أكتوبر.. أكبر من التوك شو - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 3:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أكتوبر.. أكبر من التوك شو

نشر فى : الثلاثاء 15 أكتوبر 2013 - 9:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 أكتوبر 2013 - 9:20 ص

برامح الحوارات، أو التوك شو، عندنا، تحتاج إلى تطوير سريع وحاسم، يعتمد على مزيد من العمل والجدية، وإعداد يتجاوز مجرد دعوة أحد الضيوف فى الاستديو، لإلقاء بعض الأسئلة عليه، ويستمع المذيع مع الجمهور إلى إجابات الضيوف، وأحيانا، يتدخل بذكاء أو رعونة، ليحلل ويقيم ويضيف معلومات..

هذا الكلام بمناسبة اللقاءات المهمة التى جرى تقديمها بمناسبة الاحتفال بنصر أكتوبر، سواء فى القنوات الحكومية أو الخاصة.. الضيوف، كبار السن، ممن شاركوا فى العبور، وحرب الاستنزاف العظيمة، يتذكرون التفاصيل، كما لو أنها حدثت بالأمس القريب، فالواضح أن حضور أيام الدم والنار، لايزال نابضا بالحياة. الواحد منهم يحكى، بعقله ووجدانه، تسلسل المعارك، وكأننا إزاء سيناريو لفيلم روائي ينتظر التنفيذ، وإذا كانت الأحداث، بصراعاتها العنيفة، مثيرة فى حد ذاتها، فإن التذكر الحميم لطباع ووجوه رفقاء السلاح، خاصة الشهداء منهم، تأتى مبللة بالشجن النبيل.

فى هذه البرامج، تحدث أبطال معارك «المزرعة الصينية» و«شدوان» و«السويس» و«الجزيرة الخضراء»، ولم يفكر معدو ومقدمو هذه اللقاءات بالذهاب إلى تلك المواقع، وبعضها، باق كما كان، مثل جزر البحر الأحمر.. وربما كان من المهم متابعة كيفية تغطية الصحافة المصرية، والعربية، لما جرى.. والأهم، رصد شهادات ضباط وجنود إسرائيل، ومنها على سبيل المثال، قول موشى ديان، عقب زيارته للمزرعة الصينية برفقة ارئيل شارون «لم أستطع اخفاء مشاعرى عند مشاهدتى لها، فقد كانت مئات العربات المهشمة والمحترقة متناثرة فى كل مكان ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودنى فى ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلى عليها وانقبض قلبى فقد كان هناك الكثير من الدبابات الإسرائيلية».

برامج «التوك شو» عابرة، ومؤقتة، تشاهد كى تنسى بعد حين، لكن تلك الحوارات الثرية مع صناع النصر والتاريخ، تستحق البقاء، ويليق بها أن تتحول إلى أعمال وثائقية، يكون لها شأنها فى صنع أفلام تسجيلية، وهذه مسئولية الدكتورة درية شرف الدين، المثقفة، عاشقة السينما، التى غدت وزيرة الإعلام.. وكذلك مسئولية المركز القومى للسينما، الذى يرأسه الآن، المصور كمال عبدالعزيز.

لعل ما رواه، أخيرا، العميد مجدى بشارة، عما جرى فى «الجزيرة الخضراء»، ذات الموقع الاستراتيجى، التى استشهد على صخورها، مئات الجنود المصريين، وصمد البقية، ودافعوا عنها، ولم تسقط فى قبضة العدو، وبمبادرة منه، أحضر معه إلى الاستديو نموذجا مجسما للجزيرة ــ كم كنت أتمنى أن يتم تصويرها على الطبيعة ــ وفى فقرة من حديثه، اغرورقت عيناه بالدموع، وهو يتذكر البطل النادر المثال، إبرهيم الرفاعى، الحاضر فى عشرات المعارك الدامية، الذى ولد مقاتلا، وعاش مدافعا عن أرض الوطن، مع فرقته التى ضمت أشد رجال الصاعقة بأسا، المسماة «المجموعة 39 قتال» ذهب الرفاعى، تحت قصف العدو، بحرا وجوا، إلى الجزيرة، ليقدم ما يستطيع تقديمه.. إبراهيم الرفاعى نموذج المثل العليا، وأبطالنا الشهداء ومن على قيد الحياة يستحقون ما هو أكثر من «التوك شو».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات