من المسئول عما يحدث للمرأة؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 10:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من المسئول عما يحدث للمرأة؟

نشر فى : الأحد 14 مايو 2017 - 10:50 م | آخر تحديث : الأحد 14 مايو 2017 - 10:50 م
عندما تكافح السعوديات لنيل حقوقهن المسلوبة، فإنهن لا يقاتلن على جبهة واحدة، إذ إن هناك السلطة الدينية وسلطة المجتمع وتتداخل بينهما سلطة العائلة.
فى 2001 كانت زوجتى محاضرة فى جامعة الملك سعود، وهى حامل فى شهورها الأخيرة، وعندما حاولت الخروج دفعها الحارس الغليظ فسقطت، والسبب هو حرصه البالغ ألا ينفتح الباب قليلا خوفا من أن تخرج الطالبات قبل الساعة الـ12 ظهرا، مع العلم أنها أبلغته بأنها محاضرة. عندما اتصلت بى زوجتى لاحقا كدت أن أصاب بانهيار عصبى خوفا وقلقا عليها، وفى الوقت نفسه استهجانا لما عمله هذا الجاهل.
من الصعب أن أحمّل الحارس المسئولية، فهو يعتقد أنه فى مهمة مقدسة وليس لدى ذرة شك فى أنه ذهب ذلك اليوم إلى عائلته مزهوا يتباهى بفعلته المشينة. الخلل هو ممن أدخل فى فكره ودماغه أن هذا هو الخطأ وهذا هو الصواب. مثل هذا يظن أن المرأة سيان، سواء إن تعلمت أم عملت فيجب أن تقمع وتؤدب.
أتذكر أن زوجتى صعدت الموضوع إلى إدارة الجامعة وسط تعاطف كبير من زميلاتها وزملائها فى قسم التربية الخاصة وكلية التربية واستيائهم البالغ، لكن الإدارة آنذاك كانت «أذنا من طين وأذنا من عجين» للأسف الشديد، إذ اكتفوا بمنعه فترة بسيطة ثم عاد مرة أخرى وبراءة الحمل الوديع فى عينيه، وكانت مرارة فى النفس انتهت وبقت جذورها.
تحس بالفجيعة أحيانا وأنت تستمع لمعاناة كثير من النساء السعوديات اللاتى يفقدن أشياء كثيرة ويفوتهن فرص أكثر لأسباب أقل من هزيلة. ومن المؤكد أن تغيير كثير من الأمور التى أصبحت أشبه بالأعراف بل والقوانين لن تتم بسهولة طالما أن أمر ذلك بيد الرجل الذى سيخشى على مكتسباته التى نالها من دون وجه حق.
وعلى الرغم من أن هناك إجماعا أو شبه إجماع على أن تغيير أمور كثيرة للمرأة لا يحتاج إلى أكثر من قرار سياسى، فإن هذا لن يتأتى فى وقتنا الحاضر، إذ إنه من الضرورى أن يمر القرار عبر خطوات ولجان عدة ليصل فى نهايته للتوقيع النهائى، وبالتالى سنصطدم قبلها بعقبة الرجل الذى دائما ما يكون مسيطرا على هذه اللجان.
مجلس الشورى أحد الجهات المهمة التى تطبخ بها قرارات الدولة، غير أن ما يحدث فى نقاشات أعضائه من الجنسين يصيبك بالإحباط أحيانا، وحقيقة مثيرا للتناقض أن تصدر قرارات من أعلى كانت قد تعثرت فى مجلس الشورى، وطبعا ليس من الإنصاف أن نعتب على عضواته وأعضائه بينما بعضهن أو بعضهم يقاتل فى سبيل تمرير قرارات يهدف منها المصلحة العامة وتم رفضها من آخرين.
هذا يعيدنا لنقاط مهمة هى أن مجلس الشورى أحرى به أن يكون منتخبا، ولكن قبل هذا لا بد وأن يتم حسم الجدل فى أمور ليست محرمة دينيا، وفى الوقت نفسه يتم القفزعليها أو المداورة عند طرحها، والأمثلة كثيرة منها تكافؤ النسب وقيادة المرأة للسيارة والزواج من خارج السعودية والولاية وحق المرأة فى قبول الزواج وفى طلب الطلاق أو الخلع وفى حضانة الأطفال وفى النفقة أو السفر أو التعليم أو العمل أو رياضة المرأة أو التحرش أو الطائفية أو العنف الأسرى، أو أى أمور أو حالات تخصها وحدها أو مشاركة مع الرجل.
الحياة – لندن
أحمد الحناكى
التعليقات