«حماتى بتحبنى» - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حماتى بتحبنى»

نشر فى : الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 - 7:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 - 8:00 ص

عدت إلى بيتى، ثانى أيام العيد، محبطا وسعيدا.. سبب الإحباط أننى لم أستطع دخول السينما، وسبب السعادة يرجع للزحام الشديد أمام شباك التذاكر، تم وضع لافتة «كامل العدد».

هذا يعنى أن صناعة السينما لا تزال بخير، وقد بدأت تنهض بعد تعثر، طوال ثلاثة أعوام.. مبدئيا، ومؤقتا، لا يهم مستوى الأفلام.. الأهم، أن تتواجد، وهى بالمناسبة فيما يشبه الانفجار، ثمانية أفلام، تتنوع فى توجهاتها، ومستوياتها، ومنها «حماتى بتحبنى» الذى ينتمى إلى مدرسة «الفودفيل»، ذات الطابع الكوميدى، القائم على انقلاب المواقف، الروح الساخرة، الصراعات المعتمدة على الحيلة، التى لا يسيل فيها دم، المطاردات والتخفى والمواجهات، تدور غالبا فى الأماكن المغلقة، وبرغم سمعتها السيئة، سواء فى الغرب أو فى مصر، وسواء فوق خشبة المسرح أو على شاشة السينما، فإن بعض أفلامنا، خاصة التى حققها فطين عبدالوهاب، تكتسب قيمة لافتة، بفضل حيوية أسلوبه، وإدارته المتميزة، الموفقة، لممثليه.

«الحماة»، من الأنماط المتكررة فى «الفودفيل» المصرى. ما أن تذكر الكلمة حتى تتراءى لنا، نجمتنا الأثيرة، مارى منيب، المستنفرة دائما، الغاضبة، الواقفة بالمرصاد، ضد زوج ابنتها، أو زوجة ابنها، وبرغم قلبها الطيب، لا تتوقف عن حبك المؤامرات ضد زوجات وأزواج الأبناء. أربكت حياة كمال الشناوى، يوسف فخر الدين، إسماعيل ياسين، ليلى فوزى، صباح، لبنى عبدالعزيز، وأخريات وآخرين.

فى «حماتى بتحبنى»، خلال الشاشة الصغيرة، يقدم الفيلم تحية لأشهر وألطف حماة، حيث يهددها فؤاد المهندس، بالسكين، متظاهرا بالجنون.. المفارقة أن المرء يتمنى استكمال هذه اللقطة ــ التحية ــ بدلا من متابعة الفيلم، ذلك أن الأخير، يفتقر القدرة على الجذب، فالسيناريو الذى كتبه نادر صلاح الدين، ينهض على شخصيتين، إلى جانب سنيدة أقرب للكومبارس الناطق.. الشخصيتان هما: دكتور شريف «حمادة هلال»، جراح التجميل، زير النساء، المتلهف على كعوبهن، الذى لا يستطيع إيقاف امتنانه بهن. يلجأ إلى الطبيبة النفسانية التى تؤدى دورها «ميرفت أمين»، باسم الدكتورة رأفت! وتشاء المصادفات أن يخفق قلبه ويقتنع عقله بفتاة محترمة، سمارة، بأداء «إيمان العاصى»، وهى بالصدفة، ابنة الدكتورة رأفت، الأمر الذى يجعلها تندفع لإفشال الزواج، بالتآمر، وإثارة المتاعب، على طريقة مارى منيب، من دون خفة دمها، وظرفها.

الوقائع تدور إما داخل فيللا الدكتور، حيث انتقل العريس ليعيش مع عروسه، أو فى عيادة الحماة «رأفت». أى بعيدا عن دفء الحياة، ببشرها، وشوارها، وهذه إحدى السمات السلبية لـ«الفودفيل»، بالإضافة لعدم الاكتراث بالشخصيات الثانوية.

هنا، يظهر سمير غانم، فى دور والد البطل، يتخبط فى مراهقة متأخرة، والواضح أن المخرج، أكرم فريد، ترك له حرية الارتجال، فأخذ يأتى بأكلاشيهاته المعهودة، والأسوأ، ذلك الطفل البدين، شقيق العروس، الأكول النهم، الذى قدمه الفيلم فى صورة لا تليق بالطفولة، وجعله مادة للسخرية، يرتدى ملابس حمراء، ويعلق سمير غانم: أول مرة أشوف بطيخة حمرا من بره.

الطبيب، يؤدى دوره حمادة هلال، ولأنه «مغنى»، لابد أن يغنى، لكن أين ومتى.. قريحة صناع الفيلم قادتهم إلى الثلاثى: ليلة الزفاف، تضع الطبيبة النفسانية أقراصا مخدرة فى كأس عريس ابنتها.. أمام المعازيم يترنح، وفجأة، تنطلق الموسيقى، ويرفع عقيرته، متماسكا، مبتهجا بأغنية «حماتى بتحبنى»، بينما تبتسم العروس على نحو لا يخلو من بلاهة.

الأداء التمثيلى، إجمالا، يشوبه الفتور، بما فى ذلك ميرفت أمين، بعد توقف عدة سنوات. صحيح الدور المسطح، الكتوب لها، لم يسعفها، لكن هى أيضا، المتمرسة مع طابور من كبار مخرجينا، ساهمت فى الهبوط بالفيلم، بطريقة التمثيل الفجة، الآتية من الأربعينيات، فها هى، على سبيل المثال، تومئ برأسها مرتين، ناحية العريس، وكأنها تقول له «أنا هاوريك».

بعد المشاهدة، عدت إلى البيت، سعيدا ومحبطا، هذه المرة.. الصالة مكتظة بالمشاهدين، وهو أمر طيب.. لكن الفيلم.. كما ترى

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات