هذا الصدد صار من الواجب إخضاع كل الأفراد الذين يواجهون الإرهابيين لدورات تدريبية مكثفة تشمل كل شىء، من أول كيفية التعامل فى منطقة مكتظة بالمواطنين وحماية المدنيين، نهاية بكيفية محافظة قوات الأمن على نفسها حتى لا تسقط ضحية للإرهابيين قتلا أو اختطافا لأن ذلك قد يؤثر على الروح المعنوية لعموم الناس.

أتصور أيضا أن الحكومة عليها أن تفكر فى طرق جديدة للتواصل مع أهالى شمال سيناء من خلال لقاءات أو اجتماعات أو دورات أو ندوات أو أى وسيلة أخرى بهدف إقناعهم أكثر بخطورة الإرهاب والإرهابيين، وأنهم هم الذين سيكونون أكثر ضررا وتأثرا بهذه العمليات، بحيث نمنع المزيد من المواطنين العاديين من الانضمام لهؤلاء الإرهابيين.

الموضوع طويل ومعقد ولكن علينا المحاولة دائما حتى تنتهى هذه المأساة التى ندفع جميعا ثمنا فادحا لها فى أسرع وقت ممكن.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي