حرب المهرجانات - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 1:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حرب المهرجانات

نشر فى : الأربعاء 16 مايو 2012 - 8:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 16 مايو 2012 - 8:10 ص

فى هذه الأيام، تمتد معركة «موازين» من صفحات الجرائد إلى مجلس الأمة، ثم إلى الشوارع، وتخرج من العاصمة، الرباط، إلى غيرها من المدن.. الحكاية، تبدأ بجمعية أهلية، اسمها «مغرب الثقافات»، قامت بتنظيم أحد مهرجانات الغناء والموسيقى، ابتداء من العام 2001، يشارك فيه مغاربة وعرب وأجانب، من كل بقاع الدنيا، وتتوزع الفرق المحلية والوافدة، لتقدم عروضها، على مدار الأسبوع، فى العديد من الأماكن، المغلقة والمفتوحة، حسب شعبية المغنى أو الفرقة. بعض الحفلات برسم دخول، وبعضها مجانا، بلا تذاكر.. بمرور السنوات، تضخّم المهرجان، زادت أهميته، وأصبح «موازين إيقاعات العالم» عنوانا مرموقا على خارطة المهرجانات الدولية، واستطاع، خلال عشر دورات أن يجذب مغنين من ذوى الأصوات الذهبية، وفرقا للموسيقى طبقت شهرتها الآفاق، لو كتبت أسماؤها لاحتلت بقية العمود.

 

لكن، فى الدورة الجديدة، التى ستبدأ بعد أيام، اندلعت المعركة، فمع زيادة نسبة البطالة ــ مثلنا ــ بالإضافة إلى مشكلة الجفاف بسبب ندرة الأمطار، مما أدى إلى احتراق مناطق زراعية واسعة، وبالتالى غلاء سعر المواد الغذائية، فضلا عن التململ السياسى والاجتماعى المتوافر أصلا، والذى تأجج مع تسريبات ميزانية «موازين»، والأرقام التى سيحصل عليها الفنانون المشاركون، فعلى سبيل المثال، أجر كاظم الساهر «120» ألف دولار. حسين الجسمى «150» ألف دولار. عمرو دياب «160» ألف دولار.. هذه المبالغ تعتبر متواضعة إذا قيست بمستحقات الأجانب ــ معظمهم لا أعرفه ــ مثل ميكا «200» ألف دولار. لين كرافتز «550» ألف دولار. ستيفن «600» ألف دولار. أما ماريا كارى، المنوط بها إحياء حفل الختام، فستأخذ ــ ما شاء الله ــ «830» ألف دولار، متجاوزة أجر شاكيرا، فى دورة سابقة، حيث تسلمت «772» ألف دولار. علما بأنها لم تغنى أكثر من نصف الساعة، طارت بعدها إلى لندن لتحضر احتفال خطيبها، جيرار بيكى، لاعب كرة القدم، مع فريقه الفائز فى مباراة مهمة، لا تعنى شيئا للمغاربة.. تكونت جبهة عريضة تطالب بإلغاء «موازين»، وبينما أعرب نواب فى البرلمان، من ذوى الاتجاهات المحافظة، عن رفضهم لمسألة الغناء والرقص، أعلنت قوى أخرى، تنتمى لحركة «20 فبراير 2011» ــ انطلقت بعد ثورتى تونس ومصر ــ أنها ضد المهرجان، ليس لأنها تكره الفن والفنانين، ولكن لأسباب سياسية واقتصادية، فإقامته يهدف إلى تغطية مظاهر التذمر وإخفاء الفساد وظهور النظام المغربى المتداعى كما لو أنه مستقر وراسخ. وتكاليف المهرجان «المقرصن» تكفى لتشغيل ألف شاب عاطل.. ودخلت نقابة الموسيقيين على الخط، ذلك أن المشاركين فى «موازين» لا يدفعون مستحقات النقابة، على العكس ــ والقول لهم ــ مما يحدث فى مصر، حيث تلاحق النقابة، بلا كلل، كل من يحاول التهرب من واجباته المالية، وتحصل عليها فعلا.

 

فى تطور متحضر، تحت شعار «كلنا ضد مهرجان موازين»، قام الشباب بإرسال خطابات رقيقة للفنانين، تناشدهم عدم الحضور إلى عرس يقام على جثث الفقراء والأطفال المرضى.. وإلى جانب مظاهرات الطبول والغناء التى تعزف وتغنى ضد «موازين»، طالبت مجاميع بنشر ثقافة «ساعة للقراءة» يخرج فيها الجميع للقراءة.. وهؤلاء، تلقّى هراوات وعصى رجال الشرطة.. ولا يزال السجال مستمرا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات