عندما يتحول البريد الالكتروني إلى أداة استغلال معاصرة للموظفين - وليد عباس - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 3:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عندما يتحول البريد الالكتروني إلى أداة استغلال معاصرة للموظفين

نشر فى : الأربعاء 16 أبريل 2014 - 2:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 16 أبريل 2014 - 2:45 م

الفرنسيون يخشون من أن يتحول البريد الإلكتروني إلى أداة لاستغلال الموظفين ويتخذون الاحتياطات اللازمة لتجنب ذلك.

الفرنسيون يقرون قاعدة جديدة وسخيفة لتبرير الامتناع عن العمل، هكذا علقت الصحف الناطقة بالإنجليزية على التوقيع على ملحق للاتفاقيات الاجتماعية بين أرباب العمل والنقابات في قطاع التكنولوجيا، ويتضمن أحد بنوده فصل الموظف عن وسائل الاتصال عن بعد ـ وكان المقصود هنا هو البريد الإلكتروني اعتبارا من الساعة السادسة مساء.

وبصرف النظر عما تردده الصحف الناطقة بالإنجليزية والتي تروج دوما لنظام نتحدث فيه عن العبيد أكثر مما نتحدث عن موظفين، فإنني، على سبيل المثال، لا أستطيع الالتزام بقاعدة من هذا النوع في مهنتي، وكما تعلمون جميعا فإن ليس للخبر الهام من موعد قبل أو بعد السادسة مساء، بل ويمكن لأخبار رئيسية وفي غاية الأهمية أن تصل أثناء ساعات الليل، مما يعني أنني لا أستطيع إهمال بريدي الإلكتروني خلال ساعات معينة، باستثناء ساعات النوم طبعا، ولكن وتنبغي الإشارة أنه في حالة المديرين النشطين الذين يعملون ليلا نهارا فقط كنت أمضي وقتا لا بأس به من السهرة في الرد والتعليق والاقتراح على رسائل بريد إلكتروني تلقيتها من الإدارة خارج إطار ساعات العمل، بينما ما أقوم به هو جزء من عملي، ولكن هذا يتعلق ببعض المهن، ومنها الصحافة حيث لا توجد ساعة معينة لمتابعة الأحداث والتعليق عليها.

ويختلف الأمر في قطاعات أخرى يكون المجال الزمني الرئيسي للإنتاج مرتبط بساعات العمل المعروفة، وكلنا اختبر تكنيك الإدارات الذي يتلخص في أن يتركك تعمل الثماني ساعات اليومية، ثم يحاول أن يكسب منك وقت عمل إضافي مستغلا أدوات الاتصال الحديثة وخصوصا البريد الإلكتروني.

ملحق اتفاقيات العمل بين أرباب العمل والنقابات، والبند الذي يعطي الحق للموظف بعدم الرد أو استخدام وسائل البريد الإلكتروني، مهنيا، بعد ساعة معينة من النهار هو حماية حقيقية من هذه الطرق الملتوية لتمديد ساعات العمل دون مقابل.

أما بالنسبة للبريطانيين والأمريكيين الذين تعودوا على انتقاد الفرنسيين والسخرية منهم باعتبار أنهم يبذلون جهودا كبيرة للتهرب من العمل والحصول على أجازات طويلة، فإننا نحيلهم إلى العديد من الدراسات الخاصة بالإنتاجية والتي تؤكد أن إنتاجية الموظف والعامل الفرنسي خلال ساعات عمله تفوق وبمراحل كبيرة نظيرهما البريطاني والأمريكي ... وبكلمات بسيطة، لا فائدة من البقاء لساعات طويلة في مقر العمل إذا كنا ننتج أقل ممن يمضي ساعات محدودة ولكنه يعمل فعلا.

التعليقات