عن بشار الأسد.. عن كل بشار الأسد - أحمد سمير - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن بشار الأسد.. عن كل بشار الأسد

نشر فى : السبت 14 يونيو 2014 - 4:10 م | آخر تحديث : السبت 14 يونيو 2014 - 4:10 م

(1)

ثلاثة ملايين لاجئ هربوا إلى خارج سوريا.. عدد أكبر تركوا مدنهم وانتقلوا لمدن سورية أخرى.. 162 ألف شخص قُتل خلال ثلاث سنوات.

هذا لا يهم.. المهم أن وكالة الأنباء السورية الرسمية أعلنت أن الرئيس بشار الأسد أكد أن التعبير عن الفرح والحماس بفوزه في انتخابات الرئاسة لا يبرر إطلاق النار في الهواء الذي يعرض حياة المواطنين للخطر.

فيه الخير والله ..

(2)

الرئيس الذي انقسمت بلده في عهده إلى أربع مناطق، واحدة تخضع له، والثانية للدولة الاسلامية بالعراق والشام "داعش"، والثالثة للأكراد، والرابعة لفصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية المعارضة، اختار كلمة "سوا" شعارا لحملته الانتخابية.. اختيار لطيف.

مفتي سوريا أكد أنه انتخب الأسد تنفيذا لوصية الرسول محمد، بينما التصويت في الانتخابات السورية مد خمس ساعات لـ"السماح للمزيد من الناس بالمشاركة بسبب الإقبال الكبير".. فدوما هناك إقبال كثيف يتطلب مد التصويت.. معروفة.

بشار حصل على 88% فقط فى الانتخابات.. يبدو أن شعبيته منخفضة، ففى مصر حصل السيسي على 96%.. فى حين الأصوات الباطلة تفوقت على أحد منافسي الأسد.. فالواضح أن هذا الأمر تقليد ثابت فى الديمقراطيات العريقة بمصر وسوريا.

نسبة المشاركة في التصويت بالانتخابات بلغت 73.42%، وهى نسبة تتخطى الانتخابات المصرية التى لم تتجاوز الـ48%، وهو ما يطرح سؤالا حول كيف لم نصل إلى نسبة المشاركة العالية الموجودة في سوريا.

الأمر يحتاج لوقفة.. هل نحن أقل وطنية منهم؟ هل يحب السوريون جيشهم أكثر مما نحب؟ هل بيننا خونة؟

المحاسبة واجبة.. يجب أن لا يستمر هذا الخزلان الشعبي.

لكن لا تقلقوا.. نحن نقترب من سوريا.

(3)

"احذر يا من تفترى الكذب على المجاهدين..

«وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ»

هكذا كتب الجرافيتى في مناطق سيطرة الدولة الاسلامية بالعراق والشام "داعش".

التعامل مع المعارضة فى الدولة الإسلامية بالعراق والشام بسيط وواضح.. هم قرروا أنهم مجاهدون.. وقرروا أن معارضتك لهم افتراء.. وقرروا أنك ستحاسب عليها يوم القيامة.

تعذيب.. إعدامات.. قهر على يد "داعش".. و"الدولة الإسلامية" تؤكد أن الحرب فى جوهرها حرب على الإسلام.. لذلك فالمعركة الأساسية ضد من تسميهم العلمانيين المرتدين، لا فارق فى ذلك بين بشار والمعارضة، كلهم حرب على الإسلام.

لا أحد في التيارات الإسلامية السورية يريد الاعتراف بأن مد خط "نريد مواجهة حرب النظام وأنصاره على الإسلام" يوصل إلى داعش في النهاية بالضرورة.. تماما كما أن خطاب "إنها حرب على الإسلام والدين" في مصر بالضرورة يوصل في نهايته إلى "أنصار بيت المقدس".. إذا كانت المعركة ليست من أجل حرية الناس ولكن من أجل مواجهة الحرب على الدين فلماذا لا نقتلهم جميعا دفاعا عن الإسلام؟

شعبية الثورة وفكرة التغيير نفسها تراجعت بشدة، لكن بقية فصائل التيار الإسلامي "المعتدله" تصر على تبنى خطاب أن الدولة الإسلامية مجرد صنيعة لبشار لا أكثر ولا أقل.. فالتيار الإسلامى رائع وليس هناك إسلامى يرتكب جريمة.. فكيف يرتكب جند الله جرائم؟ بالضرورة هى أخطاء غير مقصودة أو أنهم ليسوا إسلاميين من الأساس، وإنما يحركهم بشار أو إيران أو أمريكا.. هذا حل سهل.

تفكير جيد أخى في الله.. سينتهى غالبا بأن تخترق رصاص الدولة الإسلامية في العراق والشام رأسك.

(4)

ربنا يولى من يقتل.

ربما ينتصر بشار الآن.. فعمليا هو يحقق نجاحات عسكرية وسياسية بالفعل، لكن الأكيد أنه لن يبقى، فالنظام صمد 3 أعوام لينهار فيما بعد.

كعادة كل الديكتاتوريات العربية منذ نصف قرن يقتات بشار على جرائم الإسلاميين والذعر الشعبي من تطرفهم.

انتصار بشار يعنى انتخابات شكلية دورية.. قمع أمنى.. ثم تدهور اقتصادى بسبب الفساد والانفراد بالحكم.. بعد أشهر أو سنوات يضيق الناس بالفشل.. تنطلق مظاهرات يطلق عليها رصاص فتتحول إلى اضطرابات واسعة.

بشار وكل بشار لن يحكموا للأبد.. الموضوع محسوم.. الضرس أصابه السوس، والألم يمتد حتى الخلع، كلما طال بقاؤه يمتد الألم لا أكثر ولا أقل.

الانتخابات التى تنتهى بفوز القائد المسلح ليست انتخابات.. الانتخابات التى يعلن عنها بالزى العسكري ليست انتخابات.. الانتخابات معروفة النتيجة مسبقا ليست انتخابات.

في سوريا يقاتلون للدفاع عن ابن وزير دفاع سوريا وقت النكسة.. وفي الجزائر يقاتلون للحفاظ على رئيس على كرسي متحرك.. وفى مصر يستبسلون في الدفاع عن رئيس لم يقدم برنامجا لإصلاح أى شيء أساسا.

التاريخ لا يمل حتى تملوا.. هذا طريق لا يؤدى إلى شيء.. هؤلاء لن يبنوا وطنا لأنهم ببساطة لم يسبق لهم أن بنوا وطنا.

روابط تم الاشارة اليها:

جرافيتي «داعش» في سوريا

مفتي سوريا: انتخبت الأسد تنفيذاً لوصية الرسول محمد

أغنية سميح شقير عن بشار

التعليقات